[من وحي الإباء الحيي!!!]
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 11:34 م]ـ
أمامك تنحني خجلا حروفي= مبلبلة بها شتى الصروفِ
يلملم خطوَها إدبار عجزٍ= ويكتم صوتها صمت الكهوفِ
إذا رامت خطابك هب فيها =سعير الخزي متقدَ الحفيفِ
وإن بغتِ اقترابك شبَّ منها = صدى التِّرداد ملتهبَ الوكيفِ
تكاد تسوخ – إعياء – بأرض =مزلزلَة التحرك والوقوفِ
وتوشك أن تزل بكل درب = يلف مداه ملتاث السدوفِ
فدعْها ترتجي هربا دعاهُ = شفا جرف بلفح النار موفِ
وتهوي نحو جُبٍّ ليس يُدرَى = له قاع من الطرق العنيفِ
وددت لو احتواها ألف جُبٍّ = عميق الغور، منهار الدلوفِ
وأرداها هوان ذُقْت فيه = عذاباتي مع القلب الأسيفِ
فصمتك – واعتزاز النفس فيه = جميل الود – إكرام العطوفِ
وإحسان عليه النبل يلقي = وقارَ المحتدِ الزاكي الشريف ِ
فهل عجبٌ إذا الصمت احتواني= كأني سالك الدرب المخوفِ؟
وألجأني السكوت إلى احتراق = تحامى ناره قيظ المصيفِ؟
تقازم ما تعملق في ادعائي = بأني صاحب الحس الرهيفِ
وأني إذ دعوت الشعر لبى = قبيل تخيري بعض الحروفِ
فما أنا غير زعم ٍ عاد وهما = أمام حيائك الراقي العفيفِ
وطيف من سراب بدَّدَتْه = رياح إبائك الحر المُنيفِ
كأني – والهموم لدي كُثْرٌ- = طريد حاصرته يد الحتوفِ
وبعثره الفرار بغير درب= ومجته البحار بغير سِيفِ
وحار به الضياع فصار إلفا = لتكرار التردد بالألوفِ
فهل يرضيك عذر صار ذنبا = تجسده الحروف بلا طيوفِ
وتزجيه على فرَقٍ ممضٍّ= يقض مضاجع الروح اللهيفِ
بهيَّ النفس والخلق، انتهى بي = بيان العذر للعفو الشفيفِ
فجد متكرما، وأقل عثارا = مقيم لا يزحزحه عزوفي
سأحيا العمر معترفا بفضل = أبي النفس، كالعطر المَدوفِ
ولن أفيَ الديون ولو تغنى = قصيدي فيك بالود الحليفِ