تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

.

بعض التشبيهات في معلقة امرؤ القيس

.. حصريا

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 12:10 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذا موضوع بسيط سأضعه وهو محاولة استخراج الصور التي استخدمها أمير شعراء الجاهلية .. امرؤ القيس في معلقته المعروفة والتي تبدأ بقوله:

قفا نبك ِ من ذكرى حبيب ٍ ومنزل ِ .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل ِ

والهدف من ذلك هو معرفة كيف قام هذا الشاعر الفحل بالتشبيه ومعرفة هذه الصور واستخدامها بطريقة أخرى بنفس المعنى مع تغيير الأسلوب واللفظ ..


البداية ستكون مع هذا البيت وهو البيت الثامن:
[إذا قامتا تضوع المسك منهما .. نسيم الصَّبا جاءت بريا القرنفل]
تضوع المسك: انتشر، النسيم: هو الهواء الخفيف الذي لا يحرك ساكنا.
الصَّبا: ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار.
الريا: الرائحة الطيبة .. ، القرنفل: أزهار ذو رائحة طيبة تُزرع في البلاد الحارة.
المعنى: قبل هذا البيت يتكلم امرؤ القيس عن أم الحويرث و أم الرباب .. ثم قال عنهم في هذا البيت .. أنهما إذا قامتا انتشر الطيب والمسك في حالة قيامهما [كـ] ٍ رياح خفيفة هبت وقت استواء الليل والنهار وأتت هذه الرياح المارة على زهر القرنفل بمسك هذا الزهر .. فإذا لاحظوا الصورة معي هواء خفيف مع رائحة جميلة كرائحة الزهر. إذا ممكن أن نستخدم هذه الصورة في حالة وصفنا للحبيبة أو مكان الحبيبة .. بأن المسك منتشر بها أو بدارها .. إذا أردنا استخدام هذه الصورة يمكننا حذف كلمة الصَّبا .. واستخدام النسيم فقط فهذه الكلمة رائعة فيها معنى الرياح الخفيفة .. مع القرنفل .. تأتي لدينا رياح خفيفة وقرنفل .. صورة جميلة .. ننتقل لبيت آخر:
[فقلت لها سيري وأرخي زمامه ُ .. ولا تبعديني من جناك ِ المعلَّل ِ]
المعلل: الملهي أو المكرر.، جناك ِ: جنى الشيء التقطه وتكون غالبا للشجرة.
المعنى: قبل هذا البيت ركب امرؤ القيس البعير خلف حبيبته وطلبت منه حبيبته أن ينزل من البعير فكان رده في هذا البيت وهو أنه قال لها سيري يا حبيبتي ودعي البعير ولا تشدي على زمامه كي لا يسرع .. ولا تبعديني عن ثمراتك كي أجنيها فهذه الثمرات تلهيني. [الثمرات هنا: التقبيل والشم والعناق]
.. إذا هنا نأتي إلى تشبيه المرأة بالشجرة إذا كان بهذا المعنى فالشجرة تحمل معنى الفائدة للحبيب فهو يرتاح معها كما يرتاح الوحيد عندما يجلس إلى شجرة .. والثمرات هنا تفيد التقبيل والعناق والشم الذي كان من امرؤ القيس.
.. الآن نأتي لبيت آخر:
[وما ذرفت عيناكِ إلا لتضربي .. بسهميك ِ في أعشار قلب ٍ مقتَّل ِ]
في هذا البيت يشبه امرؤ القيس الدموع بالأسهم والدمع إذا نزل من الحبيبة فإنه يقتل .. كما يقتل السهم الإنسان ويقطع قلبه .. فكان مناسبا للتشبيه ..
.. بيت آخر:
[وبيضة خدر ٍ لا يُرام خباؤها .. تمتعت من لهو ٍ بها غير معجل]
الخدر: الهودج والغطاء، يرام: يطلب والفعل يروم.
الخباء: البيت.
.. في هذا البيت يشبه امرؤ القيس المرأة العفيفة بالبيضة .. والبيضة كما قالت العرب تشبه بالبيضة على ثلاثة وجوه: 1 ـ السلامة والصحة من الطمث وهو دم الحيض .. 2 ـ الصيانة والستر .. وهو ما استخدم في هذا البيت
3 ـ في صفاء اللون ونقائه .. فهذه هي وجوه التشبيه بالبيضة.
.. سأذكر بيتا أخيرا .. وهو من أجمل الأبيات لدي:
[وفرع ٍ يزين المتن أسود فاحم ٍ .. أثيث ٍ كقنو النخلة المتعثكل ِ]
الفَرْع ُ: الشعر التام، الفاحم: الشديد السواد، الأثيث: الكثير
القِنْو ُ: هو العذق .. وهو الجزء الأخضر الظاهر من النخلة والذي به تنبت الأوراق .. هنا صورة رائعة حيث شبه شعر الحبيبة بعذق النخلة الظاهر .. والعذق يتميز بالميلان فكأنه ناسب ميلان الفرع فكأن النخلة هي الحبيبة والقنو هو الفرع .. والمتعثكل التي خرج لها أكثر من عذق ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير