تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالأحاديث النّبوية الّتي وردت في الميزان، قال العلاّمة "ابن أبي العزّ الحنفي" رحمه اللّه وهو شارح العقيدة الطّحاوية للإمام "الطّحاوي" رحمه اللّه، وكتاب (العقيدة الطّحاوية) قرّر فيه صاحبه عقيدة السّلف وهو من أروع المصادر في ذلك لولا أنّ الإمام "الطّحاوي" زلّ في مسألة الإيمان حيث عرّف الإيمان بأنّه تصديق بالقلب وإقرار باللّسان، ولم يُتمّ التّعريف الكامل للإيمان لمّا أسقط (عمل الجوارح والأركان)، ولكنّ الكتاب تلقّته الأمّة بالقبول جيلا بعد جيل محذّرة من مسألة "الإيمان" الّتي زلّت فيه قدمه رحمه اللّه .. قلتُ: قال الإمام "الطّحاوي" رحمه اللّه:» ونؤمن بالبعث وجزاء الأعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثّواب والعقاب والصّراط والميزان «، وقال الشّارح "ابن أبي العزّ" في شرح ذلك:» والّذي دلّت عليه السّنة أنّ ميزان الأعمال له كفّتان حسيّتان مشاهدتان. روى الإمام أحمد من حديث أبي عبد الرّحمان الحُبلي، قال سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:» إنّ اللّه سيخلّص رجلا من أمّتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كلّ سجل مدُّ البصر، ثمّ يقول له: أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا ربّ، فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرّجل، فيقول: لا يا ربّ، فيقول: بلى، إنّ لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك فَتُخْرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه، فيقول: يا ربّ، وما هذه البطاقة مع هذه السّجلات؟ فيقال: إنّك لا تظلم، قال: فتوضع السّجلات في كفّة [والبطاقة في كفّة]، قال: فطاشت السّجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء بسم اللّه الرّحمان الرّحيم ««(1). و في كتاب "مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطيّة" للشّيخ العلاّمة "عبد العزيز المحمّد السّلمان":» ما هو الميزان وهل هو حقيقي وما هو الدّليل على ذلك .. الخ .. «فأجاب جزاه اللّه خيرا بما يلي: الميزان حقيقي له لسان وكفّتان توزن به أعمال العباد قال تعالى: ?ونضع الموازين القسط ليوم القيامة? الآية .. وقال: ?فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون? وقال: ?والوزن يومئذ الحقّ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه?الآية، وقال: ?فأمّا من ثقلت موازينه? الآيتين .. قال ابن عبّاس رضيّ اللّه عنهما توزن الحسنات في أحسن صورة والسّيئات في أقبح صورة وفي الصّحيح أنّ البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أوغيايتان أوفرقان من طير صوّاف وفي قصّة القرآن وأنّه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللّون .. الحديث .. وفي قصّة سؤال القبر فيأتي المؤمن شاب حسن اللّون طيّب الرّيح فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصّالح وذكر عكسه في شأن الكافر والمنافق .. وقيل يوزن كتاب الأعمال واستدلّ له بحديث البطاقة وقيل يوزن صاحب العمل كما في الحديث يؤتى بالرّجل السّمين فلا يزن عند اللّه جناح بعوضة ثمّ قرأ ? فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا? .. إلخ .. «(1)، ففي مسألة الإيمان بالميزان ذكر "ابن باديس" أنّنا نؤمن بالميزان دون أن يتعرّض لذكر الأحاديث الّتي وردت في وصف الميزان، وطريقته هذه في عرض العقيدة يمكن أن ترضي كلّ الفرق، أمّا طريقة الشّارح "ابن أبي العزّ الحنفي" وكذا ما مرّ بنا من كلام الشّيخ العلاّمة "عبد العزيز السّلمان"، فإنّها تجد المعارضة من طرف الفرق المنحرفة الّتي ترفض الإيمان بوصف الميزان كما وصفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وتجنح إلى التّأويل الفاسد، وخير دليل على ذلك أنّ شارح (العقائد الإسلامية) "لابن باديس" رحمه اللّه وهو الأستاذ "محمّد الصّالح رمضان" ذكر في شرحه لقول "ابن باديس":» نؤمن بأنّ اللّه تعالى ينصب الميزان يوم القيامة «ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير