ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 03:13 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إذن فقول شيخ الإسلام إن الجويني (قليل العلم بأصول الإسلام) يحتمل أحد معاني ثلاثة:
1 - أصول دين المسلمين التي هي القرآن والسنة.
2 - أصول الدين = العقائد.
3 - أصول الدين = قواعد أصول الفقه.
وقد سبق أنّ كلام شيخ الإسلام المنقول هنا يحمل على المعنى الأوّل لأنه المتعلق بالاجتهاد في الفروع اجتهادًا مقيّدًا، وانتفاء علم أبي المعالي به جعل أصحاب الشافعي يتفقون على أنه ليس من أصحاب الوجوه.
وأمّا الثاني فقد سبق الكلام فيه، وأنّ الجويني وأمثاله وإن علموا المسألة ورسمها؛ فإنهم قد خفي عليهم طرق الشرع في إثباتها، وهذا فرعٌ من عدم كفاية علمهم بالآثار؛ السنّة ومعاني القرآن، ولذلك يذكرها شيخ الإسلام في سياق تعداد أخطائهم العقدية.
بقيت أصول الفقه ..
لا شكّ أن الجويني له باع كبير فيه، ولكن لا يخفى أنّ للمصنفين فيه مسلكين أساسيين، أحدهما يعتمد أصالةً على القواعد الكلامية، وهذا الاستمداد جعل تناولهم للعلم منصبًّا على القاعدة دون التطبيق ..
وذلك لأنّ قرب المصنف من التطبيق الفقهي - استقلالاً - مقرون دائمًا بقربه من النصوص التي هي أدواته الأبدية، وبقدر جهله بالنصوص يكون شططه وإغراقه في القضايا العقليّة التي ربما لا يتفرع عنها شيء البتّة، أو تصادمها نصوص الشرع أصلاً ..
ولو كان المصنّف في الأصول ملمًّا بها مع إلمامه بالنصوص لكان قوله وجهًا في المذهب على الأقل، لا أن يُتَّفَقَ على أنه لا وجه له في المذهب.
وهذا باب واسع جديد ..
لكن يمكننا أن نعتبر بالآمديّ الذي لا نجد له تطبيقًا فقهيًّا البتّة اللهم من بعض الأمثله التي ضربها في ثنايا تصنيفه، وهذه الأمثلة ليس من الصعب الحصول عليها من الأصوليين قبله أو حتى من كلام الفقهاء.
لكن تقصيره في النصوص جعل في بعض مباحثه شططًا أو إجهادًا للعقل فيما لا طائل منه.
فأي الرجلين كان أبو المعالي؟
لقد اتفقنا أنه ضعيف المعرفة بالآثار .. وهذا نصف التسليم؛ أو هو التسليم كلّه إن شاء الله، فلازم ذلك ما ذُكر سابقًَا، بلا انفكاك.
فسؤالك حفظك الله:
هل يمكن أن يكون رجل هذه منزلته في ترتيب علم هو من أخصّ علوم أهل الإسلام قليل العلم بأصول الكتاب والسنة.
لن يعيبنا أن نجيب عنه بـ (نعم)، إذا شبّهنا طريقة الجويني بالآمدي.
لكنني لا أريد أن أظلم الرجل، فأنا لم أتأنّ في قراءة مصنفاته الأصولية.
ولكن على كل حال، لا يمكن أن نقول إن عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجويني (مدفوعة بأخطاء الجويني في باب مسائل أصول الدين ولو أنه أراد المعنى الذي ذكرت وهو (الكتاب والسنة)) كما عبرت.
لأننا سنراعي منزلة الحديث والأثر في استمداد هذه العلوم الثلاثة المذكورة في رأس المشاركة.
وقلّة العلم لا تساوي عدم العلم، فهل تنفع قلّة العلم بالحديث والآثار في التصنيفِ الأصولي على طريقة المتكلمين؟
نعم ..
وهل الجويني ممن ألف الأصول على هذا النحو؟؟
هذا متروك لتقديرك الآن ..
بقي قولك أيها الفاضل:
فأحد الخطوط العريضة في منهج الجويني الفقهي والأصولي
هو اعتبار الأصول واستصحابها أي أصول الكتاب والسنة.
فهو شغوف جدا في نظم المسائل الفقهية والأصولية ضمن هذه الأصول
وكثير التصريح والتلميح إلى مراعاتها وعدم إغفالها.
فالتسليم بضعف الجويني في باب الآثار لا يعني بحال جهله بأصول الكتاب والسنة
ومنهج الجويني الفقهي يدرس من خلال إنتاجه الفقهي
وإنتاج الجويني الفقهي هو (نهاية المطلب) ونبذ من كلامه في الخلاف ..
وماكان من أقوال في كتب المذهب فهي من النهاية أو من فروعه.
فإن كان مرادك بـ (أصول الكتاب والسنّة) القواعد الفقهية العامة التي استقاها العلماء قبله من النصوص فلا بأس، ولكنّ هذا لا يعني أنه عالم بأصول الكتاب والسنّة.
أما القرضاوي فعبارته على عادة المقدمات غير محررة، هكذا وجدتها، وهو مع ذلك يربط فقه الجويني ارتباطًا وثيقًا بالعقل ..
لا إشكال ..
وأما المحقق فكل كلامه عندي على المبالغة الشديدة، وحتى لا أظلمه سأقول إن كل محور مما ذكره يحتاج إلى تأنٍّ شديد قبل قبوله، وقد رأيتَ مبالغته في الجويني، ولعل في بقيّة الموضوع زيادة إن شاء الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 03:15 م]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا
و الله موضوعك هذا - حبيبنا و شيخنا الأزهري السلفي - حوى فوائد تشد إليها الرحال فجزاك الله خيرا
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك شيخنا المقدادي، ولعل هذا لنظرتكم إلى الموضوع بعين الرضا، وفي بعض مشاركات الإخوة فوائد قيّمة أيضًا.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[31 - 12 - 07, 03:20 م]ـ
أخي الأزهري السلفي
بارك الله فيك
هذا رأيك أحترمه وأقدره
أسأل الله عز وجل أن يبارك في علمك وعملك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 03:33 م]ـ
أخي الأزهري السلفي
بارك الله فيك
هذا رأيك أحترمه وأقدره
أسأل الله عز وجل أن يبارك في علمك وعملك.
آمين آمين، وجزاك الله خيرًا، وبارك فيك، ونفعنا بك.
¥