سؤال موجه للأستاذ الحاذق سمير العلم: بمناسبة ذكر المعارضات الشعرية و ذكر رائعة المتنبي أغالب فيك الشوق؛ في الشوقيات لشوقي قصيدة اظن اسمها صدى الحرب يلمح المتأمل فيها تأثرا بقصيدة أبي الطيب أغالب فيك الشوق من خلال تأمل مطلع قصيدة شوقي و وزنها و قافيتها؟ هل هي كذلك؟
كتبت قبل يومين بيتين من الشعر لا ادري ان سمح الخاطر لاحقا ان اكملها لكني عارضها عليك أستاذنا الفاضل سمير العلم فأنت الوحيد الذي أظنه يصبر على شعري الجامد (إن صح أن يسمى شعرا) لعلها مفتاح دخولي اللعبة:
فليفنِ عيني دمعُها الرقراقُ = دهر السعادة قد طواه فراقُ
لا خير في لقي الجسومِ تنعما = إن أحرقت أرواحَها الأشواق
حياك الله يا بحتري: أشكرك لأنك أوقفتنا على مثال جيد لما نتحدث عنه.
قد نقول إنه من المحتمل أن شوقياً قصد المعارضة، وأن قصيدة المتنبي كانت تحت سمعه وبصره أثناء الإنشاء، لكنا نجزم بأن الثاني قرأ الأول وتأثر به، فقال ذلك معارضا قاصدا للمعارضة، أو متأثرا غير قاصد لها.
والوزن والقافية وحدهما لا يكفيان في تأكيد أن الشاعر قصد المعارضة، لكن الملحوظ أن في (صدى الحرب) تعابير وألفاظا من صناعة المتنبي، استخدمها شوقي وتبناها، مثل (الحق أغلب، أيان تضرب)، تشبه (الشوق أغلب، أيان تغرب)، ولعل من الطريف أن يأتي أحدنا من القصيدتين بالمزيد من الأمثلة لهذه التعابير المتشابهة، أو المتطابقة، لتكون أمام أعيننا مثالا على هذا التأثر.
بالنسبة لبيتيك، فإن هناك وشائج يجب أن تؤلف بين شطري البيت، وقد ضعفت هذا الوشائج في البيت الأول، حتى لأمكن أن يقوم كل شطر بالاعتماد على نفسه.
والشطران جميلان في نفسيهما، حتى إذا جُمعا، أضعفهما هذا الاجتماع، كعصير الفاكهة، الذي يفسده المرق مثلا، فإن كلا منهما جيدٌ في نفسه، ولكنه في الخلط غير جيد.
وربما لو قلبتَ الترتيب، فكان الأول الثاني والثاني الأول، لساغ البيت، للربط الذي سيحدث بين البيتين بالفاء، والفاء قوية، ولترتب ما بعد الفاء على ما قبلها في المعنى، وهذا ممكن.
أما البيت الثاني فإن معناه جميل جليل، ولكني غير متأكد من إرادتك ذلك المعنى، فاشرح لي ماذا أردت أن تقول بالضبط، أخبرْك عن مدى إصابتك في الصياغة.
ـ[البحتري1]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:58 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذنا ... و أنا أيضا متوقف في الابتداء بـ (فليفن) أظن أن مجرد جعل هذا الفعل مع لام الأمرفي مطلع البيت مضعف للبيت مع ما ذكرتموه ....
معنى البيت الثاني أن السعادة الحقيقية للانسان سعادة الروح بالأنس بحبيبها، و أما ما يلقاه البدن فهو مجرد صور، فإن عاش الإنسان منعما بدنه بمطعم و ملبس و ووو .... لكنه يصلى نار الشوق الى من بعُدَ من أحبابه فهو في الحقيقة معذب لا منعم، و العكس صحيح ....
و أنا مسرور جدا لتفاعلك فمما أحب تعلمه كيفية نقد الشعر و بيان جيده من سقيمه و أسس النقد و طريقتك هذه أفضل ما يمكن أن أتعلم من خلاله ... فالشكر موصول لك .... وفقك الله ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 03:39 ص]ـ
أنا على يقين أن هذه الصفحات لن تفقد بريقها
ـ[سمير العلم]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 05:43 ص]ـ
أنا على يقين أن هذه الصفحات لن تفقد بريقها
إن شاء الله يا أبا سهيل، إنما هي بعض الشغول، ثم القفول بعون الله.
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا = ثم ا لقفول، فقد جئنا خراسانا
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 01:18 ص]ـ
ننتظر تفيؤ ظلالكم الندية استاذنا سمير العلم ..
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:16 ص]ـ
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا ... ثم القفول، فقد جئنا خراسانا
الحمد لله أن نلتم خراسانا ... والفرح أعظم إن عدتم للقيانا
أعانكم الله وأنتظركم على أحر من الجمر
دمت سالما