تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

» الميزان: مخلوق من مخلوقات اللّه تعالى لا نعرف شكله ولا كيفيّته، فهو ممّا نؤمن به بلا كيف ووهم من يفسّره بكفّتين ولسان، لأنّ ذلك من البدائيّة في التّفكير والتّشبيه «(2)، فهذا الانحراف بالتّكذيب بصفة الميزان المذكورة في أحاديث صحيحة يعدّ تأويلا فاسدا هو بقية باقية من ميراث التّأثر بعقلانية المعتزلة وتأويلات الأشاعرة .. وهذا الكلام يُحسب على صاحبه "محمّد الصّالح رمضان"، ولكنّه يجعلنا نخرج بنتيجتين هما:

1. هذا الرّجل وهو "محمّد الصّالح رمضان" يذكر عن نفسه أنّه حضر دروس العقيدة عند الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه فقال:» واستمرّ بي المقام في رحاب الشّيخ خمس سنوات وهي مدّة ليست بالطّويلة في عمر الزّمان، ولكنّها ـ والحمد للّه ـ أثرت وأثمرت بعدما أينعت فيما أظنّ، إذ استدعاني الإمام بعد ثلاث سنوات فقط من التّلمذة عليه لأعاونه في التّدريس لطلاّبه بقسنطينة مع معاونيه، ثمّ عيّنني معلّما في مدرسة التّربية والتّعليم بقسنطينة، ومع ذلك لم أنقطع عن دروسه وخاصّة درس التّفسير حتّى لقي ربّه في 16/ 4/1940م ... «، (1) فمن خلال ما حكاه هذا الرّجل يمكن القول إنّ "ابن باديس" أجازه كتلميذ له، وبهذا يمكن القول إنّ هذا التّلميذ تعلّم من شيخه هذا التّأويل الفاسد في مسألة الإيمان بالميزان ربّما أثناء شرح الشّيخ للدّرس .. فيكون الشّيخ "ابن باديس" لاجئا إلى تأويل الأحاديث بطريقة فاسدة بنفس طريقة الشّيخ "محمّد عبده" ..

2. أمّا إذا كان التّلميذ شرح هذا الموضوع من معلوماته الخاصّة، فيمكن القول إنّ طريقة "ابن باديس" المجملة في عرض العقائد دون التّعرّض للرّد على المنحرفين العقلانيين كانت سببا في انحراف التّلاميذ من بعده بهذه التّأويلات الفاسدة .. لأنّ الشّيخ لو ذكر لطلابه وجوب الإيمان بأنّ الميزان له كفّتان حسّيتان ورد ذكرهما في أحاديث صحيحة لترك آثار ذلك على تلاميذه وطلاّب العلم عنده، لأنّ عرض العقيدة بدون التّعرض للرّدود المُبيّنة لفساد عقائد الفرق المنحرفة عن منهاج أهل السّنة والجماعة، يجعل دارس العقيدة غير مدرك لمخاطر هذه الفرق فيحسب نفسه على عقيدة السّلف الصّالح .. )).اهـ

يظهر من السابق أن كلام الأخت - سددها الله تعالى - واضح ولا يفهم منه خلط، بل يفهم من بعضه أن الشيخ بن باديس رد الحديث تأويلا لأنه آحاد. ويظهر في كلامه حيث قال: قال في معرض تفسيره لقوله تعالى: ?وما كنّا مُعذّبين حتّى نبعث رسولا? ما يلي:» لمّا كان العرب لم يأتهم نذير قبل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلمّ بنّص هذه الآية وغيرها فهم في فترتهم ناجون لقوله تعالى: ? وما كنّا مُعذّبين حتّى نبعث رسولا?، و? وأن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير? وغيرهما، وكلّها آيات قواطع في نجاة أهل الفترة ولا يستثنى من ذلك إلاّ من جاء فيهم نصّ ثابت خاصّ "كعمر بن لُحيّ" (2)، أوّل من سيّب السّوائب وبدّل في شريعة إبراهيم وغيّر وحلّل للعرب وحرّم، فأبَوَا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ناجيان بعموم هذه الأدلّة ولا يعارض تلك القواطع حديث مسلم عن أنس (رضي اللّه عنه): (أنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلمّ: يا رسول اللّه أين أبي؟ قال في النّار، فلمّا قفا الرّجل دعاه فقال: إنّ أبي وأباك في النّار)، لأنّه خبر آحاد فلا يعارض القواطع وهو قابل للتّأويل بحمل الأب على العمّ مجازا يحسنه المشاكلة اللّفظية ومناسبته لجبر خاطر الرّجل وذلك من رحمته صلّى اللّه عليه وسلمّ وكريم أخلاقه .. «مجالس التّذكير [من كلام الحكيم الخبير ـ ص 373].

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:19 م]ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

مع كتاب "الرد النفيس ... " -24 -

ثم بين الشيخ أن الكاتبة لا تفرق بين التقية المذمومة والمداراة المشروعة حيث انتقدت ابن باديس رحمه الله تعالى بأنه كان يداري فرنسا حتى لا تعيق نشاطه، فرأت الكاتبة ذلك نفاقا من جنس تقية الشيعة، بل ورأت أن الواجب على ابن باديس أن يجاهر بمعاداة فرنسا وأن يحرِّض الأمة على الجهاد!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير