تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في مرة من المرات مر هذا الغلام على صومعة الراهب فسمع كلامه فأعجبه الكلام وهذا هو الفرق بين كلام الله- عز وجل- وبين كلام البشر، تجد لكلام الله- عز وجل- طريقًا إلى القلب، حتى ولو لم تفهمه تشعر أن عليه طلاوة وفخامة وجلالة، ويدخل إلى القلب كالسحر حتى وإن لم تفهمه.< o:p>

بدأ الغلام يميل إلى الراهب ويسمع الكلام ويعجبه الكلام، ويذهب إلى الساحر يسمع طلاسم ولا يفهم شيئاً، سحر معقد مركب، المهم أنه بدأ يتأخر عند الراهب وينسى نفسه، وينسى أنه ذاهب إلى الساحر، فينسى نفسه، وإذا ذهب متأخرًا إلى الساحر ضربه الساحر وإذا رجع إلى أهله ضربه أهله لأنه يتأخر أيضًا عن الموعد.< o:p>

فشكا ذلك إلى الراهب، قال إذا ضربك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا ضربك أهلك فقل حبسني الساحر، يقول للساحر أهلي أخروني وعند أهله يقول الساحر هو الذي أخرني.< o:p>

حتى جاء يوم خرج فيه أسد، دابة عظيمة، في سنن الترمذي هذه الدابة كانت أسدًا، هذا الأسد وقف على طريق الناس وكل الناس خافوا أن يمشوا في هذا الطريق، فالملك يستخدم الساحر في هذه المسألة، لابد أن يمشي الأسد،حني يعيش الناس ويمارسون حياتهم فالساحر لأنه كبير أرسل الغلام، فقال له: عليك بهذا الأسد أقتله أو أعمل له سحر، المهم يترك طريق الناس، الغلام أمسك بحجر، ثم قال اليوم أعلم، وهذه هي اللحظات الفارقة، وهذا هو الشاهد من الحديث كله.< o:p>

قال:" الْيَوْم أَعْلَم أُأْمُر الْرَّاهِب أَحَب إِلَى الْلَّه أَم أَمْر الْسَّاحِر، الْلَّهُم إِن كَان أَمْر الْرَّاهِب أَحَب إِلَيْك فَاقْتُل هَذِه الْدَّابَّة "، ثم رماها بحجر فقتلها ومات الأسد.< o:p>

لما قُدِمَ أمر ُ الراهب في الذكر علي أمر الساحر؟ < o:p>

بدا للغلام في هذه اللحظة الفارقة التي أراد أن يعرف فيها الحق من الضلال، أن يعرف الظلام من النور، بدا له أن يعرف خط سيره وأن يعرف حياته فرجا، ولذلك أنظر قدم أمر الراهب في الذكر على أمر الساحر، قال: إِن كَان أَمْر الْرَّاهِب أَحَب إِلَيْك فَاقْتُل هَذِه الْدَّابَّة "، وهذا يوضح أنه كان يميل إلى الراهب ولذلك قدمه في الذكر.< o:p>

المهم لما قتلت الدابة انتشر صيت الغلام وعُرف بين الناس، وكان مغمورًا لأنه كان تلميذًا يتعلم، المعروف كان الساحر الكبير، فبدأ الناس يذكرون الغلام، فلما دخل الغلام على الراهب المسلم، قال له الراهب:" أَي بُنَي إِنَّك الْيَوْم صِرْت أَفْضَل مِنِّي،وَإِنَّك سَتَبْتُلي، فَإِن ابْتُلِيْت فَلَا تَدُل عَلَي "، لا أعرفك ولا تعرفني، إذا قبض عليك وقيل من علمك؟ فنحن لا نعرف بعض، وبدأ يتوافد الناس علي الغلام وصار مشهورًا.< o:p>

فكان يداوي الناس من سائر الأدواء، يأتي الأعمى ويقرأ عليه أي حاجة يبصر، والعاجز عن المشي، والأصم يسمع، كل واحد عنده عاهة مستديمة كان يأتي لهذا الغلام، فكان هذا الملك له جليس جليس نبيل يحبه الملك ويقربه، وأنت تعرف في التاريخ يقول مهرج الملك رجل صاحب كوميديا، الملك الرعية يتعبونه في حياته ويريدون كذا وكذا وكذا، فيريد أن يضحك ويبتسم أحيانًا، فلا بد أن يكون هناك واحد مهرج للمك، يأتي له بالنكت وغير ذلك وقعد الملك يضحك ويبتسم لكي يستطيع أن يمارس حياته، فهذا كان نديمًا للملك.< o:p>

نديم: أي من أخص الناس به، أي يحبه، وهذا الرجل كان قد عمي فلما سمع بأمر الغلام فذهب إلى الغلام وقال له:" اشْفِنِي "وهنا بدأ الغلام يبث عقيدته التي يعتقدها، فقال له:" أَنَا لَا أَشْفِي أَحَدا وَلَكِن يَشْفِي الْلَّه تَعَالَي، فَإِن آَمَنْت بِه دَعْوَتِه فَشَفَاك،"< o:p>

هنا درس لكل من يبلغ كلام الله أن يكون دقيقًا في الكلام، حتى لا ينسب شيئًا يجب لله ينسب للبشر.< o:p>

الرسول- عليه الصلاة والسلام- كما في حديث أنس في الصحيحين "بَيْنَمَا هُو يَخْطُب الْجُمُعَة إِذ وَقَف أَعْرَابِي عَلَى بَاب الْمَسْجِد، فَقَال يَا رَسُوْل الْلَّه: هَلَك الزَّرْع وَالْضَّرْع وَنَفَقَت الْمَاشِيَة_ أَي مَاتَت_ فَادْعُوا الْلَّه أَن يَسْقِيَنَا "،< o:p>

ماحكم رفع الإمام يديه وهو علي المنبر مع الدليل؟ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير