تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الذائقة والعروض والفصيح والنبطي]

ـ[خشان خشان]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 02:28 ص]ـ

يقول أبو فراس الحمداني من قصيدة من أربعة وخمسين بيتا:

أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ = أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ = وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى = وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي = إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ = إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

وزن الصدر

3 1 3 4 3 1 3 4 ......... 3 2 3 4 3 1 3 4

ووزن البيت الثاني:

3 1 3 4 3 1 3 3 .......... 3 2 3 4 3 1 3 4

إذا راقبنا مقاطع أواخر الأشطر وجدنا أن كل الأعجاز (عجز البيت شطره الثاني) تنتهي ب 4 وسائر الصدور (صدر البيت شطره الأول) تنتهي ب 3 (معادلة القول بمفاعلن في العروض التفعيلي) عدا صدر المطلع (المطلع أول بيت في القصيدة) فإن آخر هذا الصدر ينتهي ب 4 (معادلة القول بمفاعيلن في العروض التفعيلي) كآخر العجز ويتفق معه كذلك في القافية وهذا يسمى التصريع. ولا يجوز أن ينتهي صدر أي بيت ب 4 إلا إذا كان مصرعا. والتصريع في الأغلب مقتصر على الصدر ولكنه يجوز في بعض الأبيات لغرض أو آخر.

فلو قال الشاعر:

تَكادُ تُضيءُ النارُ يصلى بها الصدرُ ............... إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

فإن هذا تصريع جائز ينتهي فيه الصدر كما العجز ب 4 وتتوحد في الشطرين القافية بما فيها الروي (الراء)

ولو قال الشاعر:

تَكادُ تُضيءُ النارُ يصلى بها القلبُ ............... إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

فإن انتهاء الصدر ب 4 لا يصح لعدم وجود التصريع. فإن انتهاء الصدر ب (قلْ بو = 4) المماثل وزنا لوزن آخر العجز المنتهي ب (فكْ رو = 4) لايصح لأن التصريع غير موجود. وانتفى وجود التصريع لاختلاف حرف الروي فهو في الصدر باء (القلب) وفي العجز راء (الفكر) ولو انتهى الصدر بكلمة (صدري) لم يكن هناك تصريع لاختلاف حركة الراء وهي الكسرة في (راء صدري في الصدر) والضمة في راء (الفكرُ في العجز)

تشربت الذائقة العربية ذلك وخالطها، حتى إذا اقتضى التجديد أو سواه تكرر نهاية الأشطر ب 4 لم يقدمالشاعر العربي على ذلك إلا في إطار شكل جديد ما يسوغ ذلك.

يقول ابن زيدون من قصيدة مكونة من مجموعات من الأبيات (الأشطر) كل مجموعة مكونة من خمسة أبيات (أشطر).:

تَنَشَّقَ مِن عَرفِ الصَبا ما تَنَشَّقا

وَعاوَدَهُ ذِكرُ الصِبا فَتَشَوَّقا

وَما زالَ لَمعُ البَرقِ لَمّا تَأَلَّقا

يُهيبُ بِدَمعِ العَينِ حَتّى تَدَفَّقا

وَهَل يَملِكُ الدَمعَ المَشوقُ المُصَبَّأُ

-

خَليلَيَّ إِن أَجزَع فَقَد وَضَحَ العُذرُ

وَإِن أَستَطِع صَبراً فَمِن شيمَتي الصَبرُ

وَإِن يَكُ رُزأً ما أَصابَ بِهِ الدَهرُ

فَفي يَومِنا خَمرٌ وَفي غَدِهِ أَمرُ

وَلا عَجَبٌ إِنَّ الكَريمَ مُرَزَّأُ

-

وَلا يُغبِطُ الأَعداءَ كَونِيَ في السِجنِ

فَإِنّي رَأَيتُ الشَمسَ تُحصَنُ بِالدَجنِ

وَماكُنتُ إِلّا الصارِمَ العَضبَ في جَفنِ

أَوِ اللَيثَ في غابٍ أَوِ الصَقرَ في وَكنِ

أَوِ العِلقَ يُخفى في الصِّوارِ وَيُخبَأُ

-

وَكائِن عَدَونا مُصعِدينَ عَلى الجِسرِ

إِلى الجَوسَقِ النَصرِيِّ بَينَ الرُبى العُفرِ

وَرُحنا إِلى الوَعساءِ مِن شاطِئِ النَهرِ

بِحَيثُ هُبوبُ الريحِ عاطِرَةِ النَشرِ

عَلا قُضُبَ النُوّارِ فَهيَ تَكَفَّأُ

لو تتبعنا الوزن والقافية في هذه المجموعات لوجدنا:

1 - أن الأبيات التي ترتيب كل منها الخامس في كل مجموعة تتوحد في الروي وفي القافية وهي بذلك تشكل آصرة تحدد شخصية القصيدة التي حيكت على نحو جديد.

2 - في المجموعات الثانية والثالثة والرابعة نجد الأبيات الأربعة أو الأشطر الأربعة الأولى في كل مجموعة تنتهي ب 4

مثال: فإني رأيت الشمس تحصن بالدجْنِ

= 3 2 3 4 3 1 3 4

ولو وجدنا قصيدة كاملة كلها حيكت على هذا الوزن وتماثل أواخر الأشطر كافة فيها فإننا نعتبر كل شطر بيتا مستقلا ونسمي هذا مشطور الطويل كما في النص التالي:

خَليلَيَّ إِن أَجزَع فَقَد وَضَحَ العُذرُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير