تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال: وتطلق السنة عند الفقهاء على مايقابل الواجب، فالسنة عندهم هي: كل مايتقرب به إلى الله من العبادات مما يثاب على فعله، ولا يعاقب على تركه

(المهذب 2/ 636) ثم ذكر سبب تعريف الأصوليين السنة بماذكروه فقال: وغرض الأصوليين هو إثبات وبيان أدلة الأحكام إجمالا، فنظروا إلى السنة من هذا المنطلق، فاعتنوا بالأقوال، والأفعال، والتقريرات التي تكون أدلة إجمالية للأحكام الفقهية.

(المهذب 2/ 637)

وقال الدكتور محمد الجيزاني: السنة في اصطلاح الأصوليين هي ماصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن. (معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص 122)

وقال الشيخ عبدالله الفوزان في شرحه لقول الإمام عبدالقوي بن عبدالحق في قواعد الأصول: والسنة ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول غير القرآن أو فعل أو تقرير، قال الفوزان: هذا تعريف السنة في اصطلاح الأصوليين.

(تيسير الوصول للفوزان ص 123)

ـــــــــــــــ

وقال المؤلف حفظه الله في ص 181 من الطبعة الأخيرة، وفي ص 154 من الطبعة القديمة في تعريف الكفر:وهو في اللغة الستر والتغظية (هكذا في الطبعة الجديدة، وفي القديمة على الصواب: والتغطية. ومنه قوله سبحانه {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} والكفار في الآية هم الزراع الذين يسترون الحب بالتراب.

أقول: تفسيره الآية بما ذكر خطأ ظاهر لا شك فيه، ولم يذكر هذا أحد من المفسرين ولا يستقيم به معنى الآية إذ يكون معناها على ماذكره: يعجب الزراع ليغيظ بهم الزراع.والصواب أن الكفار يراد به ظاهرها، وهم غير المؤمنين، وهذا ماجزم به المفسرون ولم يذكروا غيره.

قال الطبري رحمه الله: وقوله {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} يقول تعالى ذكره: يعجب هذا الزرع الذي استغلظ، فاستوى على سوقه في تمامه وحسن نباته، وبلوغه وانتهائه الذين زرعوه؛ليغيظ بهم الكفار، يقول: فكذلك مَثَل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واجتماع عددهم حتى كثروا ونموا، وغلظ أمرهم كهذا الزرع الذي وصف ­جل ثناؤه ­ صفتَه، ثم قال {ليغيظ بهم الكفار}، فدل ذلك على متروك من الكلام، وهو أن الله تعالى فعل ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغيظ بهم الكفار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

(جامع البيان طبعة الحلبي 26/ 115).

وروى عبدالرزاق في تفسيره عن قتادة والزهري في هذه الآية {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} أنهما قالا: ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكفار.

(تفسير القران لعبدالرزاق بتحقيق مصطفى مسلم 2/ 228)

وقال القرطبي: {ليغيظ بهم الكفار} اللام متعلقة بمحذوف، أي فعل الله هذا لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغيظ بهم الكفار (الجامع لأحكام القرآن 16/ 194)

وقال السعدي: {ليغيظ بهم الكفار} حين يرون اجتماعهم وشدتهم على دينهم، وحين يتصادمون هم وهم في معارك النزال ومعامع القتال (تيسير الكريم الرحمن /796)

ولما كانت كلمة "الكفار" في هذه الآية {ليغيظ بهم الكفار} على بابها استدل بهاغير واحد من العلماء على كفر من غاظه الصحابة. قال الإمام مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية.

(حلية الأولياء 6/ 127)

قال ابن كثير: ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر؛ لهذه الآية.ووافقه طائفة من العلماء على ذلك.

(تفسير القرآن العظيم طبعة السلامة 7/ 362)

والحاصل أن تفسير المؤلف للكفار في هذه الآية {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} بأنهم الزراع خطأ محض،وإنما فُسِّر الكفار بالزراع في قوله تعالى: {كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا} (الحديد: 20)، قال القرطبي: الكفار هنا: الزراع؛ لأنهم يغطون البذر.

(الجامع لأحكام القرآن 17/ 165).

وهذه الآية هي التي يذكرها العلماء حين يعرفون الكفر لغة، وليست الآية التي ذكرها المؤلف، فيبدو أن المؤلف اشتبهت عليه الآيتان فنقل تفسير إحداهما إلى الأخرى.


وقال المؤلف حفظه الله في ص 182 في أنواع الكفر، وأحال في الحاشية على مدارج السالكين 1/ 337:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير