تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أنك ترى من حياة الشيوخ، في تلك الكتب، وخاصة أمرهم، ودقائق سلوكياتهم ملالا تراه في كتب التراجم العامة والخاصة، التي تسرد حياة المترجم سردا. وما ظنك بتلميذ يكتب عن شيخه؟

وليس يخفى أن اهتمام العلماء بذلك الضرب من التأليف، إنما هو أثر من آثار المحدثين، الذين كانوا أول من استعمل لفظ "معجم"، وجمعوا فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة، أو الشيوخ، أو البلدان، ثم انتقل الأمر من تسجيل مجموعات الأحاديث إلى تسجيل كل أنواع المرويات، في علوم الدين، واللغة، والأدب، كما انتقل لفظ "المعاجم" من المحدثين، إلى سائر الطبقات التي يترجم لها، فكانت معاجم الشعراء، ومعاجم الأدباء، ومعاجم البلدان (3).

ومن أبرز تلك الكتب (4):

1 - فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير بن عمر الإشبيلي (575هـ) وهو أشهر تلك الكتب، وأكثرها دوراناً عند العلماء والمحققين، الذي يلتمسون الصلات بين المشرق والمغرب. ومن انفع ما ذكره من ذلك حديثه عن الكتب التي حملها أبو علي البغدادي القالي، ودخل بها إلى المغرب والأندلس، سنة 328هـ، في أيام عبد الرحمن الناصر. إلى فوائد أخرى كثيرة.

2 - فهرس ابن عطية – وهو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الأندلسي، المتوفى نحو سنة (541هـ) وهو صاحب التفسير، المسمى: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.

3 - الغنية – فهرست شيوخ القاضى عياض بن موسى اليحصبى السبتي (544هـ).

4 - مشيخة ابن الجوزي – وهو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ).

5 - برنامج ابن أبي الربيع – وهو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد ابن عبيد الله القرشي الإشبيلي السبتي (688هـ).

6 - فهرس الفهارس والأثبات، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات. لمحمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (1382هـ).

وهو – فيما أعلم – آخر تلك السلسلة من المنصفات.

وقد جعله ذيلاً على طبقات الحفاظ والمحدثين للحافظين بن ناصر، والسيوطي، إلى زمانه في منتصف القرن الرابع عشر الهجري. حيث فرغ م نتأليفه عام 1342هـ، وأتم تحريره وتهذيبه وتصحيحه عام 1344هـ (5).

====================

هامش (1): مثل: معجم السفر، للحافظ السلفي، والمعجم المختص، للذهبي، والمعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني، وفهرسة ابن خير الإشبيلي ومشيخة ابن الجوزي، وثبت النذرومي، وبرنامج ابن أبي الربيع.

والفهرست، بكسر الفاء وسكون الهاء، وكسر الراء، وسكون السين، ثم تاء أصلية، تكتب مفتوحة ومعقودة: كلمة فارسية، تدل عند الفرس على جملة العدد المطلق الكتب. ثم عربتها العرب، وجمعتها على: فهارس. وكل ماعربته العرب بألسنتها، فهو من كلام العرب.

وقد أصبح الفهرست أو الفهرس يدل على ثلاث معان:

أ - كتاب يضم أسماء الكتب والتقاييد، والرسائل المقروءة.

ب - كتاب يحتوي على أسماء المشايخ المستفاد منهم، والمتلقي عنهم.

ج- قائمة في أول الكتاب و في آخره، تتضمن ذكر أبوابه وفصوله، ومباحثه وأعلامه واستشهاداته، وكل ما يكشف عن كنوزه، ويعين على الإفادة منه. وهذا المعنى الثالث هو الشائع في أيامنا هذه.

أما "البرنامج" فهو أيضاً فارسي. وأصله " برنامه"، وهي عندهم تدل على الورقة الجامعة للحساب، أو بمعنى الزمام الذي يرسم، أو يقيد فيه متاع التجار وسلعهم. وقد استعمله العرب – وبخاصة أهل المغرب والأندلس – بالمعنيين الأولين المذكورين في معنى الفهرست.

وتدل لفظة "البرنامج" الآن، على المنهج العام الذي يضعه المرء، ليتبعه في أعماله وشئونه. مقدمة الدكتور محمد بن عبد الكريم لتحقيق كتاب الغنية – فهرست شيوخ القاضي عياض – ص12، 13.

هامش (2): كتب برامج العلماء في الأندلس – توطئة لنشر " برنامج ابن أبي الربيع " – مجلة معهد المخطوطات. المجلد الأول ص91 – القاهرة 1374هـ - 1955م.

هامش (3): هذه الفقرة من كلام العلامة عبد العزيز الأهواني، رحمه الله، انظر المرجع السابق ص94، 95، وانظر أيضاً المقدمة الجيدة التي كتبها الدكتور محمد بن عبد الكريم، لكتاب "الغنية" السابق.

هامش (4): اكتفيت بذكر أشهر ما عرفته مطبوعاًَ منها. وواضح أن عناية المغاربة بهذا الفن أظهر من عناية المشارقة به. ومن مصنفاتهم المطبوعة في ذلك أيضاًَ: فهرس ابن غازي المسمى: "التعلل برسوم الإسناد بعد ذهاب أهل المنزل والناد" وفهرسة الرصاع الأندلسي، وبرنامج التجيبي السبتي، وبرنام المجاري الأندلسي.

هامش (5): طبع بالمطبعة الجديد بفاس، عام 1346هـ، وقد أعاد نشره، هذه الأيام الدكتور إحسان عباس.

ا. هـ. الموجز ص 101 - 105.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\

أ - كتاب يضم أسماء الكتب والتقاييد، والرسائل المقروءة.

ب - كتاب يحتوي على أسماء المشايخ المستفاد منهم، والمتلقي عنهم.

ولا يعنينا -بطبيعة الحال -هنا سوى الاول .........

.........................

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير