تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في المبحث الثالث من هذا الفصل تطرق الكاتب إلى بدعة المولد، موضحا أنه لا شك في كون الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ضلالة لا يجوز إحياؤها لا بالطريقة الصوفية (ذكر ووجد)،ولا بالطريقة الفجورية (مفرقعات)،ولا بالطريقة العامية (تخصيص المأكولات وإيقاد الشموع)، ولا بالطريقة العلمية الدعوية التي يسلكها بعض الإصلاحيين من إلقاء المحاضرات وإقامة المسابقات الدينية، لكن هناك كلام يقال في هذه المسألة في الدفاع عن ابن باديس مما آخذته الكاتبة به فصلها الكاتب حفظه الله في النقاط التالية:

أولا: بعض الشر أهون من بعض

لا ينبغي أن نتصور احتفال ابن باديس بالمولد أنه ممن يؤيد بقراءة البردة أو الطبل والمزمار أو المفرقعات أو بالذبائح وبالمأكولات، بل لابد أن نشرح للناس أنه كان بإقامة اللقاءات العلمية وإلقاء المحاضرات، ولا يخفى عليك أن بعض الشر أهون من بعض، لأنه ليس ما يمنع لذاته كالذي يمنع لغيره.

ثانيا: شتان بين الثرى والثريا

دعت الكاتبة بعض السلفيين إلى العدل وألزمت السلفيين بالتشنيع على ابن باديس من أجل

احتفاله بالمولد النبوي كما شنعوا على حسن البنا لاحتفاله به. لكن ثمت فرق بين الرجلين في العلم والمكانة والفضل والحسنات وفي الالتزام بمنهج السلف، وفرق طريقة الاحتفالين بل التسوية في التشنيع عليهما من الجور لا من العدل،ففضل ابن باديس على الجزائريين لا ينكره إلا من باء بخصلة النساء السوداء كفران العشير-حسب تعبير الكاتب-، فلا مجال للمقارنة بين آفات تنظيم حسن البنا ونقائص جهود ابن باديس

ثالثا: أين هي الروح السلفية؟

قال محمد حاج عيسى: " وتقول الكاتبة: " أن العامة ستظل راكنة إلى هذه البدعة دون أن تنفر منها على أساس أن فلانا وهو من هو في دنيا الناس يفعلها ويشارك عمليا في احتفالاتها «. وأنا أقول إن حال العامة في هذه البلاد التي بليت بأنواع البلايا يدعو إلى البكاء والنحيب، خاصة في هذه الأيام التي أعلن فيها بكل ما كان ممنوعا في ما سبق، وأنا لو خيرت بين العامة التي ما زالت تقلد ابن باديس وبين تلك التي تقلد أتاتورك لما ترددت لحظة في الاختيار الصحيح، إن علاج حال هؤلاء العوام لا يكون بالطعن في الدعاة وطلبة العلم أو العلماء الذين لهم أخطاء مغمورة في بطون الكتب والمجلات بل بربطهم بالدين الصحيح وتلقينهم لمبادئه كاتباع الكتاب والسنة والالتزام بفهم السلف وعدم التقليد للأشخاص، أما والأمة غارقة في أوحال الشرك والمعاصي من جهة، والفكر العلماني يتوسع يوميا من جهة أخرى، ويأتي بعد ذلك من يكتب مثل هذه التقارير، فليس هذا هو منهج الإصلاح الصحيح، ولا هذا من التربية والتصفية ولا من الروح السلفية في شيء!! "

رابعا: نكتة تاريخية

وأعاد الكاتب ههنا بيان وهم للكاتبة سبق بيانه في الفصل الذي خصصه لأوهامهاحيث ذكرت (ص21):" إن ابن باديس رحمه الله حصل له شرف الرحيل إلى الحجاز بلد التوحيد وعلماء التوحيد، وبلا شك وجد كتبا في هذا المجال ووجد كتبا في قمع البدع، وخاصة بدعة المولد فما هو عذره يا ترى في إحياء مثل هذه المنكرات والدعوة إلى تجديد الذكرى في كل سنة بحجة حب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " (أنظر مع كتاب الرد النفيس رقم 32)

ليس كل من وقع في البدعة يحكم عليه بالابتداع

وابن باديس رحمه الله موافق لأهل السنة في التأصيل، من حيث تعريف البدعة وأنه ليس في الدين بدعة حسنة، فلو ثبت عنده أن هذا العمل بدعة لم يتردد في إنكاره إن شاء الله تعالى، وضرب مثالا بأمر يعتقد كثير من السلفيين في هذا الزمان أنه بدعة، وقد قال بمشروعيته شيخ الإسلام ابن تيمية وهو استعمال السبحة، فهل يحق لأحد أن يتهم ابن تيمية بالابتداع؟

سادسا: المولد النبوي ليس عيدا دينيا عند ابن باديس

مما حاول الكاتب حفظه الله تعالى أن يعتذر بهلإقامة ابن باديس المولد أن رجال الجمعية لم يكونوا يعدون الاحتفال بالمولد النبوي من الاحتفالات الدينية، بل قد ثبت عن بعضهم التصريح بأنه عيد قومي تاريخي، وقد وضع الشيخ العربي التبسي برنامجا للعطل السنوية بمناسبة الأعياد في مدارس جمعية العلماء وجعل أمام كل عيد نوعه، وقد قسمها،إلى قسمين أعياد دينية وأعياد قومية،وجعل من الأعياد القومية المولد النبوي (انظر المدرسة الجزائرية إلى أين؟ لمصطفى عشوي (ص135 –الملاحق) والتعليم القومي لرابح تركي (299)).

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 06:40 م]ـ

سؤال لأخي مهدي - سددك الله - هل يقول الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله تعالى - بأن المولد النبوي عيد ديني و ما حكمه عنده؟

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 06:43 م]ـ

احذروا يا إخوتاه من مشابهة العامة المنتمين إلى التصوف

(( .. جميع علماء الإسلام من المفسرين و المحدثين و الفقهاء و المتكلمين و شيوخ الزهد المتقدمين تتسع صدورهم لأن يؤخذ من كلامهم و يرد إلا العامة المنتمين إلى التصوف فإنهم يأبون كل الإباء أن يسمعوا كلمة نقد أو رد في أحد من الشيوخ مع أن غير المعصوم معرض للخطأ دائما في أقواله و أفعاله فكأنهم بهذا يعتقدون فيهم العصمة .. )). (الشهاب: جزء:11، م:7)

و رحمة الله على الشيخ العلامة السلفي تقي الدين الهلالي إذ قال كما في (الشهاب: عدد (136)، م:03/ص:718): (( .. أكثر الناس إذا أحبوا رجلا و ظهر لهم كماله في علم و عمل بالغوا في إحسان الظن به حتى خرجوا إلى الغلو و الإطراء و اعتقاد العصمة فيه، فإياك أن تعتقد وجود شخص بعد نبينا صلى الله عليه لا ينطق إلا بصواب و يكون مخالفة رأيه خطأ في كل جزئية .. )).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير