تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

معْجم ألفَاظِ القرآن الكَريْم

ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 05:09 م]ـ

هذه المواد التي أقرها "مجمع فواد الأول للغة العربية"

ب ى ن

بان الشيء يبين من باب ضرب. بيانا: ظهر و وضح فهو بين.

و مثله فى المعني: بيَّن، و أبان، و تبيَّن و استبان ـ غير أن هذه الأربعة تتعدى وتلزم.

تقول بيًّن الشيءُ أى اتضح، و منه المثل المشهور: «قد بيَّن الصبحُ بيَّن الذى عينين» أى وضح. و يبين و بينته أنا: أى أوضحته و أظهرته.

و قد جاء هذا الفعل فى الكتاب الكريم ماضيا و مضارعا، و كلاهما من المتعدي.

فأما الماضى فقد جاء فى خمسة مواضع منها قولة تعالي: «قد بينا الآيات لقوم يوقنون» 118 / بقرة.

أى أو ضحناها لقوم فيهم استعداد لأن يقنوا و أولئك هم المنصفون.

و كذلك سائر المواضع.

و أما المضارع فقد جاء فى ثلاثين موضعا، و كلها بمعنى يظهر و يُوضح.

فمن ذلك قوله تعالى:

«يأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب» 15/ المائدة.

كان من شأنهم إخفاء بعض ما فى كتبهم بكتمانه تارة، و إغماضه بالتأويل تارة أخري، فجاء محمد (صلى الله عليه و سلم) بإظهار كثير مما كانوا يكتمون، و إيضاح كثير مما كانوا يُغمضون.

«و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم» 4/ إبراهيم.

أى ليفهمهم ما أمر بتبليغه بيّناً واضحاً.

«و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم» 44/النحل.

أى لتظهره و توضحه توضيحا ييسر لهم الا نتفاع به.

يبين (ب) و تقول: أبان الشيءُ أى وضح، و أبنت الشيءَ أى أوضحته، و من المتعدى أبان الرجل بمعنى أفصح، أصله: أبان كلامه، فقطع عن المفعول.

و قد جاء المضارع من هذا الفعل فى الكتاب الكريم بهذا المعنى، و ذلك قوله تعالى حكاية لما افتراه فرعون على موسى:

«أم أنا خير من هذا الذى هو مَهين ولا يكاد يبين» 52/ الزخرف.

لمزه بما كان فى لسانه من عقدة تمنعه بعض الإيضاح، و لم يدر أن الله حلها إجابة لسؤله، و ليفقهوا قوله.

(ج) و تقول: تبين الشيء أى اتضح و ظهر، و تبينته: إذا تأملته فوضح لك، و منه تبيّن فلانُ فى أمره بمعنى تثبت و تأني، و ذلك لأن تدبر الأمر لتعرّفِه واضحا يقتضى التثبت و التمهل، و الفعل فى هذا مقطوع عن المفعول ليفيد العموم بتبُّين جميع الأحوال المتعلقة بالأمر.

و قد جاءت الصيغ الثلاث من هذا الفعل فى الكتاب الكريم:

فأما الماضى فقد جاء فى اثنى عشر موضعا، منها موضع واحد تعدى فيه الفعل إلى المفعول، و ذلك قوله تعالى فى شأن سليمان لما قضى عيه الموت و لم تعلم الجن بموته فى حينه

«فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين» 14 / سبأ

أى علموا ذلك علماً واضحا.

أما سائر المواضع فالفعل فيها لازم بمعنى ظهر و وضح، و منها قوله تعالي:

«لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغي» 256/ البقرة. أى التضح سبيل الإيمان و تميز عن سبيل الغى و الضلال.

«و عادا و ثمود و قد تبين لكم من مساكنهم» 38 / العنكبوت.

أى تبين لكم هلاكهم من مساكنهم التى تمرون عليها.

و يصح أن تكون «مِن» زائدة و الفاعل «مساكنهم» و يؤيده قراءة الأعمش «مساكنهم» بالرفع دون «من».

و جاء المضارع من هذا الفعل و هو «يتبين» لازماً فقط فى ثلاثة مواضع، كلها يتبين

بمعنى يظهر و يتضح، و منها قوله تعالي:

«سنرييهم أياتنا فى الآفاق و فى أنفسهم حتّى يتبين لهم أنه الحق» 53/ فصلت.

و جاء منه الأمر و هو «تبين» فى ثلاثة مواضع، منها قوله تعالي: «يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» 6/ الحجرات.

أي: فتدبروا الأمر متثبتين غير متعجلين ليظهر لكم بَيِّناً واضحاً، و كذلك المعنى فى سائر المواضع، و قد قريء فيها كلها «فشبتوا».

(د) و تقول: استبان الشيءُ أى وضح، واستبنته أنا أى تأملته حتّى تبين لي. يستبين

و قد جاء من ذلك فى الكتاب الكريم «يستبين» فى موضع واحد هو قوله تعالي:

«و كذلك نفصل الآيات و لتستبين سبيل المجرمين» 55/ الأنعام

قرأ الأكثر: سبيل المجرمين بالرفع، و الفعل حينئذ لازم بمعنى تظهر و تتضح و إذا بانت سبيل المجرمين فقد بانت سبيل المؤمنين.

و قريء سبيلَ المجرمين بالنصب، و الفعل حينئذ متعد، أى و لتستبين أنت سبيل المجرمين و تعرفها واضحة بيّنة

بيَّن «البيَّن» هو الواضح الظهار، اسم فاعل من بال يبين، و قد جاء هذا اللفظ فى موضع واحد هو قوله تعالى حكاية لما قاله أصحاب أصحاب الكهف:

«هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين» 15/ الكهف

أى هلا يأتون عليهم ببرهان واضح ظهار الدلالة، و ذلك تحضيض فى معنى الإنكار و التعجيز.

بينة و «البيّنة»: مؤنث البيّن أى الظاهرة، و تستعمل بعمعنى الدلالة الواضحة

و عقلية كانت أو حسية.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 06:00 م]ـ

بارك الله لك أخي محمد على هذه الفوائد اللطيفة ..

وبالنسبة للبين اخي محمد قيل أنها تأتي بمعنى البعد وهي بهذا تعد من المتضادات والله أعلم،ومنها قول عنترة:

ظعن الذين فراقَهم أتوقّعُ ... وجرى ببينِهم الغراب الأبقعُ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير