يحمل كلامك فكرة مفيدة في فهم بناء بيت الشعر من ناحية، ومن ناحية أخرى فالتوقف بين الشطرين صفة لازمة في الغالبية العظمى من أبيات الشعر.
على أن السؤال عن انتهاء الصدر ب 3 2 ليبدأ بعده العجز - بوقفة بين الشطرين أو بدونها - إن كان استثناء كالرمل أم هو أصل يبقى قائما وأرجو التكرم برأيك الكريم.
وعلى ذكرالوقفة بين الشطرين والتصريع أرجو أن تطلع على الموضوع التالي:
http://arud.jeeran.com/thaghrah.htm
شاكرا فضلك والله يرعاك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 03:07 م]ـ
أخي الكريم
وفقكم الله.
لست متأكدا من أنني قد فهمت الإشكال الذي تطرحونه. لكنني سأبدي رأيي بحسب ما فهمتُ.
ترد في المتقارب عروض تامة على وزن (فعولن)، وينص العروضيون على أن كل (فعولن) في المتقارب (إلا التي في الضرب) يدخلها القبض (فعول) على أنه زحاف غير ملتزم.
والدليل السماعُ، ولا تخفى عليك الشواهد، وقد مضى بعضها.
ومن البين، أن القصيدة الواحدة إذا ورد فيها في العروض (فعولن) في بعض الأبيات، و (فعول) في بعضها الآخر، دل ذلك على جواز الأمرين: الزحاف والسلامة منه.
هذا من جهة الجواز، أما الجزم بأن أحدهما الأصل والآخر استثناء فلا دليل عليه.
وإذا كان القبض جائزا، فإنه لا يجوز إشباع الحركة في غير التصريع، لأنه يكون حينئذ ضرورة قبيحة، مع أن الوزن لا يقتضيها.
وعليه فإننا نقول في البيت المنسوب لامرئ القيس:
أفاد فجاد وساد فزاد = وقاد فذاد وعاد فأفضل
ولا نقول (فزادا).
إذ إشباع الحركة لا يكون إلا لتصحيح الوزن، والوزن هنا صحيح بلا إشباع.
وعدم الانتهاء بساكن في الصدر، وإن كان غير مأنوس عند كثير من الناس، فإنه ليس خاصا بالمتقارب، بل يرد أيضا في الهزج فإن الكف يدخل العروض (مفاعيل)، وشاهده:
فهذان يذودان = وذا من كَثَب يرمي
ويرد في المضارع أيضا (العروض فاعلات)، وشاهده:
وقد رأيتُ الرجالَ = فما أرى مثل زيد
والله أعلم.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 01:05 ص]ـ
أنا اتفق مع الأخ عصام في "أن القصيدة الواحدة إذا ورد فيها في العروض (فعولن) في بعض الأبيات، و (فعول) في بعضها الآخر، دل ذلك على جواز الأمرين: الزحاف والسلامة منه.
هذا من جهة الجواز، أما الجزم بأن أحدهما الأصل والآخر استثناء فلا دليل عليه"
وقد تتبعت عدداً من القصائد أكدت ذلك الفرض ومنها على سبيل المثال قصيدة للشاعر إبراهيم الطباطبائي تالفت من عشرين بيتاً، منها أحد عشر بيتا عروضها (فعولن)، وستة أبيات عروضها (فعولُ)، وثلاثة أبيات عروضها (فعل). وهذه القصيدة وأمثالها تنقض فرض الأستاذ خشان القائل بأنه " لا يجوز أن ينتهي الصدر بالرقم 2 "، ومع ذلك فنحن نحمد لأستاذنا خشان تتبعه لعشرات القصائد وخروجه بهذا الاحتمال الذي يوحي بالصواب لكثرة ورود ظاهرة القبض في عروض المتقارب؛ إلا أننا يجب أن نلتمس لهذه الظاهرة تفسيرا يرتبط بالشاعر نفسه وليس بطبيعة الوزن التي رأينا أن تقبل جواز الصحة والزحاف معا. فأما التفسير الذي نقترحه فهو أن منطقة العروض بما أنه ساحة يتلكأ عندها الشاعر قليلا (فيما وصفناه بالوقف غير التام) فإن بعض الشعراء الذين يودون الإسراع في القصيدة يميلون إلى اتخاذ المقطع القصير (1) ويفضلونه على المقطع الطويل (2) الذي يسبب البطء في الإنشاد، بل إنك تراهم في عجلتهم يصلون البيت الذي تكون فيه العروض (فعل) وهو قبيح لأنه يؤدي إلى توالي وتدين في كلمة واحدة وبذا يضطر المنشد إلى الوقوف في وسط الكلمة ... ألم تلاحظ ذلك ا لوقوف معي،،،،،،،
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 01:10 م]ـ
تتصدر (فعو) في عروض المتقارب جلّ ما جاء على هذا البحر من القصيد، حتى لقد توهم أخي خشان أنها ربما كانت الأصل، ويليها في الاستخدام (فعولُ)، والتي أوحت لأخي سليمان باعتبارالبيت متصلاً، واعتبارها بالتالي تفعيلة حشوية.
وهي ظاهرة تحتاج إلى مزيد من التأمل والاستقصاء ... فعلى الرغم من قلة ورود العروض على (فعولن)، خاصة في الشعر القديم، إلاّ أنها يجب أن تبقى أصلاً ما دام الاستقصاء يبيّن مدى استخدامها، وأرى أنها مسلّمة لا تحتاج إلى إعادة نظر كما اقترح الأستاذ الحامدي ..
فمن الشعر القديم ما ينسب إلى علي رضي الله عنه:
فباتَتْ عيونٌ لهُ مُعْوِلاتٌ**متى يُنْعَ كعبٌ لها تَذرِفِ
¥