تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و من جهة السّير على جادّة الأفاضل من أهل العلم الذين ينتقدون ما ينتقدون و هم من خشية ربّهم مشفقون و بعباده مترفّقون فلا يفهمون أفهاما و ينسبونها إلى النّاس ثمّ يناقشونها على أنّها أقوال لهم بل و يراعون عرف القائل و جوّه الذي قال فيه ماقال و مراحله التي عاشها في سيره إلى ربّه إن كانت له مراحل و هذا كلّه من العدل و الإنصاف و من أوضح ما طبّق فيه هذا المسلك سير أعلام النّبلاء للذّهبي رحمه الله

و يكفي أن تعلم -ولعلّك تعلم- أنّ عبد الحق يستقي مادّته من كتاب الكاتبة أم أيوب التي حكمت على ابن باديس بأنّه خلفيّ إخواني جامع لكل ما استطاعت أن تدّعيه من مساوئ بنصف عقلها و الله المستعان

فمن يلام أوّلا: أمّ أيّوب التي تكلّفت ما لا تملك الأهليّة لعشر معشاره ثمّ عبد الحق الذي جعلها معتمده في هذه الحملة

و قد عاتب أهل العلم ابن سعد و وقفوا موقفا من كلامه في الرّجال لأنّه يأخذ مادّة جرحه من شيخه الواقدي كما تعلم إن شاء الله

أم يلام الشّيخ حاج عيسى الذي نأمل إن شاء الله أن يكون وفّق في وضع النّصال على النّصال في هذا الباب و بيّن منهج هذه النّابتة التي ظلّت في هذا الباب الخطير و هي لا تدري ما عليها فيه نعوذ بالله من الهوى و الجهل

هذا و أدعو الله تعالى ألّا نضطرّ إلى مزيد تضييع للأوقات في الكلام عمّا أراد ابن باديس أو ما قال أو ما فعل فالكمال عزيز و الرّجل أفضى إلى ما قدّم و الله يغفر لنا و له

و إن كنت تريد إفادتنا في باب العقيدة أنت أو غيرك فلن نستنكف أن نكون تلاميذا منصتون

و إن كنت أيضا أن تتكرّم علينا فبيّن لنا: هل موافقة الرّجل لطائفة ما في جزئيّة ما يلحقه بها من كل وجه

و متى يكون الرّجل مستحقّا لأن نحكم عليه بأنّه من أهل البدع و أن نكتب فيه كتابا ركيك العبارات ظالم الأحكام إسمه (الرّد الوافي على من زعم أنّ ابن باديس سلفي)

أدعو الله تعالى أن أوفّق إلى بيان أصل النّزاع الحاصل بيني و بين أخي هذا الذي لم يجد ما يقوله إلا ما نقله عن العلّامة المعلمي اليماني كما تراه

و أنا أقول له و لكل طالب حق: (( .. ربّنا لا تؤاخذنا إذا نسينا أو أخطأنا))

و أقول: ((ربّنا اغفر لنا و لإخواننا .. ))

و أقول: اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتّباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

و أختم بأنّ هذا حق لا يخفيه شيء و هو وجود منهج أو مناهج منحرفة همّها تتبّع العورات و انتقاص الأفاضل و تلقّف الزّلات و إن ادّعت حماية الدّين و إن ادّعت الذّب عن عقيدة المسلمين

و إن كانت نيّاتهم سليمة و لكن ربّ مريد للخير لم يجده ثمّ أنّه يعكّر على ذلك أنّهم ما انشغلوا بالأحياء الذين انتشرت طوامّهم في النّاس كالنّار في الهشيم و من تداعياتها ظهور هذا المنهج المنحرف في النّقد و الجرح و التّجريح

و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 08, 02:45 م]ـ

من باب الفائدة:

من أخطاء الشّيخ ابن باديس: وجود الإباضيّة في جمعيّته

تميّزت الدّعوة السّلفية بعدم جمعها بين الغثّ والسّمين، فهي تختلف مع غيرها من الدّعوات في هذه النّقطة بالذّات، فالدّعوة السّلفية لا يهمّها تَكْتيل الأفراد وجمعهم تحت لواء واحد مع انفراد كلّ واحد منهم بعقيدته، بل دعوتنا تجمع أفرادا ذوي معتقد واحد ومنهج واحد ومسلك واحد، أمّا غيرها من الجماعات فلا يهمّها لا الخلاف العقدي ولا الشّرعي بل غاية مبتغاها أن تجمع خليطا من هذا وذاك، لأنّ تكتيل العدد هو هدفها المنشود، وسرّ الخلاف بين دعوتنا وغيرها من الدّعوات أنّ السّلفية لها منهج واضح بيّن في العقيدة والعبادة والتشريع وفي جميع المجالات، وطريقها هو طريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وطريق صحابته رضيّ اللّه عنهم من بعده وطريق من سار على هداهم، ولمّا برز أهل الأهواء وخالفوا هذا الخطّ الواضح البيّن وقع الاختلاف وتعذّر جمع النّقيضين تحت لواء واحد، قال الإمام "الشّاطبي" رحمه اللّه:» إنّ للرّاسخين طريقا يسلكونها في اتّباع الحقّ وأنّ الزّائغين على طريق غير طريقهم « .. (1)، ويزداد جمع النّقيضين تأكيدا حينما يزداد أهل الأهواء إصرارًا على مجانبة الحقّ والإعراض عنه .. ولهذا ردّ علماؤنا قديما وحديثا على أهل الأهواء والبدع ولم يحابوا في دين اللّه أحدا، بل جعلوا الرّد على هؤلاء من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير