3 ــ عن أبن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)) رواه الحاكم في المستدرك، (جـ 4، ص 306).
4 ــ عن أنس بن مالك رضي اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فأن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) مسند الإمام أحمد (جـ 3، ص 191).
وتؤكد السنة النبوية الشريفة على أهمية أن يتنه الإنسان على استغلال الوقت في مراحل حياته المختلفة بداية من الصغر وحتى يتقدم به السن، كما تتسع هذه الأهمية لتشمل أهمية استفادة الفرد ليس فقط من وقت العمل بل أيضاً من وقت الفراغ بعد الانتهاء من العمل.
تطبيق مفهوم أهمية الوقت في صدر الإسلام:
ذكر الطبري في ــ الجامع الكبير ــ (ت 310 هـ): ((عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك؟ فقال له أبي: أنا شيخ كبير أموت غداً، فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسنها. فقال عمارة:: فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي))، (جـ 1، ص 1274).
وذكر أبن عبد البر في ــ جامع بيان العلم ــ (ت 463 هـ): ((عن نعيم بن حماد قال: قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله))، (جـ 1، ص 96).
وذكر أبن قيم الجوزية (ت 597 هـ): (وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر الحساب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة فموت هذا خير له من حياته))، ص 184.
وعلى ذلك فإن المعنى الذي يذهب إليه أبن القيم أن الوقت بالنسبة للإنسان عنصر هام إذا لم يكن محسوباً له بخير فهو محسوب عليه بشر.
يورد هناد بن السري في ــ الزهد ــ (د. ت) عن الإمام الحسن البصري: ((إياك والتسويف، فإنك بيومك، ولست بغدك، قال: فإن يكن غد لك، فكس (الفطانه والعقل) فيه كما كست في اليوم، وإلا يكن الغد لك، لن تندم على ما فرطت في اليوم)) الجزء الأول، ص 289.
إدارة الوقت:
يشير الحميدي (1414 هـ):
((إلى زيادة الاهتمام بموضوع إدارة الوقت في علم الإدارة المعاصرة وإن إدارة الوقت أصبحت من الموضوعات التي يتناولها علماء الإدارة في أبحاثهم وكتاباتهم المتنوعة كما يشير وتر ( wetter ) إلى وظائف الإدارة التقليدية من تخطيط وتنظيم وتدريب وتنسيق وتوجيه وإشراف ورقابة ومتابعة باعتبارها سلسلة يجب أن تنفذ من خلال دورة زمنية محسوبة بدقة تتضمن سرعة الإدارة وفاعليته. كما تناول آخرون ــ درويش، والحمامي ــ مفهوم الترويح وأوقات الفراغ ودور المؤسسات التربوية في استغلالهم والاستفادة منتهم)). ص 5.
أهمية الوقت للإدارة التربوية:
تتضح أهمية الوقت للإدارة التربوية المدرسية من قدرة العاملين على تحقيق الاستفادة المثلى من الوقت المتاح للعمل المدرسي والاستفادة من هذا الوقت في تنفيذ المنهج المدرسي بكل أنشطته المختلفة في الوقت المحدد له. كذلك تتضح هذه الأهمية في أستغلل جميع العاملين بالمدرسة والطلاب الدارسين بها للوقت المتاح فيما يفيد الجميع ويحقق الأهداف المدرسية التي وجدت من أجلها المدرسة، ولا تقتصر أهمية الوقت على الاستفادة من المدرسة خلال وقت الدوام الرسمي بل تمتد لتشمل قدرة الإدارة المدرسية فيما يتعلق بوقت الفراغ الذي يمكن أن يستغل لصالح الأنشطة الترفيهية والأنشطة المجتمعية المفيدة لكل من الطالب والتي يعيش. وتتمثل أيضاً أهمية استغلال الوقت أمام الإدارة المدرسية باعتباره نموذجاً تعليمياً تقدمه للنشء الصغير كمثال يحتذى من قبل الطالب في الاستفادة من الوقت في حياته الشخصية.
تطبيق مفهوم أهمية الوقت:
أساليب تطبيق مفهوم أهمية الوقت كما يراها الباحث ما يلي:
1 ــ احترام الوقت والقدرة على تثمينه.
2 ــ التبكير في الحضور للمدرسة والخروج بعد مغادرة جميع العاملين بالمدرسة.
3 ــ الاستفادة من وقت الدوام المدرسي وذلك بوضع جدول زمني لأعمال المدرسة اليومية والأسبوعية والشهرية ونهاية الفصل الدراسي.
4 ـ إنجاز الأعمال الأكثر أهمية أولا حسب قاعدة ــ الأهم فالمهم.
5 ــ وضع جدول زمني لخطة العمل يساعد في تنفيذها بالشكل المطلوب.
6 ــ تقسيم المعلم للمنهج المدرسي وأنشطته المصاحبة زمنياً على مدى شهور السنة الدراسية.
7 ــ حث المعلمين على توزيع أنشطة الدرس على زمن الحصة.
8 ــ تحديد أوقات زمنية للاجتماعات المدرسية المختلفة.
9 ــ وضع جدول أعمال يعرض على الأعضاء قبل الاجتماع بفترة زمنية مناسبة.
10 ــ تقسيم العمل اليومي للإدارة المدرسية بما يكفل التوزيع الصحيح للوقت المتاح أما واجبات الإدارة المدرسية بحيث لا يطغى جانب على الآخر.
11 ــ جدولة المواعيد التي تتعلق بالمقابلات الخاصة واستقبال الضيوف في أثناء اليوم المدرسي.
*) يتبع إن شاء الله.