البرنامج خطرت لي فكرة وضع كل حرف من مفردة في خلية واحدة، وعند طباعة هذه المفردات على الجانب الآخر أي اللاتيني، ثم محاولة فهرستها
على الحاسوب نجحت الفكرة وأصبحت جاهزة للتنفيذ، وهكذا بدأت طباعة مفردات من عدة معاجم وكانت طباعتها تتطلب جهدا وصبرا لكون كل حرف
من مفردة في خلية، وبعد الانتهاء من طباعته، قمت بعملية الفهرسة على الحاسوب، إلا أنه اتضح أن هناك أخطاء في ترتيب حرف الألف والألف اللينة،
كذلك لم يفرق الحاسوب بين حرفي التاء (ت) والتاء المربوطة (ة) كما وأن عملية ترتيب الفهرسة لم تكن كما أردت لها أن تكون، فمثلا المفردات
والتي تنتهي بحرف الهمزة، كانت أيضا فهرستها من اليمين، وأنا كما ذكرت سابقا أريد الحصول على قافية ثلاثية أو رباعية إن أمكن مما دفعني إلى
القيام بفهرسة جديدة وترتيب الحروف ترتيبا جديدا، كذلك إلغاء التاء المربوطة مؤقتا وإحلال محلها حرف الهاء ولكي تكون حسب نطقها لا كتابتها،
كذلك فإنني لم أقم بتكرار كتابة المفردات المتشابهة لعدم إمكانية التشكيل في هذه المرحلة والتركيز على الترتيب فقط، ولقد كانت هناك صعوبات عدة
تجاوزتها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بكثير من الجهد والمثابرة، وعندما أردت تسميته وقعت في حيرة هل أسميه ألفبائية القوافي أم أسميه قوافي
المفردات وهذا الأخير هو الأصح، ولكني أحببت أن أختار له اسم (أبجدية القوافي).
الهدف من هذا العمل:
كانت وما زالت القافية هي الهدف من وراء هذا العمل، يقول المفضل الضبي ..
وقد يقرض الشعر البكي لسانه وتعيي القوافي المرء وهو لبيب
ويقول أبو تمام ...
أما المعاني فهي أبكار إذا افتضت ولكن القوافي عون
ثم اتضح أن هناك أهداف أخرى من الممكن بلوغها وهي خاصة باللغة، هنا لن أحاول الدخول في مسألة تعريف القافية فقد أعجزت من قبلي إن كانت هي
آخر حرف من البيت أو آخر كلمة من البيت أو آخر الساكنين أو الروى والروي كي لا تلتبس علي الأمور أثناء قيامي بعملية الترتيب، ومع أن الشعر
يتجاوز الوزن والقافية إلى ما هو أجمل وأكبر مما أحاول القيام به، ولكن الأهم هنا أن القافية ليست حكرا على العرب ولن أدعي أن الكثير من الشعوب
يستخدم القافية في أشعارهم وأراجيزهم على اختلافها، حتى أن بعض المؤلفين قاموا بوضع فهارس تختص بالقافية في مؤلفاتهم، فبدأت بالتركيز على
الحرف الأخير من المفردة فالذي قبله وهكذا، ولو قمت بهذا العمل باللغة اللاتينية لأنهيته بأقل جهد ووقت، ولكني فضلت مواجهة أعصى لغة وأكثرها
جمالا على مدى العصور"اللغة العربية"، وبعد الاستمرار بعملية صف المفردات بهذا الترتيب الذي انتهجته وبعد متابعته خطوة .. خطوة، ثم وبعد حل
وتخطي الكثير من الصعوبات، حتى باتت لدي فكرة كاملة عنه وعن بعض التصورات لإمكانية تطويره، فنحن هنا بدأنا ننظر إلى مفرداتنا العربية من
زاوية أخرى غير التي نعرفها، فقد ذكرت فيما سبق أن فكرة هذا العمل جديدة لترتيب المفردات أبجديا أفقيا ولكن من اليسار إلى اليمين، وأبجديا رأسيا
من الأعلى إلى الأسفل، هذا الترتيب الذي أحاول فيه عدم تشتيت ذهن الباحث أثناء بحثه عن مفردة ما فمثلا عندما نريد أن نبحث عن مفردة (مساء) نقوم
بالبحث عنها تحت حرف الهمزة (ء) في (مساء) وهو الأخير لا حرف الميم وهو الأول كما هو الحال في المعاجم الأخرى أما هنا فنحن نبدأ البحث
تحت حرف الهمزة الواقع يسار المفردة، وآخر حرف ينطق في هذه المفردة فالذي قبله فالذي قبله وهكذا حتى نصل إلى الحرف الأول من المفردة،
كذلك الحال يكون الترتيب رأسيا ولقد قمت بترتيبها حسب نطقها لا كتابتها فمثلا مفردة (حديقة) .. كتبت حسب نطقها (حديقه) فأبدلت التاء المربوطة
بالهاء طبعا هذا التغيير وقتي لحين الانتهاء من الترتيب ثم إعادة التاء المربوطة إلى ما كانت عليه.
مرت المعاجم العربية بعدة مراحل قبل أن تصل بين أيدينا حتى انتهت لما هي عليه اليوم ترتيبها ألفبائي أما هذا الترتيب الذي أقوم به فهو حديث أيضا فلم
أنظر إلى أي ترتيب آخر بل جعلته أيضا أبجديا أو ألفبائيا حين النظر إليه من اليسار لكي تسهل عملية البحث وأقترح هنا بأن تقام دراسة شاملة ومكتملة
¥