تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هلاَّ يا أستاذ حدَّثتنا عن قاعدة أشياخكَ (أرجو أن تكفي متقدمي المالكيَّة خيرَ أشياخك فضلاً عن شرِّهم): قاعدة إجراء العمل!!! و هي الَّتي تفسِّرُ بحقٍّ للأخ الفهم الصحيح حينما خمَّنَ فقال:" ... ربما لمصلحة سياسية لا يدري بعض الناس أبعادها ... ".

أأخطأتُ أخانا الفهمَ الصَّحيح في التَّعميم حقًّا.

هو كذلكَ إن كانَ بمقدوري الإطلاع على كلِّ مالكيٍّ على البَسيطَة!!

لم أعمِّم و لكن غَلَّبتُ.

آخذتني على قولي "المذهب المزعوم" و زدتَ "حقيقةٌ تراها العينان"

أمَّا قولي مزعوم: فلا استدلال في مذهبهم بل قد يإسَ المالكيَّةُ أنفُسُهم من الإستدلال لتلكَ الأوامرِ العسكريَّة ... إفعَل ... لا تفعَل ... !!! و لو وجدوا لذلكَ سبيلاً ... كدتُ أن أقول " لفعلوا". ولكن حتى هذا لا يقدرون عليهِ و فاقد الشيء لا يعطيهِ و في هذا تكليفٌ بغير المقدورِ

من أينَ لهم الحديث و نقده

و لو أتى آتٍ و نقَّبَ لهم عن عوارهم و سترهم لكانوا متشبِّعينَ بما لم ينالوا

خذوا مثالاً عن مذهبٍ حمى بيضتهُ (هديَّةٌ لمن فهم منِّي طعني المذهبيَّة) من زمنٍ على ما عليهم و ما فيهم و لكن حديثنا عن خدمة المذهبِ.

الأحناف و كتابهم إعلاء السنن للتهانويّ، أيأتي المُتَملِّكَةُ بمثلهِ كلاَّ و اللهِ و لا بمقدِّمتِهِ

و لا أمثِّل للشافعيَّةِ فهم أحياءٌ يُرزقون تأتيهم فواكههم من كلِّ مكان بما كانوا يأصِّلون و يفرِّعون أمَّا الحَنابلة و ما أدراك ما الحنابلة

قال قائلهُم:

أنا حنبلي ما حييت وان أمت ***** فوصيتي للناس أن يتحنبلوا

يرى الكثير تخطئة هذا القائل و لكن أرى وجوب البرهان قبل التخطئة و سيعييك طلبُه فما من فنٍّ إلاَّ و أصَّلوا فيه و فرَّعوا بالحجَّةِ و البرهانِ و الدَّليل الصحيح و الضعيف، بالعقل و الحسّ، فكيفَ لا يحيا خَلْفُهُم.

ثمّ قال أخونا الحبيب الفهم الصَّحيح:

ربما علمت من أين أتي أخونا وفقه الله .. فربما لم يفرق بين تقديم أقوال الإمام في المدونة على أقواله في الموطأ ... و عدم عده عمدة في المذهب ... فظن هذا هذا ... وبينهما فرق بيّن ...

أقول: كلاَّ أيها الحبيب قد فرَّقتُ، و ما المدوَّنة بجنب الموطَّأ

الموطَّأ رواية الإمام مالك و المدوَّنَةُ ليست كذلك

تواتر نسبة ما في الموطَّأ لمالك و ليس الأمر كذلكَ للمدوَّنة

أين رواية ابن القاسمِ من رواية غيرهِ عن الإمام ...

أقولُ كما قُلتَ. . . بينهما فرقٌ بيِّن!!

و صدقتَ حينَ ختمتها بقولكَ ... والتَّدقيق عزيز مثل التَّوفيق.

من هنا أتيتُ يا أخانا الفهم الصحيح من تصرُّفات متأخريهم بل من ابن قاسم و أمثاله ممن تصرَّف في المدوَّنةِ بلا أمانةٍ علميَّةٍ فخلف من بعده خلفٌ ورثوا كتابه.

و قلتَ أحسنَ اللهُ إليكَ: وأخطأ الفاضل: في تنزيله آية جاءت في المدافعين عن الكافرين والمشركين فأنزلها على من يذب عن أعراض بعض علماء الأمة الإسلامية.

حقًّا؟، يخفاكَ بأنَّ العبرَةَ بعموم اللَّفظ لا بخصوص السَّببِ؟!!!

إلاَّ أن تذكرَ لي شيئًا لا يخصُّ إلاَّ الكفارَ حمَّلتُهُ مسلمين!!!

ثمّ قال سدَّدَهُ اللهُ:

و هنا سؤال: هل مالك من سلف الأمّة أم من خلفها على رأي أخينا محمد ... ؟

أقول أوَّلاً: لم تتبيَّن لي مناسبةُ هذا السؤال!

ثانيًا: كلَّما سألني سائِلٌ هذا السؤال أجد قرع كلمةِ الإمام الذهبيّ في الإمام: "إذا ذُكِر العلماء فمالكٌ النَّجمُ " و من علمَ سيرَ العلماء و طبيعة العلم و أنَّهُ عطاءٌ من اللهِ و هبةٌ علمَ أنَّ فوقَ كلِّ ذي علمٍ عليمٌ.

ثمَّ بربِّكَ أتَعلَمُ إمامًا فاقَ مالكً في العلمِ؟ فإنْ كان نعم، فما استفدتَ؟!!!.

هذا هو واقعُ المتملِّكة في المغربِ. لما استفاقوا من نومهم الرهيب وجدوا النَّاس تتَّهمهم بالتأخر المخيف عن ركب المذاهب الأخرى ما وجدوا ما يدفعون به سوى الإستضلال بضلِّ مجهودات المذاهب الأخرى فصرخوا بشنشنةٍ ". . . تريدون السوءَ بالمذهبيَّةِ. . . إنكم لا تفقهون حقيقة الفقه. . . تزعمون الأخذ بالدَّليل. . . يستحيل التَّفقُّه دون تمذهب. . . ".

ثمَّ يأتي بعضهم و هو لمْ يشمَّ المالكيَّة إلاَّ بعدَ ما غذِّيَ شعوبيَّةً و التراثَ الوطنيّ فلما وصلوا بالمسكين لدينِهِ قالوا لهُ أنتَ مالكيٌّ و انحو نحوه .. !!

ثمَّ درسَ المسكينُ في الجامعات بعُجَرِها و بجرِها ثمَّ يقال لهُ أنتَ مالكِيٌّ لا تنس فينوِّموهُ و تُغتال نفسُهُ بمواضيعَ لا حاجةَ للأمَّةِ فيها. و إن كانت، فقد قضى عليها العلماءُ بحقٍّ بأسطُرٍ معدودةٍ و المسكينُ يجعلُهُ موضوعًا للدُّكتوراه يأكُلُ من عمُرِهِ أشهرًا بل قل سنينًا.

ثمَّ لما غزت دعوة أهل الحديث عقر دارهم أقاموا في وجوهنا أولئك الأكاديميين المساكين ليذبُّوا عن سيادة المذهب المزعوم لأنَّهم شموا رائحَة المذهب الأصيل مذهب ذاك الإمام الَّذي قال: لا يصلح أمر هذه الأمَّة إلا بما صلح به أوّلها.

و اللهُ الهادي سواء السبيل، لا ربَّ سواه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير