[وحي القلم .. دعوة للمشاركة ...]
ـ[عبير الكويت]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة وجهها الأديب الرائع مصطفى الرافعي لشباب العرب
من ديوانه وحي القلم يقول فيها:- يقولون: إن شباب العرب شيخوخة الهمم والعزائم، فالشيطان يمتدون في حياة الأمم وهم ينكمشون.
وإن اللهو قد خفَّ بهم حتى ثقلت عليهم حياة الجد، فأهملوا الممكنات فرجعت لهم كالمستحيلات.
وإن الهزل قد هوَّن عليهم كل صعبةٍ فاختصروها؛ فإذا هزءوا بالعدو في كلمة فكأنما هزموه في معركة ....
ويزعمون أن هذا الشباب قد تمَّت الألفةُ بينه وبين أغلاطه، فحياته حياة هذه الأغلاط فيه.
وأنه أبرع للغرب في الرذائل خاصة؛ وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصوراً في طعامه وشرابه ولذته.
يا شباب العرب! من غيركم يُكذِّب ما يقولون ويزعمون على هذا الشرق المسكين؟
من غيركم يجعل النفوس قوانينَ صارمة، تكون المادة الأولى فيها: قَدَرْنا لأننا أردنا؟
الشباب هو القوة؛ فالشمس لا تملأُ النهار في آخره كما تملؤه في أوله.
وفي الشباب نوع من الحياة تظهر كلمة الموت عنده كأنها أختُ كلمة النوم.
وللشباب طبيعة أول إدراكها الثقة بالبقاء، فأول صفاتها الإصرار على العزم.
وفي الشباب تصنع كل شجرة من أشجار الحياة أثمارها، وبعد ذلك لا تصنع الأشجار كلها إلا خشباً ...
أنقذوا فضائلنا من رذائل هذه المدنية الأوربية، تنقذوا استقلالنا بعد ذلك، وتنقذوه بذلك
شباب العرب! لم يكن العسيرُ يَعسُر على أسلافكم الأولين، كأن في يدهم مفاتيح من العناصر يفتحون بها.
أتريدون معرفة السر؟ السر أنهم ارتفعوا فوق ضعف المخلوق، فصاروا عملاً من أعمال الخالق.
غلبوا على الدنيا لما غلبوا في أنفسهم معنى الفقر، ومعنى الخوف، والمعنى الأرضي.
وعلَّمهم الدين كيف يعيشون باللذات السماوية التي وضعت في كل قلب عظمته وكبرياءه.
وأخترعهم الإيمان اختراعاً نفسياً، علامته المسجلةُ على كل منهم هذه الكلمة: لا يَذِل.
ما رأيكم بالمقالة؟؟
وما رأيك بالأفكار التي حوتها المقالة؟ وهل هي تناسب الشباب العربي حاليا ً
في وقت ضعفت فيه الهمم والإرادة؟
أنتظر مشاركتكم وإبداء رأيكم
لاستفادة الجميع
:)
ـ[الرياني]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:49 م]ـ
الأخت عبير ..
شكرا على هذه الدرة من بحر الرافعي، وهذه الزمردة من تاجه.
إنه الأديب الذي أسر القلوب والعقول، ورد على كثير من (حداثويي) معاصريه، غفر الله لهم جميعا
أتمنى أن تكوني قد اطلعتِ على كتابه (تحت راية القرآن) الذي يرد فيه على طه حسين.
ملحوظة أخيرة؛ وحي القلم ليس ديوانا، إنما مجموعة مقالات نشرت في طبعات مختلفة في مجلد واحد من ثلاثة أجزاء، وفي ثلاثة مجلدات.
اما ديوانه الذي طبع بعنوان (ديوان الرافعي) فقد كان للأسف أقل روعة من نثرياته فقد كان في النثر أبرع وأروع .. غفر الله له.
أكرر شكري لك على هذه المقطوعة الراااااااااائعة.