مَا حَقُّنَا أَنْ تُقِرّوا عَينَ ذِي حَسَدٍ=بِنَا، وَلاَ أَنْ تَسُرّوا كَاشِحاً فِيَنَا
كُنَّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه=وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُمْ وَبِنَّا، فَمَا ابتَلَّتْ جَوَانِحُنَا=شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكَادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمَائِرُنَا=يَقضِي عَلَينَا الأَسَى لَوْلاَ تَأسِّينَا
حَالَتْ لفَقْدكُمُ أيَّامُنَا، فَغدَتْ=سُوداً، وكَانَتْ بِكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إِذْ جَانِبُ العَيشِ طَلْقٌ مِنْ تألُّفِنَا=وَمَرْبَعُ اللَّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإِذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دَانِيَةً=قِطَافُهَا، فَجَنَيْنَا مِنْهُ مَا شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَمَا=كُنْتُمْ لأَرْوَاحِنَا إِلاَّ رَيَاحِينَا
لاَ تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنَا=أَنْ طَالَمَا غَيَّرَ النَّأيُ المُحِبِّينَا
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أَهْوَاؤنَا بَدَلاً=مِنْكُمْ، وَلاَ انصَرَفَتْ عَنكُمْ أَمَانِينَا
يَا سَارِيَ البَرْقِ غَادِ القَصرَ وَاسقِ بِهِ=مَنْ كَانَ صِرْف الهَوَى وَالوُدَّ يَسقِينَا
وَاسأَلْ هُنَالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنَا=إِلفاً، تَذَكُّرُهُ أَمْسَى يُعَنِّينَا؟
وَيَا نَسِيمَ الصَّبَا بَلِّغْ تَحِيَّتَنَا=مَنْ لَوْ عَلَى البُعْدِ حَيًّا كَانَ يُحَيِّينَا
فَهَلْ أَرَى الدَّهرَ يَقضِينَا مُسَاعَفَةً=مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ غِبًّا تَقَاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأَنَّ اللهَ أَنْشَأَهُ=مِسكاً، وَقَدَّرَ إِنشَاءَ الوَرَى طِينَا
أَوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوَجهُ=مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إِبْدَاعاً وتَحسِينَا
إِذَا تَأوَّدَ آدَتْهُ، رَفَاهِيّةً=تُومُ العُقُودِ، وَأَدْمَتْهُ البُرَى لِينَا
كَانَتْ لَهُ الشَّمسُ ظِئراً فِي أَكِلَّته=بَلْ مَا تَجَلَّى لَهَا إلاَّ أَحَايِينَا
كَأنَّمَا أُثبِتَتْ، فِي صَحنِ وَجنَتِهِ=زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
مَا ضَرَّ أَنْ لَمْ نَكُنْ أَكفَاءَهُ شَرَفاً=وَفِي المَوَدَّةِ كَافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يَا رَوْضَةً طَالَمَا أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا=وَرْداً، جَلاهُ الصَّبَا غَضًّا، وَنَسْرِينَا
وَيَا حَيَاةً تَمَلّيْنَا، بِزَهْرَتِهَا=مُنًى ضُرُوباً، وَلذَّاتٍ أَفَانِينَا
وَيَا نَعِيماً خَطَرْنَا، مِنْ غَضَارَتِهِ=فِي وَشْيِ نُعْمَى، سَحَبْنَا ذَيلَهُ حِينَا
لَسْنَا نُسَمِّيكِ إِجْلاَلاً وَتَكْرِمَةً=وَقَدْرُكِ المُعْتَلِي عَنْ ذَاكَ يُغْنِينَا
إِذَا انفرَدتِ وَمَا شُورِكتِ فِي صِفَةٍ=فَحَسْبُنَا الوَصْفُ إِيضَاحاً وتَبْيِينَا
يَا جَنَّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنَا، بِسِدْرَتِهَا=وَالكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسلِينَا
كَأنَّنَا لَمْ نَبِتْ، والوَصْلُ ثَالِثُنَا=وَالسَّعدُ قَدْ غَضَّ مِنْ أَجفَانِ وَاشِينَا
إِنْ كَانَ قَدْ عَزَّ فِي الدُّنيَا اللِّقَاءُ بِكُمْ =فِي مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقَاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرَّانِ فِي خَاطِرِ الظَّلمَاءِ يَكتُمُنَا=حَتَّى يَكادَ لِسَانُ الصُّبحِ يُفشِينَا
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 03:59 م]ـ
تقطيع البيت الاول:
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيلاً مِنْ تَدَانِينَاوَنَابَ عَنْ طِيبِ لُقْيَانَا تَجَافِينَا
أض حت تنا/ئي بدي/لن من تدا/ني نا
مستفعلن .... فاعلن .. مستفعلن .. فعلن
ونا بعن/ طي بلق/ يا نا تجا/ في نا
متفعلن .. فاعلن .. مستفعلن .. فعْلن
((لاحظوا التصريع))
ـ[تيما]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 09:37 م]ـ
تحية طيبة،
بارك الله فيك أستاذ بحر الرمل. يبدو أن البحر البسيط "اسم على مسمى":).
إليك تقطيع البيتين الثاني والثالث:
أَلاَّ وَقَدْ حَانَ صُبحُ البَينِ، صَبَّحَنَا
أل لا وقد حا نصب حل بي نصب بحنا
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه ///ه
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعِينَا
حي نن فقا مبنا لل حي ننا عي نا
/ه/ه//ه ///ه /ه/ه//ه /ه/ه
مستفعلن فعلن مستفعلن فعْلن
مَنْ مُبْلِغُ المُلْبِسِينَا، بانتِزَاحِهِمُ
من مب لغل مل بسي نا بن تزا حهمو
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه ///ه
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
حُزْناً، مَعَ الدَّهرِ لاَ يَبْلَى وَيُبْلِينَا
حز نن معد ده رلا يب لى ويب لي نا
/ه/ه//ه /ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن
كانت تلك محاولة سريعة نوعا ما، لم يستغرق تقطيع البيت الشعري طويلا وأتمنى من الله أن أكون قد وفقت.
دمت أستاذي بخير
.
.
ـ[ضليع]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 02:11 ص]ـ
الزميلة تيما: العفو يا سيدتي، إنما نحن نعبّ من عينٍ واحدة.
الأستاذ بحر الرمل: أدين لجهودك في كل ما أصيب به.
سأبذل قصارى جهدي في النحو. وملاحظاتك السديدة مأخوذٌ بها.
الزميل مسلم: ممتن جدًا للاقتراح وسأشرع بتنفيذه فورًا.
البيت صعب، وسأفكر به. ولعل فيه فرصةً للزملاء كي يشاركوا هم أيضًا.
¥