تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: هذا كلام فيه عدة أخطاء، فقد نص العلماء على أنه لا يسافر إلى المدينة بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك شد رحل، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى " متفق عليه.ولهذا جاء في فتاوى اللجنة الدائمة 11/ 362أنه يحرم شد الرحال إلى زيارة القبور مطلقا، وأنه لا يجوز السفر إلى المدينة لزيارة قبرالنبي صلى الله عليه وسلم. لكن من كان بالمدينة من أهلها أو ممن قدم إليها لزيارة المسجد النبوي أو لحاجة من تجارة أو طلب علم فيسن له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما الحديث الذي ذكره فهو حديث رواه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 291 بلفظ: "من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة"وهو حديث ضعيف جدا، وقال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي ص 69: ضعيف الإسناد منكر المتن، لا يصلح الاحتجاج به، ولا الاعتماد على مثله.

وأما قوله بأن الزائر يجعل اللقاء حقيقيا فكلام باطل مخالف للعقل والنقل والواقع.فالزائر لا يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم، شخصيا فهو مدفون في قبره، والحي لا يلتقي بمن في القبور لقاء حقيقيا ولا شخصيا، وإنما يسلم عليهم ويدعو لهم كما ورد في السنة.ولكن الذي ذكره عمرو خالد شيء من خرافات ضلال الصوفية.

وقد ذكر في هذا الفصل كثيرا من الخرافات والأباطيل وما لم يثبت به حديث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

وقال عمرو خالد ص 120: تخيل عندما تلقي السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام باسمك؛ لأنه يعرفك، فيقول لك: وعليك السلام يافلان.

أقول: لم يثبت في هذا حديث.والذي ثبت قوله صلى الله عليه وسلم:

" لا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" رواه أبوداود، وهو حديث حسن كما حكم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن حجر، وصححه النووي، وصححه الألباني بشواهده.وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن قول النبي صلى الله عليه وسلم "صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" بعد نهيه عن اتخاذ قبره عيدا يشير به إلىأن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم منه فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا.

اقتضاء الصراط المستقيم/323

وجاء في معنى هذا الحديث حديث آخر رواه أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي". فقالوا: يارسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ يعنى: وقد بليت ­ قال:

"إن الله عزوجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم".

رواه بهذا اللفظ أحمد في مسنده، ورواه أبوداود والنسائي وابن ماجه. وهو حديث صحيح.

انظر السلسلة الصحيحة 4/ 32.

والحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع سلام من سلم عليه مباشرة،

وإنما يبلغه ذلك بواسطة الملائكة الموكلين بذلك، والحديث عام لم يفرق بين قريب من قبر وبعيد.

قال الألباني: وقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم في المسجد: "أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني" فلم يقل: أسمعها. وإنما تبلغه الملائكة كما في الحديث الآخر: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام"

رواه النسائي وأحمد بسند صحيح.سلسلة الأحاديث الضعيفة3/ 285

وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء: الأصل أن الأموات عموما لا يسمعون نداء الأحياء من بني آدم ولا دعاءهم كما قال تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور}. ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى يكون ذلك خصوصية له. وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط سواء كان من يصلي عليه عند قبره أو بعيدا عنه كلاهما سواء في ذلك.

فتاوى اللجنة الدائمة 3/ 169 - 170

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير