تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يلومونني أنني ملتزم هذا شرف لي، هذا ليس بعار، والحجاج بن يوسف الثَقفي زمان لأما أرسل إلى أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين، أرسل إليها فلم تذهب إليه، وأنتم طبعًا أكيد قرأتم الفتنة التي حدثت بين عبد الله بن الزبير، وبين عبد الملك بن مروان، والقصة التي حدثت قتل عبد الله بن الزبير وصلبه الحاج بن يوسف الثقفي على مدخل المدينة، فكان الحجاج إذا أراد أن يُعيَّر بن الزبير وأن يشتمه، فكان يقول له: يا ابن ذات النطاقين، هل هذه حاجة بها عار، هذا شرف، فكان عبد الله بن الزبير يقول له: (تلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها)، أي مثل هذا لا يُعيَّر به، مثل هذا شرف أن تكون أمي هي ذات النطاقين.< o:p>

من الشرف أن تنتسب إلي السنة.< o:p>

قديماً كانت اللحية غريبة في بلاد المسلمين، كنا نمشي في الشوارع عندما يريد أحدُهم أن يستهزئ بنا ينادي ويقول: يا سني، فهل يا سني عيب؟ هذا شرف أن ينسبك إلى السنة، لما يقول لك يا سني كأنه يستهزئ بك كما كان الحجاج يُعيِّر عبد الله بن الزبير ويقول له: (يا ابن ذات النطاقين). < o:p>

فأنا أريد أن أقول: الحبّ أول ركائز العبودية.< o:p>

ركيزة العبودية الثانية: أن تَذل، وكلاهما مرتبط ببعض ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه إطلاقًا، لأن المحب ذليل بطبعه، وتعرف كلما ازداد حبك كلما استطعمت الذل،أشرف ما فيك هذا أي _الأنف_ أبرز ما في الوجه ومأخوذ منه الأنفة.< o:p>

والأنفة: الكِبر والعز، وأنت لما تريد أن تقول أنك أذللت أحد تقول أنا أنزلت أنفه إلى الأرض، أنفك هذا الذي هو أشرف ما في الوجه وكذلك الجبهة، أنت عندما تسجد تضع أشرف ما فيك مكان نعلك ونعال الناس أنت عندما تسجد في المسجد، والمسجد هذا وطأته الأقدام، أعلى ما فيك وأشرف تضعه في الأرض مكان نعال الناس.< o:p>

حقيقة الذلّ.< o:p>

وهذا هو حقيقة الذل ولذلك ربنا- سبحانه وتعالي- قال:? وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ? (العلق:19)، أي كلما ذللت كلما اقتربت، وقال- صلى الله عليه وسلم-:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "، وكما قلت لكم هذا عنوان الذل، أنظر كيف رفعك إلى أسمى مقامات الحب. ? وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ?، أي كلما نزلت علوت.< o:p>

فالذلّ والحبّ يتناسبان تناسبًا عكسيًا.< o:p>

كلما نزلت إلي أسفل كلما ارتفعت , وكلما ارتفع المرء إلى فوق كان مذكورًا في الملأ الأعلى، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- الذي يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح واسمه زكوان.< o:p>

يقول سهيل كما في صحيح مسلم: "كنا في موسم الحج فمرَّ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- فإذا الناس وقوف يقولون هذا عمر، هذا عمر، هذا عمر، فقال سُهيل فقلت لأبي يا أبي ألا تنظر إلى محبة الناس عمر ,فقال له أبوه أبو صالح: أي بني إني سمعت أبو هريرة- رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-:" إذا أحبَّ الله عبدًا نادي جبريل، فقال يا جبريل: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه "، يا له من عبد أن يكون مذكورًا عند الملك فلان بن فلان، عبد يمشي على الأرض بقدميه مذكور عند الملك، هذا شرف باذخ.< o:p>

" يا جبريل: إني أحبَّ فلانًا فأحبَّه، فيحبَّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحبُّ فلان بن فلان فأحبّوه، فيحبَّهُ أهل السماء ثم يوضع له القَبول في الأرض "، يحبه حصى الأرض الذي يمشي عليه.< o:p>

ممن أحبّهم الله _عز وجلّ_.< o:p>

سعد بن معاذ، تدرون كم قدر سعد بن معاذ؟ سعد بن معاذ سيد الأوس اهتز له عرش الرحمن يوم مات تبارك وتعالى، وعرش الرحمن هذا شيءٌ لا يدخل تحت الوصف، السماوات والأرض، السموات السبع والأراضين السبع كحلقةٍ في فلاه بالنسبة للعرش.< o:p>

العبد بالاختيار هو المحبوب عند الله _عزَّ وجلّ_.< o:p>

إذًا ركنا العبودية كمال الحب مع تمام الذل، إذا استطاع العبد أن يحقق هذين صار عبدًا بالاختيار، العبد بالاختيار، هذا هو العبد المحبوب عند الله< o:p>

- تبارك وتعالي-، وهذا هو الذي يترقي أعلى درجات الجنان.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير