تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[. وقفات مع رسالة (جزء في كلام العلماء على الحديث ... )]

ـ[احمد بن صالح الرمادي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:18 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات مع رسالة (جزء في كلام العلماء على الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم)، لابن عبد الهادي الحنبلي، تحقيق الأخ زياد تكلة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

فقد اطّلعتُ على رسالة الحافظ ابن عبد الهادي، وهي: (جزء في كلام العلماء على الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم) والذي قام بتحقيقه الأخ محمد زياد تكلة، ونُشرت ضمن سلسلة العشر الأواخر رقم (7)، والتي تحمل رقم (78)، ولي مع هذا التحقيق وقفات عدّة:

الوقفة الأولى: عدم علمه، وتحريفه الصريح لاسم الكتاب، واختلاقه اسماً له:

حيث اخترع من عند نفسه عنوانًا له باسم: جزء في كلام العلماء على الحديث المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم في تواجده وتمزيق ردائه عندما أنشد عنده: قد لسعت حيّة الهوى كبدي.

لم يبين لنا الشيخ زياد تكلة من أين حصل على هذا العنوان، أو هو من صناعته، ومن العادة أن يكتب المحقق بعد التعريف بالمؤلف: اسم الصحيح للكتاب، ونسبة ذلك إلى مؤلفه. ولم يفعل شيئًا من ذلك تكلة في عمله هذا، بل اخترع وصنع لنا عنوانا من من عنده، ولم أر من ترجم للمؤلف أن ذكر هذا الكتاب بهذا الاسم، وإنما أشار إليه ابن رجب في طبقاته (5/ 121) حيث قال: وله «ردٌّ على ابن طاهر». ونقله عنه بهذا الاسم العُليمي في المنهج الأحمد (5/ 80)، وفي الدر المنضد (2/ 509)، وابن ضويان في (ص: 316).

فالصواب لاسم الكتاب كما ذكر ابن رجب ومن بعده ممن نقلوا عنه، هو: الرّد على ابن طاهر. لا كما ظهر للشيخ زياد. فهذا خطأ منه باسم الكتاب وتحريفه عن اسمه الحقيقي، وكان ينبغي أن يتحرى المشايخ الذين قرأ عليهم الجزء الاسم الحقيقي له.

الوقفة الثانية: قال الأخ تكلة: «جمع الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الهادي المقدسيّ الدمشقيّ الحنبلي».

كلمة: «جَمْعُ» من صنعه واختراعه، وقد سبق للأخ زياد التكلة أن أخرج مجموعة من الأجزاء الحديثة ولنا كلام معه في هذه المجموعة، فلا يخفى على كلّ عاقل أن هذه الرسالة ليس جزءًا كما اخترعه تكلة، ولا يمكن أن يطلق عليه كلمة جمع كما اضطر هو إلى ذلك. وإنما هذه الرسالة (ردّ على ابن طاهر في إيراده لهذا الحديث) ردَّ عليه ابن عبد الهادي.

الوقفة الثالثة: كما تعودنا من المحققين أنهم يكتبون على ضوء المصادر التي ترجم للمؤلف: ترجمة قصيرة يستخدم فيه قلمه وشخصيته، ليخرج لنا من مجموع ما ذكره العلماء ترجمة جامعة ومانعة، والأخ زياد سرد لنا قائمة من أسماء المؤلفين مما قالوها في ترجمة ابن عبد الهادي رحمه الله، ولا تخلو هذه المعلومات من تكرار، وكان عليه إن كان قادرًا أن يستخدم قلمه ليخرج لنا ترجمة موجزة من هذه المصادر، ولكنه مع الأسف لم يوفق إلى ذلك.

فقد سرد لنا مجموعة من الأقوال في سنة ولادته، ولم يبين لنا الصواب في ذلك.

ولم يشر ولو بإيجاز إلى عدد مؤلفات هذا الحافظ.

الوقفة الرابعة: عدم علمه بقواعد الكتابة عند المحدثين:

القاعدة أنك إذا نسبت علمًا إلى جدّه، فلا بدّ أن تكتب قبل اسم جدّه (حرف الألف) حتى لا يتوهم أنّه أبوه، وهذا ما حصل للأخ زياد وأظنه خفيت عليه قواعد هذا العلم.

كتب تحت عنوان الكتاب: شمس الدين محمد بن عبد الهادي المقدسي، وهو خطأ، والصواب: محمد ابن عبد الهادي، لأن عبد الهادي جدّه، وليس والده، وإنما والده (أحمد)، فهو: محمد بن أحمد بن عبد الهادي، وكذا كتبه على الخطأ في (ص: 5)، و (ص: 7)، و (ص: 12).

ومن عدم علمه بتلك القواعد كتب لفظ (مئة) بالألف، هكذا (مائة) وهو خطأ صار عليه. انظر على سبيل المثال (ص: 8)، و (ص: 10)، و (ص: 12).

الوقفةالخامسة: جهله بمعرفة المصادر والنقل منه.

حيث نقل نصًا في (ص: 8) وهو ترجمة ابن عبد الهادي من كتاب تذكرة الحفاظ، وأحال في الهامش إلى المصدر بذكر رقم الصفحة والمجلد وجاء هكذا (4/ 1500). قلتُ: وإنما ترجم الذهبي له في تذكرة الحفاظ (4/ 1508، رقم 36) أي بعد ثماني صفحات مما أحال عليها تكلة. وهذا يُوحي أنه لم ينقل من الكتاب مباشرة، وإنما ... ؟!!.

الوقفة السادسة: بتره لبعض الكلام من نقولاته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير