تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَإِن أَستَطِع صَبراً فَمِن شيمَتي الصَبرُ

وَإِن يَكُ رُزأً ما أَصابَ بِهِ الدَهرُ

فَفي يَومِنا خَمرٌ وَفي غَدِهِ أَمرُ

وَلا يُغبِطُ الأَعداءَ أن ضمني الأسْرُ

فَإِنّي رَأَيتُ الشَمسَ يأتي بها الفجرُ

وإني لعضب صارم طبعه البتْرُ

أَنا الليثُ في غابٍ وفي وكنه الصقرُ

وَكائِن عَدَونا تحتنا يقبع الجسرُ

إِلى الجَوسَقِ النَصرِيِّ فيه الرُبى العُفرُ

وَرُحنا إِلى الوَعساءِ يسري بها النَهرُ

بِحَيثُ هُبوبُ الريحِ ضمّخها العطرُ

من هذا نستنتج أنه عندما تنتهي كل صدور قصيدة ما بما ينتهي به الضرب وزنا وقافية بما فيها الروي وحركته فإن كل شطر يعتبر بيتا مستقلا ويسمى ذلك بمشطور البحر.

وقد أدرك الشاعر النبطي ذلك بفطرته فجعل للقصيدة النبطية قافيتين إحداهما للصدر والأخرى للعجز فغدت القصيدة كأنها قصيدتان متداخلتان. أو قل غدا الصدر بيتا وغدا العجز بيتا أو قل بصورة أدق إنها جمعت بين صفتين أولهما شكل القصيدة الواحدة من حيث كتابتها على شكل شطرين. وثانيهما مقتضى القافية التي أملت أن يكون كل شطر بيتا قائما بذاته. فكأن القصيدة تداخل قصيدتين كل منهما مشطور ذات البحر ويقبل آخر كل منهما أحكام العجز.

للأمير عبد الله الفيصل

http://www.sfsaleh.com/vb/showthread.php?p=1837479

نوى القلب نية مانواها لاحد غيرك =نوى القلب يمشي لك على السمع والطّاعة

مع الشك والغيرة وهجرك وتقصيرك = أحبك وأقول امرك لة الروح خضّاعة

جمعنا طريق الحب وأنوار بتنويرك = على صدفه قلوب الاحباب جمّاعة

ملكني هواك وقادني بامر تدبيرك = أمانة معك روحي من البعد ملتاعة

تغزلت بك والشعر من بعض تعبيرك = كلامك سحر يخلف موازين سمّاعة

فإن لنا من حيث الشكل اعتبار كل من الأشطر الأول والأشطر الثواني أبياتا مستقلة من حيث الشكل (على أن تسمح المعاني) على النحو التالي:

نوى القلب نية مانواها لاحد غيرك

مع الشك والغيرة وهجرك وتقصيرك

جمعنا طريق الحب وأنوار بتنويرك

ملكني هواك وقادني بامر تدبيرك

تغزلت بك والشعر من بعض تعبيرك

القصيدة الثانية من مشطور الطويل كقصيدة بن خلدون المركبة من مشطور الطويل المنتهية أشطره أو أبياته ب 4

نوى القلب يمشي لك على السمع والطّاعة

أحبك وأقول امرك لة الروح خضّاعة

على صدفه قلوب الاحباب جمّاعة

على صدفه قلوب الاحباب جمّاعة

أمانة معك روحي من البعد ملتاعة

كلامك سحر يخلف موازين سمّاعة

ولْ قلْ بيمْ شي لك علسْ سمْ عوطْ طا عهْ = 3 2 3 4 3 2 3 4

أجل أدرك العربي ذلك بفطرته وهذا لا ينفي وعي الأمير الشاعر وهو شاعر فصيح في الأساس على أحكام العروض والضرب.

كان ما تقدم تداعيات لأبيات فصيحة للشاعرة عنود الليالي وهي في الأصل شاعرة نبطي ويظهر فيها أثر النبطي على الفصيح مقرونا بضوابط الفطرة المتقدم ذكرها لدى الشاعر العربي.

http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=9773#post9773

في كل يوم أسائلْ = هل في بريدي رسالة

والدمع في الخد سائلْ= ولا أطيق احتمالهْ

جربت كل الوسائلْ = والصبر في كل حالهْ

أرسلت قلبي إليهم = لكنهم قد نسوني

لنأخذ الأبيات الثلاثة الأولى

في كل يوم أسائلْ = هل في بريدي رسالة

والدمع في الخد سائلْ= ولا أطيق احتمالهْ

جربت كل الوسائلْ = والصبر في كل حالهْ

هنا يبدو أن الشاعرة متأثرة بما ألفته في الشعر النبطي من حيث أن كل شطر بيت مستقل وأوائل الأشطر تشكل مشطور قصيدة وثواني الأشطر مشطور قصيدة أخرى.

وأنا عندما أستسيغ هذه الصياغة فليس لي من سند سوى ذائقتي التي أراها من جنس ذائقة الشاعر العربي النبطي.

لولا أن الصدور كافة انتهت بروي اللام الساكنة لما جاز لها أن تسكن الإسم إلا على سبيل التصريع كالقول:

في كل يوم أسائلْ = هل في بريدي رسائلْ

والدمع في الخد نهرٌ = كالنار إذ هو سائلْ

جربت كل طريقٍ = فأعجزتني الوسائلْ

وها شعر مستوف لشروط العروض والقافية عند الخليل.

وقد استوقفني البيت الرابع من حيث شذوذه عن بقية الأبيات وقلت في نفسي ليت الشاعرة قالت:

أرسلت قلبي يجاملْ ................. فما أتاني بطائلْ

بدل

أرسلت قلبي إليهم .............. لكنهم قد نسوني

لينسجم البيت مع بقية الأبيات. ثم تذكرت قصيدة ابن زيدون من مشطور الطويل والبيت الخامس الذي يشكل عروضيا المحور الذي ينتظم أبيات القصيدة.

وقلت لعل هذا الشذوذ الظاهري يمثل شيئا من ذلك القبيل فتجتمع في القصيدة خصائص قصيدتي ابن زيدون والأمير عبد الله الفيصل. وهنا محاولة للبناء على أصل القصيدة في هذا الاتجاه:

في كل يوم أسائلْ = هل في بريدي رسالة

والدمع في الخد سائلْ= ولا أطيق احتمالهْ

جربت كل الوسائلْ = والصبر في كل حالهْ

أرسلت قلبي إليهم = لكنهم قد نسَوْني

-

ويحي عرتني الظنونْ = ولست أدري المآلْ

كم ماطلتني السنونْ = وشاب مني القذالْ

ولم يعد لي الحنونْ = ولم يجبْ لي السؤالْ

وإنني أفتديهم = من كلّ همٍّ وأَيْنِ

-

يا من أطلت الغيابا = ولم تُبالِ بأمري

أكان حلمي سرابا = عليه ضيعت عمري

مما ارتويتُ عذابا = سكرت من غير خمر

أدعو لهم لا عليهمْ = مهما طويلا جفَوْني

والأمر في تقييم هذا وتقويمه متروك للسادة الشعراء والعروضيين والنقاد.

وصلتني رسالة من الشاعرة أن الأبيات ليست لها لذا لزم التنويه، وهذا لا يؤثر على فحوى الموضوع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير