تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[. فوائد عروضية .. (الجزء الثاني) ..]

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[30 - 09 - 2008, 11:47 ص]ـ

.. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .. هذا موضوع أذكر فيه بعض النقاط الجميلة و المهمة لطالب العروض .. و هذه النقاط بالنسبة لي نقاط جديدة الفهم وجدتها من القراءة المستمرة في الكتب .. و مازلت أعتبر نفسي طالبا حتى لو قال البعض أنني أستاذ .. كلما فهمت شيئا جديدا في هذا العلم أدركت أنني في بحر يصعب الخروج منه دون مثابرة و قراءة .. نبدأ على بركة الله:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

1 ـ المعروف أن الخليل بن أحمد رحمه الله وضع لنا خمس دوائر عروضية .. و كتب العروض ترتيب هذه الدوائر بهذا الشكل:

دائرة المختلف، دائرة المؤتلف، دائرة المشتبه، دائرة المجتلب، دائرة المتفق.

.. كما رتبها مثلا الخطيب التبريزي في كتابه الكافي في العروض و القوافي .. و سر الترتيب بهذا الشكل هو عدد الحروف .. لاحظوا معي .. الدائرة الأولى هي دائرة المختلف وهي الدائرة التي تحتوي على الطويل و المديد و البسيط .. لو نظرنا إلى أي بحر من هذه البحور في هذه الدائرة لوجدنا أن تفاعيلها تحتوي على ثمانية و أربعين حرفا .. مثلا بحر الطويل:

فعولن مفاعيلن .. مكررة أربع مرات .. فعولن خمسة أحرف و مفاعيلن سبعة أحرف .. المجموع إثنا عشر حرفا ضرب أربعة وهو تكرارها في البحر بالتفعيلات سيكون المجموع الأخير لبحر الطويل هو ثمان و أربعون حرفا و نفس العدد في المديد أو البسيط .. و هذه الدائرة هي أكثر الدوائرة عددا في الحروف في بحورها .. لذلك أصبحت هي الدائرة الأولى .. و الدائرة الأخيرة و هي دائرة المتفق و التي تحتوي على بحر المتقارب فقط عند الخليل أو تحتوي على المتقارب و المتدارك عند غيره .. هذه الدائرة هي أقل الدوائر عددا للحروف لأن كل بحر فيها يحتوي على أربعين حرفا فأصبحت الدائرة الأخيرة .. الآن يوجد لدينا ثلاثة دوائر و كل دائرة من هذه الدوائر عدد حروفها إثنان و أربعون حرفا .. التقديم يكون لدائرة المؤتلف و هي التي تحتوي على الوافر و الكامل لأن في هذه البحور عدد الحركات أكثر من عدد السكنات .. و الحركة أقوى من السكون و أكثر .. أما البحران الآخران فلا يهم تقديم الأول على الثاني أو الثاني على الأول لأنهما متساويين في الحركات و السكنات و عدد الحروف .. و قد يتم تقديم دائرة المشتبه لاحتوائها على الرجز من أكثر البحور إستخداما و أيضا لأن دائرة المجتلب فيها بحور قليلة الإستخدام كالمنسرح إلى جانب البحور المجزوءة.

2 ـ و تقديم البحورله سبب أيضا .. فلا يتقدم بحر على بحر إلا لسبب .. و القاعدة العامة في البحور و ترتيبها أن البحر الذي يبدأ بوتد مجموع يكون الأول .. (وأنا أقول وتد مجموع لأنه لا يوجد بحر يبدأ بوتد مفروق و هذا ما قاله صاحب كتاب شفاء الغليل في علم الخليل) .. وبعد تقديم البحر الذي يحتوي على وتد مجموع تحذف الوتد في بداية كل شطر و تضعه في نهاية الشطر فيظهر لك بحر .. ثم تحذف سبب فيظهر لك بحر آخر و هكذا تظل تحذف في الأوتاد و البحور وكل شي تحذفه تضعه في نهاية الشطر .. كل الدوائر تمت بهذه الطريقة ما عدا دائرة واحدة هي دائرة المجتلب .. كان المتوقع في هذه الدائرة تقديم المضارع لأنه يبدأ بـ مفاعيلن .. و لكن في بحر المضارع هناك ما يسمى بالمراقبة .. و هو أن مفاعيلن لا يستخدمها الشاعر سالمة .. إما أن تجعلها مفاعلن أو مفاعيلُ .. لذلك كرهوا أن تبدأ الدائرة في بحر يكون أوله هكذا .. واختاروا بحر السريع لأنه الأكثر استخداما في هذه الدائرة .. ثم جاءت البحور بعده بنفس الطريقة في الدوائر الأخرى ..

3 ـ عادة ما تحدد الزحافات شكل التفعيلة و رسمها .. مثلا .. في تفعيلة .. [فاعلن] .. البعض قد يشك في أنها [فاع ِ لن] كما نقوم برسم فاعلاتن هكذا ثم فاع ِلاتن .. فاعلاتن هذه [سبب خفيف ثم وتد مجموع ثم سبب خفيف] .. وهذه هي التفعيلة التي تراها في بداية بحر الرمل و الخفيف و المديد و أي بحر يبدأ بـ فاعلاتن فإنما هي تبدأ بسبب خفيف كما قلت وليس [فاع ِ لاتن] لأن هذه التفعيلة لا تأتي في بداية البحور .. [فاع ِ] .. وتد مفروق .. والوتد المفروق لا يكون في بداية البحور .. و أيضا هناك شيء آخر .. المعروف أن الزحاف لا يصيب إلا الحرف الثاني من السبب .. فإذا جئنا إلى فاعلاتن في بداية البحور نرى أنها قد تصبح فعلاتن أي أنها تعرضت للخبن و الخبن من الزحافات التي تصيب الحرف الثاني من [السبب] أي أن فاعلاتن تبدأ بـ[فا] وهو سبب خفيف ثم [علا] وهو وتد مجموع ثم [تن] وهو سبب خفيف .. و أيضا الكلام بالنسبة لـ فاعلن .. فلو شكك البعض في كونها فاع ِ لن .. نقول له أنت تعرف أن هذه التفعيلة تصبح بعد زحافها فعِلن فكيف تقول أنها تبدأ بوتد مفروق و الوتد المفروق لا يصيبه الزحاف .. الزحاف أصلا لا يقترب من الأوتاد وإنما يكون في الأسباب و في حرفها الثاني فقط .. على هذا تكون فاعلن سبب خفيف ثم وتد لأن التفعيلة زوحفت و الزحاف يصيب الأسباب فقط إذا فالألف هنا ألف سبب وليس ألف وتد مفروق.:)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.. أتمنى أن يكون الموضوع قد أعجبكم و اعذروني على التقصير و السرعة و عدم تنسيق الموضوع .. قد أغيب يا أصدقاء بسبب الدراسة ولكنني سأعود بقوة بإذن الله .. أتمنى أن يكون الشرح قد وصل .. شكرا لكم:) ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير