تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وناقش محمد حاج عيسى هذا الكلام في نقاط منها: أن ما كان يصنعه ابن باديس كثير منه يسمى مداراة لعدم خروجه عن حدود المشروع، والفرق بين النفاق والتقية والمداراة معروف. و إلزام ابن باديس رحمه الله بأن يدعو أهل الجزائر إلى الجهاد عام 1924 هو منهج التهور والتسرع فأهل الجزائر كانوا آنذاك إما من الجهال أو من ضعاف الإيمان أو من عباد القبور والطرقية أو من دعاة الإدماج ولم تتهيأ بعد العدة الإيمانية ولا المادية للدعوة إلى الجهاد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليق: يفهم من كلام الأخ في قوله: (لا تفرق بين التقية المذمومة والمداراة المشروعة .. ) أن هناك تقية محمودة ومداراة مذمومة؟! وفي الحقيقة لا أعلم أحدا من أهل العلم يقول بذلك؛ فالتقية مذمومة مطلقا وهي من سمات الرافضة، أما المدراة فجائزة، والمداهنة في دين الله محرمة، وقد فصَّل في ذلك الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى- في فتحه وغيره .. أما الدعوة إلى الجهاد في تلك المرحلة الزمنية فقد يكون قصد الكاتبة جهاد الدفع .. فأين الخلل فيما قالت وجهاد الدفع مقرر أيما تقرير ومحرر أيما تحرير في كتب أهل السنة و الجماعة؟!! ومع ذلك أنقل كلام الأخت في المسألة، قالت في (ص:148 - 151): ((وممّا عُرف عن الشّيخ "محمّد بن عبد الوهّاب" جهاده في سبيل اللّه، ونداؤه وسعيه لإعلاء راية لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، وهذا الجهاد ما عُرف عن "ابن باديس"، بل كان أسلوبه مع فرنسا في مرحلة من مراحل حياته أسلوب تقيّة ومداهنة بينما الوقت حينها كان يقتضي مجاهدة أولئك الكفّار الغزاة الّذين عاثوا في بلادنا فسادا ودمارا وتخريبا، إنّ المرء حينما يقرأ بعض العبارات الّتي صدرت من الشّيخ "ابن باديس" في بعض مراحل حياته في مدح فرنسا وتزكيّتها يشتّد تعجّبه ويزداد يقينا بأنّ دعوة الشّيخ "ابن باديس" أبعد ما تكون عن دعوة المجدّد "محمّد بن عبد الوهّاب" رحمه اللّه، وكان "ابن باديس" قد ختم حياته بمواجهة فرنسا بكلام صارم، وتراجع عماّ صدر منه قبل ذلك دون أن يعلن أنّه أخطأ في بعض العبارات القديمة كقوله مثلا وهو ينصح الجزائري بوصايا متعددة: "حافظ على مبادئك السّياسية، ولا سياسة لك إلاّ سياسة الارتباط بفرنسا" (1) .. وقد عُلّق على هامش الكتاب الّذي وردت فيه هذه العبارة بما يلي: هذه تقيّة من "ابن باديس" لأنّه يؤمن بأنّ الشّعب الجزائري سيستقلّ عن فرنسا متى حان الوقت وقد حان وتحقّق .. قلتُ: إنّ التقيّة ليست من منهج أهل السّنة والجماعة في شيء بل هي من أصول الشّيعة الرّوافض الّذين يقصدون بها مداهنة المسلمين الّذين ليسوا على مذهبهم الباطل وذلك بأن يظهروا لهم خلاف ما يبطنون، وهذا هو النّفاق عينه، إنّ شيخا "كابن باديس" ما كان له أن تصدر منه هذه العبارة مهما كانت الظّروف ومهما كانت الأسباب، بل كان عليه أن يشجّع الجزائرييّن على مجاهدة العدوّ الفرنسي الغاشم بكلّ ما أوتي من قوّة لأنّ عبارة مثل هذه من شأنها أن تؤثّر على الشّعب الجزائري وقتئذ فيبقى تحت سلطة الاستعمار الفرنسي عن رضى وطواعية، وهذه المداهنة ليست من أسلوب الشّيخ "محمّد بن عبد الوهّاب" رحمه اللّه الّذي عُرِف بشجاعته الفائقة وصدعه بالحقّ مهما كانت النّتائج .. وقال الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه مخاطبا الشّعب الجزائري في موطن آخر: "أيّها الشّعب الكريم: كنّ ـ كلّك ـ مع الحكومة الفرنسوية الممثّلة للشّعب الفرنسي الدّيموقراطي أصدق تمثيل ـ كُنّ كلّك ـ ضدّ كلّ متعصّب ضدّ أيّ جنس وأيّ دين .. كُنّ متّحدا فبالاتّحاد تبلغ غايتك الشّريفة الإنسانيّة ـ كنّ مستيقظا، منظّما لتبرهن على أنّك شعب لا تريد إلاّ العيش والحرية والسّلام .. ارفع عقيدتك بالاحتجاج ضدّ جميع الّذين يستعملون العنف والقسوة والأساليب الشّيطانيّة الخفيّة ليحدثوا الفتنة والشّغب ضدّ فرنسا والجزائر .. ناد من كلّ قلبك: لتحيا الجزائر ـ لتحيا فرنسا الشّعبية .. ليسقط الظّلم والاستعباد! ليسقط أضداد الأجناس وحريّة الأديان والأفكار ... " (2)، هذا المنشور مليء بالطّامات إذ فيه محاذير وأخطاء فظيعة من جملتها:

أ. حضّ "ابن باديس" الشّعب الجزائري على أن يكون مع الحكومة الفرنسيّة قلبا وقالبا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير