تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

» تركتُ فيكم شيئين لن تضلّوا بعدهما (ما تمسّكتم بهما) كتاب اللّه وسنّتي، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض «(2) .. قال الشّيخ العلاّمة محدّث العصر "الألباني" رحمه اللّه:) وفي هذه النّصوص من الآيات والأحاديث أمور هامّة جدّا يمكن إجمالها فيما يلي:

1. أنّه لا فرق بين قضاء اللّه وقضاء رسوله (3)، وأنّ كلاّ منهما ليس للمؤمن الخيرة في أن يخالفهما، وأنّ عصيان الرّسول كعصيان اللّه تعالى وأنّه ضلال مبين.

2. أنّه لا يجوز التّقدّم بين يدي الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، كما لا يجوز التّقدّم بين يدي اللّه تعالى، وهو كناية عن عدم جواز مخالفة سنّته صلّى اللّه عليه وسلّم، قال الإمام "ابن القيّم" في "إعلام الموقعين" (1/ 58): (أي لا تقولوا حتّى يقول ولا تأمروا حتّى يأمر، ولا تفتوا حتّى يفتي، ولا تقطعوا أمرا حتّى يكون هو الّذي يحكم فيه ويمضي) ..

3. أنّ المطيع للرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم مطيع للّه تعالى ..

4. أنّ التّولي عن طاعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم إنّما هو من شأن الكافرين.

5. وجوب الرّد والرّجوع عند التّنازع والاختلاف في شيء من أمور الدّين إلى اللّه وإلى الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، قال "ابن القيّم" (1/ 54):

» فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل (يعني قوله: "وأطيعوا الرّسول")، إعلاما بأنّ طاعته تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا، سواء كان ما أمر به في الكتاب، أو لم يكن فيه، فإنّه "أوتي الكتاب ومثله معه" ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالا، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرّسول ... ". ومن المتّفق عليه عند العلماء أنّ الرّد إلى اللّه إنّما هو الرّد إلى كتابه، والرّد إلى الرّسول، هو الرّد إليه في حياته وإلى سنّته بعد وفاته، وأنّ ذلك من شروط الإيمان ..

6. أنّ الرّضى بالتّنازع، بترك الرّجوع إلى السّنة للخلاص من هذا التّنازع سبب هام في نظر الشّرع لإخفاق المسلمين في جميع جهودهم، ولذهاب قوّتهم وشوكتهم.

7. التّحذير من مخالفة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لما لها من العاقبة السّيئة في الدّنيا والآخرة.

8. استحقاق المخالفين لأمره صلّى اللّه عليه وسلّم الفتنة في الدّنيا، والعذاب الأليم في الآخرة.

9. وجوب الاستجابة لدعوة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم وأمره، وأنّها سبب الحياة الطيّبة، والسّعادة في الدنيا والآخرة.

.1. أنّ طاعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سبب لدخول الجنّة والفوز العظيم، وأنّ معصيّته وتجاوز حدوده سبب لدخول النّار والعذاب المهين.

11. أنّ من صفات المنافقين الّذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنّهم إذا دعوا إلى أن يتحاكموا إلى الرّسول وإلى سنّته، لا يستجيبون لذلك، بل يصدّون عنه صدودا.

12. وأنّ المؤمنين على خلاف المنافقين، فإنّهم إذا دعوا إلى التّحاكم إلى الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بادروا إلى الاستجابة لذلك، وقالوا بلسان حالهم وقالهم: "سمعنا وأطعنا"، وأنّهم بذلك يصيرون مفلحين، ويكونون من الفائزين بجنّات النّعيم.

13. كلّ ما أمرنا به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم يجب علينا اتّباعه فيه، كما يجب علينا أن ننتهي عن كلّ ما نهانا عنه.

14. أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم أسوتنا وقدوتنا في كلّ أمور ديننا إذا كنّا ممن يرجو اللّه واليوم الآخر.

15. وأنّ كلّ ما نطق به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا له صلة بالدّين والأمور الغيبيّة الّتي لا تُعرف بالعقل ولا بالتّجربة فهو وحي من اللّه إليه .. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

16. وأنّ سنّته صلّى اللّه عليه وسلّم هيّ بيان لما أنزل إليه من القرآن.

17. وأنّ القرآن لا يغني عن السّنة، بل هي مثله في وجوب الطّاعة والاتباع، وأنّ المستغني به عنها مخالف للرّسول عليه الصّلاة والسّلام غير مطيع له، فهو بذلك مخالف لما سبق من الآيات.

18. أنّ ما حرّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ما حرّم اللّه، وكذلك كلّ شيء جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا ليس في القرآن، فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله: (ألا إنّي أوتيت القرآن ومثله معه).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير