تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم أقتصر فيما جمعته في هذا الكتاب على ما كان ثابتاً من أحاديث هذا الباب، فإنه لا يثبت منها عند المحاققة إلا بضعة أحاديث، ولا على ما كان صريحاً في المعنى المقصود من هذا الكتاب أي الإظلال يوم القيامة، بل توسعت فذكرت كل – أو معظم - ما ذكره السخاوي أو السيوطي في كتابيهما (الاحتفال بجمع أولي الظلال) و (تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش) من الأحاديث التي يريان أنها داخلة في هذا الباب أو صالحة للشهادة لبعض أحاديثه، وذكرت أيضاً كثيراً من الأحاديث التي هي شواهد لبعض فقرات أحاديث الإظلال وإن كانت تلك الفقرات خارجة عن باب الكتاب، وذكرت أيضاً كل ما وقفت عليه عند تأليفي هذا الكتاب من الأحاديث التي ورد فيها ذكر ظل للعرش وإن لم يرد فيها ذكر الإظلال يوم القيامة.

ولم أجْرِ في هذا التوسع متابعة للحافظين المذكورين ولا غيرهما وإنما فعلت ذلك طلباً لزيادة الفائدة الحاصلة بتخريج هذه الأحاديث وبيان أحوالها بعد جمعها وترتيبها في كتاب واحد.

ومما يحسن تقديمه بين يدي تلك الأحاديث بيان ما ألفه العلماء في هذا الباب فأقول:

*********

قد ألف فيه جماعة من العلماء، وأكثرهم فيما أعلم من المتأخرين. وهذا ذكر ما رأيته من هذه التواليف أو وقفت على خبره منها:

1 - فأول هؤلاء- بحسب ما أعلم – هو الإمام الحافظ محمد بن الحسين الآجري المتوفى سنة (360هـ) صاحب كتاب الشريعة رحمه الله تعالى. فقد قال في كتابه (الأربعين حديثاً) ص214 بعد إخراجه حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الخصال السبعة الشهيرة ما نصه:

(وقد رسمت جزءاً واحداً في صفة واحد واحد من هؤلاء وفقههم على الانفراد، من أراده وجده إن شاء الله فإنه حديث شريف يتأدب به جميع من يعبد الله تعالى، لا يتعب في علمه إلا عاقل ولا يستغني عنه إلا جاهل).

وهذا الجزء كأنه مفقود، فإني لم أقف من خبره إلا على كلمة صاحبه هذه، والله أعلم.

2 - كتاب في أوصاف السبعة أيضاً، ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (ج23ص144)، قال:

(وفي الصحيحين عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه قال: سبعة يظلهم الله----). فذكر الحديث المشهور، ثم قال:

(فذكر هؤلاء السبعة، إذ كل منهم كمل العبادة التي قام بها؛ وقد صنف مصنف في نعتهم سماه ((1)) (اللمعة في أوصاف السبعة)، فالإمام العادل كمل ما يجب من الإمارة، والشاب الناشىء في عبادة الله كمل ما يجب من عبادة الله، والذي قلبه معلق بالمساجد كمل عمارة المساجد بالصلوات الخمس، لقوله (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله) [التوبة 18]، والعفيف كمل الخوف من الله، والمتصدق كمل الصدقة لله، والباكي كمل الإخلاص) ((2)).

ولكنه – كما ترى - لم يذكر اسم مصنفه، ويحتمل أنه ذكره فأسقطه ناسخ الكتاب، ومما يقوي هذا الاحتمال ما تقدمت الإشارة إليه من احتمال حصول سقط في تلك العبارة.

ويحتمل - ولكن على بعدٍ - أن يكون هذا الكتاب الذي ذكره هو (جزء الآجري) نفسه.

3 - وللحافظ ابن حجر (ت852) جزء في هذا الباب أسماه (معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال).

وكان ابن حجر قبل تأليفه هذا الكتاب – وهو الأظهر – أو بعده قد أملى كثيراً من أحاديث الإظلال في مجالس من (أماليه المطلقة)، وتوسع في ذكر طرقها كعادته في أماليه.

وقد ذكر في (فتح الباري) عند شرحه الحديث (660) من صحيح البخاري سبب جمعه لهذه الأحاديث وبين بعض طريقته فيها، وذكر جزءه المذكور، فمما ورد في كلامه هناك بعد ذكره حديث السبعة:

(ثم تتبعت بعد ذلك الأحاديث الواردة في مثل ذلك فزادت على عشر خصال، وقد انتقيت منها سبعة وردت بأسانيد جياد----؛ ثم تتبعت ذلك فوجدت سبعة أخرى----؛ ثم تتبعت ذلك فجمعت سبعة أخرى ولكن أحاديثها ضعيفة----؛ وقد أوردت الجميع في (الأمالي)، وقد أفردته في جزء سميته "معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال").

وقال في (المجمع المؤسس) (3/ 23) في ترجمة أحمد بن أحمد بن علي الماراني:

(ومن فوائده انه سأل عن قوله صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله) هل له مفهوم؟ وكان ذلك سبب جمع سبعة أخرى كما ذكرت ذلك في الزكاة من "شرح البخاري") ((3)).

وقد صرح ابن حجر في (أماليه المطلقة) (ص109) بأن الغالب على أحاديث الإظلال الضعف، وأنه إنما يذكر تلك الأحاديث الضعيفة تكميلاً للفائدة، فقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير