تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذلك الله رب العالمين؛ فهو الذي لا يشغله شأن عن شأن، وهو القادر على أن يخاطب العقل والقلب معاً بلسان ((4))، وأن يمزج الحق والجمال معاً، يلتقيان ولا يبغيان، وأن يخرج من بينهما شراباً خالصاً سائغاً للشاربين، وهذا هو ما تجده في كتابه الكريم حيثما توجهت – ألا تراه في فسحة قصصه وأخباره ((5)) لا ينسى حق العقل من حكمة وعبرة؟

أوَلا تراه في معمعة براهينه ((6)) وأحكامه ((7)) لا ينسى حظ القلب من تشويق وترقيق، وتحذير وتنفير، وتهويل وتعجيب، وتبكيت وتأنيب؟ يبث ذلك في مطالع آياته ومقاطعها وتضاعيفها (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) ((8)(إنه لقول فصل وما هو بالهزل) ((9)).

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ××××××××××××××××

الهوامش::::::::

(1) الشعراء (224 - 226).

(2) الأحزاب (4).

(3) أي ذلك اللسان أو القلم. م.

(4) لو غير رحمه الله هذه اللفظة لكان أولى وأبعد عن الإيهام.

(5) أقرأ مثلاً سورة القصص وسورة يوسف عليه السلام.

(6) اقرأ مثلاً قوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون) [سورة الأنبياء 21 - 22]، وانظر كيف اجتمع الاستدلال والتهويل والاستعظام في هذه الكلمات القليلة، بل الدليل نفسه جامع بين عمق المقدمات اليقينية ووضوح المقدمات المسلمة ودقة التصوير لما يعقب التنازع من الفساد الرهيب، فهو برهاني خطابي شعري معاً، هل تجد مثل هذا في كتاب من كتب الحكمة النظرية؟

(7) اقرأ مثلاً قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) [سورة البقرة 187]؛ وانظر الاستدراج إلى الطاعة في افتتاح الآية بقوله (يا أيها الذين آمنوا) وترقيق العاطفة بين الواترين والموتورين في قوله (أخيه) وقوله (بالمعروف) وقوله (بإحسان)، والامتنان في قوله (تخفيف من ربكم ورحمة) والتهديد في ختام الآية؛ ثم انظر في أي شأن يتكلم؟ أليس في فريضة مفصلة وفي مسألة دموية؟ وتتبع هذا المعنى في سائر آيات الأحكام حتى أحكام الإيلاء والظهار؛ ففي أي كتاب من كتب التشريع تجد مثل هذا الروح؟ بل في أي لسان تجد هذا المزاج [لعلها المزج. م] العجيب؟ تالله لو أن أحداً حاول أن يجمع في بيانه بين هذين الطرفين ففرق همه ووزع أجزاء نفسه لجاء بالأضداد المتنافرة ولخرج بثوب بيانِه رقعاً ممزعة.

(8) الزمر (23).

(9) الطارق (13 - 14).

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وفي الختام أقول: إني لألتمس ممن يعرف ترجمة وافية لهذا الرجل الفذ أن يمدنا بها، فنكون له شاكرين.

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 12 - 05, 04:26 ص]ـ

كتاب آخر:

(التنكيل) للعلامة المعلمي اليماني رحمه الله تعالى.

ـ[السنافي]ــــــــ[14 - 12 - 05, 05:12 ص]ـ

جزاك الله خيراً ..

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 12 - 05, 05:54 ص]ـ

بارك الله فيك، ووفقك إلى كل خير.

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 12 - 05, 01:31 م]ـ

كتاب آخر:

(نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) للعلامة الحافظ المفسر المتدبر لكتاب الله المؤرخ برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفى سنة 885 هـ.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وإني أريد أن أذكّر هنا بأهمية هذا الكتاب الفاضل، وبفضله وبضرورة اعتناء طلاب العلم به، فإن شأنه ليس دون ما وصفه به مؤلفه إذ قال في خطبته (1/ 3): (هذا كتاب عجاب رفيع الجناب في فن ما رأيت من سبقني إليه، ولا عول ثاقب فكره عليه، أذكر فيه إن شاء الله مناسبات ترتيب السور والآيات، أطلت فيه التدبر وأنعمت فيه التفكر لآيات الكتاب، امتثالاً لقوله تعالى (ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) [سورة ص 29]).

وقال في الخطبة أيضاً (1/ 7): (ومن نظر كتابي هذا مع غيره علم النسبة بينهما، والله الموفق).

وما أظنه رحمه الله ببعيد عن الحقيقة إذ قال في ختام كتابه هذا: (وهذا تمام ما أردته من نظم الدرر من تناسب الآي والسور، ترجمان القرآن مبدي مناسبات الفرقان، التفسير الذي لم تسمع الأعصار بمثله، ولا فاض عليها من التفاسير على كثرة أعدادها كصيب وبله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير