[سؤال في بحر المتدارك]
ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 05:51 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هل تجوز هذهِ الصورة في بحر المتدارك
فعْلُنْ فاعِلُ فاعُلِ فعْلُن فعْلُن فِعَلُن فِعَلُن فِعْلنْ
وقد رايت قصائدا بهذا الشكل افيدوني جزاكم الله خير
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 06:05 م]ـ
.. المعروف أنه في بحر المتدارك يكون فعِلن و فعْلن زحافين لـ فاعلن .. أما فاعلُ و فَعِلَت ُ فهما تفعيلتان تم إدخالهما في تفعيلات هذا البحر فنرى من الشعراء من يستخدم هاتين التفعيلتين .. هاتين التفعيلتين تخالفان قواعد العروض و لكن الشعراء اعتادوا على استخدامه .. لو فرضنا أن شاعرا استخدم فاعِل ُ ثم أتى بعدها بتفعيلة فعِلن هنا يجتمع خمس متحركات و هي مخالفة لقاعدة العروض المشهورة [لا يتوالى في الشعر أكثر من أربعة أحرف متحركات] و قس على ذلك تفعيلة فَعِلَت ُ .. فهي من جهة العروض غير جائزة .. أما من جهة الشعراء فهي جائزة .. ولك أن ترجع إلى آخر درس من دروس الشيخ عصام البشير في سلسلة العروض و القوافي في قسم المواد الصوتية .. شكرا لك:) ..
ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 06:27 م]ـ
لاحمد شوقي
نتخذ الشمس لها تاجا .... وضحاها عرشا وهاجا
نتخ/ ذ الشم/س لها / تاجا .... وضحا/ها عر/شا وهْ/هَاجا
"فاعل" / فعْلن / فعِلن / فعْلن .... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن
لنازك الملائكة
كان المغرب لون ذبيح ِ ...... والأفق كآبة مجروح
كان ال/مغرب/ لون ذ/ بيح ...... والأف/ق كآ/بة مج/روح
فعْلن/ فاعِلُ/فاعِلُ/فعْلن ...... فعْلن/فَعِلُنْ/فَعِلُنْ/ فَعْلُنْ
ولنزار قباني
عيناكِ وتبغي وكحولي ...... والقدح العاشر اعماني
فعْلن فَعِلُنْ فاعِل فعْلن فاعِلُ فعْلن َفَعِلُنْ فعْلن
هل هو ابتكار من الشعراء ام انه موجود سابقا؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 12:17 ص]ـ
بحر المتدارك لم يعرفه أحد حتى منتصف القرن الرابع الهجري، حين أخرجه أبو الحسن العروضي من رحم دائرة المتفق شبه ميت في عملية ولادة قيصرية، وأطلق عليه أسما يتفق مع المصير الذي تنبأ به له؛ وهو أن يظل غريبا بين أشقائه من البحور. قال أبو الحسن: "لم ير الخليل ذكر هذا الباب البتة، ونحن نسميه الغريب". وقد ظل هذا البحر قابعا في كتب العروضيين من ذلك الحين، معتمدا في بقائه على أنابيب التنفس والغذاء لا يفيد من وجوده أحد الا العروضيون المساكين الذين كانوا يلتفتون إليه التفاتة سريعة ويقولون نحو: (وكان الخليل قد وضع خمسة عشر بحرا ثم زاد الأخفش بحرا آخر، ولأنه أستدركه على الخليل ُسمي المتدارك (بفتح الراء).وهذا الجملة الأخيرة بقيت كاللازمة في أقوال العروضيين طوال القرون العشرة الماضية حتى صدقوها من كثرة ما استمرأوا قولها.
ولم ينظم أحد من الشعراء على هذا الوزن الغريب الذي يعود في نسبه إلى شجرة البحور الخمسة العشر التي وضعها الخليل، وهو إن يكن أهمل هذا ولم يعترف له بكيان، إلا أن حمضه النووي يؤكد صحة نسبه لدوائر الخليل؛ فهو في زماننا يعد الشقيق التوأم للمتقارب الذي لم يعد يشكو الوحدة في دائرة المتفق، كما كان يعتبره العروضيون القدماء.
والخليل له عذره في عدم اعترافه بشقيق المتقارب، ذلك أنه لم يجد بيتا واحدا يروى على وزنه، ولو أنه تجرأ وأثبت هذا البحر لاتهمناه بأنه يصنع البحور ويضع لها شواهد كما ألصق به المعري تهمة وضعه لشاهدي بحري المضارع والمتقضب. وأما اليوم فقد اصبح للمتدارك (وبعضهم يفضل ضبطه بفتح الراء ليمنع نسبته إلى الأخفش) فهو من البحور التي وجد فيها الشعراء موسيقية عذبة وكثيرون استخدموه في نظم الأناشيد، وبالإضافة إلى ذلك فقد أخذ مكانته التي عوضته عن الكمون طوال القرون الماضية وذلك بفضل تطوير الشعراء لموسيقى الشعر وخروجهم من أسر العدد الثابت في تفعيلات البيت.
ونعود إلى بحر أخر لا يمت بنسب أو صلة لأي من دوائر الخليل ولا يسير على نظامها الذي قننه. وهذا البحر خليلي خليلي حتى النخاع، فقد روي أن له قصيدتين على وزنه، أي يمكننا أنه نعد هذا البحر قد تربي في كنف الخليل ولكنه لم يعترف له بنسب ولا حتى باسم يعرف به بين الناس، وهذا ظلم في غاية الظلم، ربما لأنه يعود في أصله إلى النار فهو إذن ليس من طينة البشر أو مما يصنعه البشر، ويكفيه فخرا أنه تربى في وادي عبقر فهذا الوادي هو المكان الذي ينتمي إليه منذ استخدمه عمرو الجني في قصيدته الذائعة الصيت في ذلك الزمان، وأولها:
أشجاك تشتت شعب الحي ... فأنت له أرِق وصِبُ
قال أبو الحسن العروضي: "فهذه القصيدة مشهورة، ولولا الإطالة لذكرناها عن آخرها" وليته ذكرها عن آخرها أو ليت أحدا من القراء يعرف موضعها فيرويها لنا.
ومرة ثانية فالخليل له عذره في عدم إحراج نفسه بالاعتراف بهذا البحر (العبقري) فهو حين نظم عليه مقطوعتين كان يعلم بذيوع هذا البحر بأكثر مما للمضارع والمقتضب من الذيوع، ولو أراد أن يدخله في دوائره كما أدخلناه لتطلب الأمر منه أن يعيد النظر في كامل نظامه، وهو ما لم يجد الوقت كافيا لإتمام هذا العمل الذي ربما كان يصبو إليه.
في هذا البحر تتألف الوحدة الإيقاعية له (أو إن شئت تفعيلته) عندي من السبب الثقيل مضمرا وصحيحا، بحيث يمكنك أن تطمئن إلى صحة الإيقاع الشعري سواء جئت في الشطر بمتحركين متواليين أو أربعة أو ستة وحتى أكثر من ذلك إن استطعت.
أما ما جاء به شوقي ونازك من أمثلة على التفعيلة (فاعل)، فقد أثبت الدكتور عمر خلوف (وله دراستان غنيتان في هذين البحرين) بأن بعض الشعراء استخدم هذا الزحاف قبلهما بأزمان وأزمان.
وعلى فكرة، فاسم هذا البحر الذي يكاد يتفق الشعراء والعروضيون عليه الآن هو (الخبب).
¥