[عاشوراء.]
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 11:07 ص]ـ
إن مفردة عاشوراء مقصود بها في اللغة يوم العاشر من المحرم, وهي على وزن فاعولاء.
إن الكلمات التي على وزن فاعولاء قليلة جدا في اللغة العربية, وقد أنكر العلامة اللغوي ابن دريد وجود أي كلمة اخرى - تكلم بها العرب - على وزن فاعولاء غير عاشوراء, بينما ذكر علماء آخرون كصاحب التهذيب كلمات أخرى تاتي على هذا الوزن, حيث قال:
" وقال الليث: ويوم عاشُوراء هو اليوم العاشر من المحرم. قلت: ولم اسمع في أمثلة الأسماء اسمًا على فاعولاء إلا أحرفًا قليلة. قال ابن بزرج: الضَّاروراء.: الضَّراء، والسّاروراءُ: السّرّاء، والدَّالولاءُ: الدَّالة. وقال ابن الأعرابي: الخابوراءُ: موضع." (1)
قال ابن دريد:
" فأما عاشوراء فعلى فاعولاء، ولم يجئ في كلامهم غيره. " (2)
" عاشوراء: يوم سُمّي في الإسلام ولم يُعرف في الجاهلية. قال أبو بكر: وليس في كلام العرب فاعولاء ممدوداً إلاّ عاشوراء، هكذا قال البصريون، وزعم ابن الأعرابي أنه سمع خابوراء، أخبرني بذلك حامد بن طرفة عنه، ولم يجىء بهذا الحرف أصحابُنا." (3)
-----
(1) تهذيب اللغة للأزهري- مادة عشر.
(2) الجمهرة في اللغة لابن دريد, باب فيعال, المجلد 2, ص 184
(3) الجمهرة في اللغة لابن دريد, باب رشف, المجلد 1, ص 397
ـ[أم هشام]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 11:54 ص]ـ
أحسن الله إليكم!
ـ[إعرابي]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 11:26 م]ـ
أليست كلمة تاسوعاء أيضا صحيحة؟
سمعتها تتداول كثيرا.
جزاكم الله خيرا
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 01:25 م]ـ
الأخت الكريمة أم هشام:
أشكر لك متابعتك.
-----
الأخ الكريم إعرابي:
ذهب بعض علماء اللغة إلى أن كلمة تاسوعاء كلمة مولدة.
في التاج:
" وأما تاسُوعَاءُ فيَأْتي أنَّهُ مُوَلَّد."
وفي المصباح المنير:
" وَأَمَّا تَاسُوعَاءُ فَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ أَظُنُّهُ مُوَلَّدًا وَقَالَ الصَّغَانِيّ مُوَلَّدٌ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ إذَا اُسْتُعْمِلَ مَعَ عَاشُورَاءَ."
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 03:18 م]ـ
(تاج العروس)
قالَ ابنُ الأَثِيرِ: إِنَّمَا قالَ ذلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ كَرَاهَةً لِمُوَافَقَةِ اليَهُودِ فإِنَّهُمْ كانُوا يَصُومُونَ عاشُوراءَ وهو العَاشِرُ فأَرَادَ أَنْ يُخَالِفَهُمْ ويَصُومَ التّاسِعَ قال: وظاهِرُ الحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى خِلافِ ما ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيّ
قُلتُ: وقد صَحَّحَ الصّاغَانِيُّ هذا القَوْلَ. والمُرَادُ بظَاهِرِ الحَدِيثِ يَعْنِي حَدِيثَ ابنِ عَبّاسٍ المَذْكُورَ أَنَّه قالَ حِينَ صامَ رِسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ يَوْمَ عاشُورَاءَ وأَمَرَ بصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُه اليَهُودُ والنَّصَارَى فَقَالَ: فإِذا كانَ العام القابِلُ صُمْنا اليَوْمَ التاسِعَ وفِي رِوَايةٍ: إِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ تاسُوعاءَ أَي فكَيْفَ يَعِدُ بصَوْمِ يَوْمٍ قد كَانَ يَصُومُه. فَتَأَمَّلْ
وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ وغَيْرِه: إِنَّه مُولَّدٌ فيه نَظَرٌ فإِنّ المُوَلَّدَ هو اللَّفْظُ الَّذِي يَنْطِقُ به غَيْرُ العَرَبِ من المُحْدَثِينَ وهذِه لَفْظَةٌ وَرَدَتْ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ وقالَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ الَّذِي هو أَفْصَحُ الخَلْقِ وأَعْرَفُهُمْ بِأَنْوَاعِ الكَلامِ بوَحْيٍ مِن اللهِ الحَقِّ فَأَنَّى يُتَصَوَّرُ فِيها التَّوْلِيدُ أَوْ يَلْحَقُهَا التَّفْنِيدُ؟ كما حَقّقَه شَيْخُنَا وأَشَرْنَا إِلَيْه في مُقَدّمة الكِتَاب
ـ[كلمة]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 01:59 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 11:03 ص]ـ
ابن دريد كان على علم بما نقل، فلم ينكره جهلا، وإنما أنكر صحته، فالفرق كبير بين قولنا (لا يوجد في المنقول من كلام العرب فاعولاء) وقولنا (لا يوجد في صحيح كلام العرب فاعولاء).
ودليل ذلك واضح، وهو أنه قال: (وزعم ابن الأعرابي ... إلخ)
فهو يرجح مذهب البصريين.
ـ[المازنية]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 05:14 م]ـ
الأخ الفاضل د0حجي إبراهيم الزويد بارك الله فيكم
عاشوراء: هو بالمدّ على المشهور، وحُكي فيه القصر وهو في الأصل صفة الليلة العاشرة لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم العقد، واليوم مضاف إليها، فإذا قيل يوم عاشوراء فكأنه قيل يوم الليلة العاشرة إلا أنهم لمّا عدلوا عن الصفة غلبت عليه الاسمية فاستغنوا عن ذكر الموصوف (قال العيني: وهو مذهب جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وعدَّ أسماءهم ثم قال: ومن الأئمة مالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأصحابهم.اهـ " (عمدة القاري" 6/ 116)
قال المناوي في فيض القدير:
عاشوراء: بالمد اسم إسلامي لا يعرف قبله قيل: ليس في كلامهم فاعولاء بالمد غيره، وألحق به التوربشتي تاسوعاء وسمي عاشوراء لأنه تعالى أكرم فيه عشرة من الأنبياء بعشر كرامات وقيل: لأنه عاشر كرامة أكرم اللّه بها هذه الأمة.اهـ