َ - من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
ناقش الكاتب حفظه الله تعالى ما ذكرته الكاتبة في نقاط:
أولا: المشروع والممنوع من الاحتفالات
فكلام العلماء يدل على أن أسباب المنع من الاحتفالات التي تتكرر في المناسبات ترجع إلى أحد هذه الأمور:
1 - وجود قصد التعبد والتقرب.
2 - التشبه بأهل الجاهلية.
3 - التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم أو دينهم.
أما ما خرج عن هذه المعاني وكان فيه مصلحة دنيوية أو تنظيمية بحتة فلا حرج فيه.
جاء في فتوى اللجنة الدائمة بإمضاء ابن باز وعفيفي:" ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قوله: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني، لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله وكما في ذلك من التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل، ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة فهو من البدع العادية التي لا يشملها قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فلا حرج فيه بل يكون مشروعا «(فتاوى اللجنة الدائمة جمع الدويش (3/ 60 - 61).)، والفتوى جاءت جوابا عمن سأل عن أسبوع خصص لتنظيف المساجد سنويا، فالظاهر من الجواب أنه لا حرج فيه لأنه من باب التنظيم.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان أصل هذا الباب:" فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع، وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه، والأصل فيه عدم الحظر فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله والعبادة لا بد أن يكون مأمورا بها فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه محظور، ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون إن الأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، والعادات الأصل فيها العفو فلا يحظر منها إلا ما حرمه" القواعد النورانية (112).
ثانيا: تطبيق على الاحتفالات المنتقدة
1 - ذكرى شوقي وحافظ
وهو كما يظهر من عنوانه في موضوع أدبي لا علاقة له بالعبادة ولا بالتعبد، وكذلك يبعد أن يكون أقيم في ذكرى وفاتهما على معنى التكرر بحيث يصبح عيدا، لأن الشاعرين كل واحد منهما توفي في يوم مخالف للآخر، ثم إن المحاضرة ألقيت في يوم مخالف ليوم وفاتهما، وهذا الاحتفال حدث مرة واحدة، بل ولو تكرر ذلك سنويا لكان الأمر غير مجزوم بمنعه، ولاحتاج إلى بحث ونظر لعدم ظهور أحد وجوه المنع المذكورة آنفا، ولا يصلح في مثل هذا أن يقال لم يفعل مثله السلف لخروجه عن معنى العبادة.
2 - حفل اختتام شرح الموطأ
والاحتفال الثاني وهو الاحتفال بختم الموطأ، ومثله الاحتفال بختم التفسير الذي لم يكشفه مجهر الكاتبة مع شهرته-حسب تعبير الكاتب-، فهو احتفال عادي، فليس هو من الأعياد التي تتكرر كل عام، ولا هو من الأمور التي يتعبد بها أو التي يعتقد الناس لزومها، وما مثل هذا الاحتفال الذي يدعى إليه العلماء والطلبة لسماع الكلمات والتوجيهات، ويصحبها بالتبع إكرام الحاضرين بالمشروبات إلا كمثل احتفالات اختتام السنة الدراسية أو الدورات العلمية أو احتفالات توزيع جوائز المسابقات والله أعلم.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 07:15 م]ـ
أخانا الكريم أبا حذيفة الجزائري جزاك الله خيرا
ربنا أفرغ علينا صبرا!
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 06:16 م]ـ
مع كتاب "الرد النفيس على الطاعن في ابن باديس" لمحمد حاج عيسى -65 -
¥