تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[30 - 08 - 08, 03:46 م]ـ

مع كتاب "الرد النفيس ... " ... -84 -

المبحث الثاني: وجوب عقد الموازنة بين الصواب والخطأ

أولا: نصوص ابن القيم رحمه الله

1 - قال ابن القيم رحمه الله تعالى وهو يدافع عن أبي إسماعيل الهروي صاحب منازل السائرين الملقب بشيخ الإسلام: «هذا ونحوه من الشطحات التي ترجى مغفرتها بكثرة الحسنات، ويستغرقها كمال الصدق وصحة المعاملة وقوة الإخلاص وتجريد التوحيد، ولم تضمن العصمة لبشر بعد رسول الله، وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس: إحداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار، وأساؤوا الظن بهم مطلقا، وهذا عدوان وإسراف فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها. والطائفة الثانية حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها، فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حكم القبول والانتصار لها واستظهروا بها في سلوكهم، وهؤلاء أيضا معتدون مفرطون. والطائفة الثالثة وهم أهل العدل والإنصاف الذين أعطوا كل ذي حق حقه وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح، بل قبلوا ما يقبل وردوا ما يرد» مدارج السالكين (2/ 39 - 40)

2 - وقال:" ولكن من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره ويعفى عنه مالا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه لا يحمل أدنى خبث، ومن هذا قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعمر:" وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، وهذا هو المانع له من قتل من جس عليه وعلى المسلمين وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم فأخبر أنه شهد بدرا، فدل على أن مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتب أثره عليه ماله من المشهد العظيم فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب ماله من الحسنات، ولما حض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الصدقة فأخرج عثمان رضى الله عنه تلك الصدقة العظيمة قال:" ما ضر عثمان ما عمل بعدها وقال لطلحة لما تطأطأ للنبي حتى صعد على ظهره إلى الصخرة:" أوجب طلحة"، وهذا موسى كليم الرحمن عز وجل ألقى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه له، ألقاها على الأرض حتى تكسرت، ولطم عين ملك الموت ففقأها ()، وعاتب ربه ليلة الإسراء في النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال شاب بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، وأخذ بلحية هارون وجره إليه وهو نبي الله، وكل هذا لم ينقص من قدره شيئا عند ربه وربه تعالى يكرمه ويحبه، فإن الأمر الذي قام به موسى والعدو الذي برز له والصبر الذي صبره والأذى الذي أوذيه في الله أمر لا تؤثر فيه أمثال هذه الأمور ولا تغير في وجهه ولا تخفض منزلته، وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم أن من له ألوف من الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين ونحوها " مفتاح دار السعادة (1/ 176).

3 - وقال رحمه الله تعالى: «ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، وقد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين» أعلام الموقعين (3/ 283).

ثانيا: نصوص الذهبي رحمه الله

1 - وقال الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة قتادة: «ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك» سير أعلام النبلاء للذهبي (5/ 271). ونقل المؤلف كلامه رحمه الله في ترجمة محمد بن نصر السير (14/ 40 و القفال الشاشي 16/ 285 وغيرها من نصوصه.

ثالثا: من نصوص ابن رجب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير