سرورًا لأني قد خطرتُ ببالك< o:p>
مجرد أن يخطر اسمي على بالك هذا كافٍ عندي أن أضع قدمي في النار، وهو يريد بهذا معنيً أكبر من هذا طبعًا.< o:p>
يريد أن يقول: يا ربي لو أنني أعلم أنني مذكورٌ عندك في الملأ الأعلى وقلت لي ضع قدمك في النار لوضعتها، شريطةَ أن أضمن أنني مذكور عندك، وقد ورد هذا في كلام الله- سبحانه وتعالي-:? وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ? (النساء:66 - 68).< o:p>
الشاهد من الآية: يقول ربنا - عز وجل- في هذه الآية ولو أني قلت لواحد من هؤلاء العباد أقتل نفسك، أو اخرج من دارك لم يستجيب لأمري إلا قليلٌ من البشر ولو أن واحدًا منهم استجاب لما أقول لكان خيرًا له وأشد تثبيتًا، وإذًا لأتيته من لدني أجرًا عظيمًا، ولهديته صراطًا مستقيمًا، فجعل الخروج من الدار مساويًا للقتل، أقول هذا لتعلموا فضل الصحابة الأوائل الذين تركوا ديارهم وأموالهم وملاعب صباهم وهاجروا إلى الله ورسوله.< o:p>
فضل الصحابة الأوائِل.< o:p>
في آية في سورة النساء قال الله- عز وجل-:? وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا? (النساء:100)، < o:p>
سبب نزول الآية: رجلٌ كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي- عليه الصلاة والسلام- إلي المدينة، ونحن نعلم أن الله – عز وجل – قد وضع وجوب الهجرة عن الرجال الكبار وعن النساء وعن الصبيان وأوجبها على كل قادر، فهذا رجل معذور، عذره الله لكبر سنه.< o:p>
لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة ويتخيل الصحابة وكيف يصلون خلف النبي- صلي الله عليه وسلم- وكيف يصافحون وجهَهُ كل يوم، لم يتحمل أن يعيش في مكة، فخرج من مكةَ إلى المدينة، ومن مكةَ إلى المدينة قرابة أربعمائة وخمسين كيلو متر، وهي مسافة طويلة وكثير منكم ذهب إلى الحج أو ذهب إلى العمرة ويعلم المسافة من مكة إلى المدينة، وبينما هذا الرجل يسير في الطريق بعدما قطع مرحلةً منه إذ أدركته الوفاة سيموت، وشعر بدنو منيته، فماذا فعل هذا الرجل؟ ضرب كفًا بكف، لم يضرب كفًا بكف ندمًا على ما فعل كما نفعل نحن مثلًا إذ لم يعجبنا شيئًا نضرب كف بكف أي ضاعت أو راحت.< o:p>
لا، ضرب كفًا بكف، ضرب الكف الأولى هكذا وقال: اللهم هذه بيعتي لك، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك، فنزلت الآية:< o:p>
ملحوظة: هنا بكي شيخنا حرَّم الله عينك علي النار ياشيخنا وأدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.< o:p>
? وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ? لم يعين له جزاءًا ولا أجرًا، أنما قال: أجره عليَّ أنا.< o:p>
إبهام الأجر دلالة على عظم الجزاء.< o:p>
كما قال- صلي الله عليه وسلم-:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ".< o:p>
¥