الْدَّاعِي الَّذِي فَوْق الْصِّرَاط قَال الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- هُو وَاعِظ الْلَّه فِي قَلْب كُل مُؤْمِن، أَنْت تَعْرِف هَذَا الْوَاعِظ هُو الْضَّمِيْر الْنَفَس اللَّوَّامَة، تَفْعَل الْشَّيْء لَا تَسْتَطِيْع أَن تَنَام مِنْهَا، أُوُل مَا تَذْهَب لِتَنَام تَقُوْل لَك لِمَاذَا فَعَلْت هَذَا، وَلِمَاذَا فَعَلْت هَذَا، فَتَأْخُذ حُبُوْب مُنَوِّمَة لِكَي تَسْتَرِيْح، لِمَاذَا؟ لِأَنَّهَا تؤنِّبك دَائِما إِذَا خَالَفْت الْدِين أَو خَالَفَت الْمُرُوءَة ,تَظَل تَلُوْمُك.< o:p>
أَنْوَاع الْنُّفُوْس.< o:p>
الْنُّفُوْس ثَلَاثَة، الْنَّفْس الْمُطْمَئِنَّة، نَسْأَل الْلَّه أَن يَجْعَلَنَا مِن أَهْلِهَا وَالْنَّفْس اللَّوَّامَة نَسْأَل الْلَّه أَن يَجْعَلَنَا مِن أَهْلِهَا، وَالْنَّفْس الْأَمَّارَة بِالْسُّوْء وَنَعُوْذ بِالْلَّه مِنْهَا، فَتَكُوْن الْنُّفُوْس ثَلَاثَة:< o:p>
1- الْنَّفْس الْمُطْمَئِنَّة ? يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ? (الفجر:28:27) < o:p>
2- الْنَّفْس اللَّوَّامَة ? لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ? (القيامة:2،1).< o:p>
3- الْنَّفْس الْأَمَّارَة ? وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ? (يوسف:53).< o:p>
فَتَكُوْن الْنُّفُوْس ثَلَاثَة، وَاعِظ الْلَّه فِي قَلْب كُل نَفْس هِي النَّفْس اللَّوَّامَة تِّلُوْمَه دَائِما، إِذَا خَالَف الْدِّيْن أَو خَالَف الْمُرُوءَة، إِذَا خَالَف الْدِّيْن وَاضِح، إِذَا خَالَف الْمُرُوءَة.< o:p>
فَمَا هِي الْمُرُوءَة؟ < o:p>
الْمُرُوءَة: كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِمَكَارِم الْأَخْلَاق.< o:p>
هَل الْمُرُوْءَة تَكُوْن لِّأَصْحَاب الْدِّيْن فَقَط (لِلْمُسْلِمِيْن)؟ < o:p>
الْمُرُوءَة لَا بَلَد لَهَا وَلَا دِيَن لَهَا، وَانْتَبِه لِهَذَا الْكَلَام لِأَنَّه كَلَام مُهِم الْمُرُوءَة، الْنَّجْدَة وَالشَّجَاعَة وَالْكَرَم، لَا دِيَن لِهَذَا وَلَا وَطَن، كَان الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كُفَّاراً كَمَا تَعْلَمُوْن وَمَع هَذَا كَانُوْا أَصْحَاب نَجْدَة وَمُرُوْءَة وَكَرُم وَشَهَامَة، وَأَظَنْكُم كُلُّكُم تَعْرِفُوْن حَاتِم الْطَّائِي لِمَا وَاحِد يَعْمَل وَلِيَمَة يَقُوْلُوْن هَذَا كَرَم حَاتِمِّي، حَاتِم الْطَّائِي مَات كَافِراً < o:p>
وَكَان أَكْرَم الْنَّاس لِدَرَجَة أَنَّه يَوْما رَأَى ابْناً لَه يُضْرَب كلْبَةً لَه وَأَنْت تَعْرِف قَدِيْما الْتَّائِه فِي الْصَّحْرَاء كَان يَهْتَدِي إِمَّا بِنُبَاح الْكَلْب أَو بِالْنَّار الَّتِي يُشْعِلُهَا الْرَّجُل لَكَرِيْم عَلَى قِمَّة الْجَبَل، فالْضَّال فِي الْصَّحْرَاء الَّذِي سَيَمُوْت وَلَا يُعْرَف أَيْن سَيَذْهَب إِمَّا يَتَّبِع نُبَاح الْكَلْب لِأَن مَعْنَى أَن كَلْبا يَنْبَح أَنَّه يوجد نَاس، وَمَعْنَى أَن يوجد نَار عَلَى قِمَّة جَبَل أَنَّه فِيْه نَاس، فَإِمَّا أَن يَذْهَب إِلَى الْنَّار، وَإِمَّا أَن يَتَّبَع نُبَاح الْكَلْب < o:p>
فَحَاتِم الْطَّائِي: وَجَد وَلَدِه يَضْرِب كلْبَةً لَه، قَال لَه: (يَا بُنَي لَا تَضْرِبْهَا فَإِن لَهَا عَلَي جَمِيْلا، إِنَّهَا تَدُل الْضِّيْفَان عَلَي) رَجُل عِنْدَه مُرُوْءَة بِرَغْم أَنَّه كَافِر، وَلِذَلِك تَجِدُوْن مِن الْكُفَّار نَاس شُجْعَان وَتَجِدُه كَرِيْم وَيُدَافِع عَنْك بِرَغْم أَنَّه لَا يَدِيْن بِدَيْنِك، وَيَقُوْل أَن أَقِف مَع الْمَظْلُوْم وَمُنَظَّمَات حُقُوْق الْإِنْسَان وَهَذَا الْكَلَام، فَهَذَا كُلُّه يَدْخُل فِي بَاب الْمُرُوْءَة أَنَّه لَا يقْبَل الْظُّلْم.< o:p>
فَالْمَرَوْءَة يَدَين بِهَا الْمُسْلِم وَغَيْر الْمُسْلِم.< o:p>
¥