تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجدير بالذكر بأنه ليس هناك أدنى تجاوز في وصف الهيكل الذي تحاول إسرائيل إنشاؤه في الوقت الحاضر باسم: " هيكل سليمان الوثني " .. لأن الكتاب المقدس نفسه يعترف صراحة .. بأن سليمان .. هو ذلك: " الحكيم " الذي أدخل عبادة الأصنام إلى إسرائيل .. !!! على النحو السابق ذكره في مقال الكاتب السابق: " هيكل سليمان وعبادة الشيطان .. " (أنظر كذلك: التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ سفر الملوك الأول / ص: 697). وبهذا المعنى يمكن القطع بأن الهيكل الموصوف في الكتاب المقدس هو أحد الهياكل أو المعابد الوثنية .. والتي قام سليمان بإنشائها ـ على زعم الكتاب المقدس ـ إرضاء لزوجاته السبعمائة .. والذي كان يهيم بهن حبا وشوقا .. كما يذكر ذلك الكتاب المقدس صراحة [(1مل 11: 1 - 12) / أنظر كذلك مقال الكاتب: " هيكل سليمان وعبادة الشيطان ـ دراسة من واقع نصوص الكتاب المقدس].

ومما يؤكد هذا المعنى؛ أن مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية لم يشأ أن يتورط في استخدام كلمة: " معبد " عند ترجمته لكلمة: " Temple " بالإنجليزية .. (نسخة الملك جيمس: KJV ) والتي تعني: "معبد " .. لأنه يعلم تماما أن كلمة: " معبد " ـ في اللغة العربية ـ تطلق على معابد الديانات الوثنية القديمة. ولهذا استخدم المترجم إلى العربية كلمة: " هيكل " بدلا من كلمة " معبد ". والغريب أن كلمة: " معبد " لم ترد ذكرها في الكتاب المقدس الصادر بالعربية ولا مرة بعهديه القديم أو الجديد .. علما بأن كلمة: " معبد " هي الكلمة السائدة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس عند الحديث عن معابد اليهود. مع ملاحظة أن كلا من الترجمتين العربية والإنجليزية للكتاب المقدس .. صادرة عن نفس اللغات الأصلية وهي: العبرانية والكلدانية واليونانية.

ونخلص من هذا التحليل السابق؛ بأن على اليهود الآن .. ومعهم العالم الغربي المغيب فكريا وعقليا (بفعل الإعلام الصهيوني) .. إذا ما قطعوا بأن المسجد الأقصى قد بُنِيَ في مكان هيكل سليمان (وليس العكس) .. فلن يكون معنى هذا سوى أن المسجد الأقصى نفسه هو الهيكل الحقيقي لسليمان (عليه السلام) .. أي هو بيت الله الحق. وبالتالي؛ فإذا ما أرادوا الوقوف بين يدي الله حقا وصدقا .. لكي يجدوا لهم خلاصا أبديا .. فما عليهم ـ الآن ـ سوى أن يخلعوا نعالهم .. وأن يخلعوا ثوب الوثنية والكفر من فكرهم المتردي .. وأن يدخلوا المسجد الأقصى ( the house of the LORD ) .. " هيكل الرب " الحق .. و " بيت الرب " الحق .. ليسجدوا لله حمدا وشكرا لأنهم اهتدوا إلى الدين الحق وليتعانقوا مع المسلمين .. وليكفروا عما قدمت أيديهم في حقهم .. ومن آثام في حق الدين الإسلامي العظيم .. وفي حق البشرية جمعاء .. !!!

ولكن هيهات .. هيهات .. أن يفعلوا هذا ..

[وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)] (القرآن المجيد: الأنفال)

ولا أقصد بهذه الآية الكريمة أن أسد عليهم باب الرحمة .. وباب التوبة المفتوح على مصراعيه أمامهم .. كما جاء في قوله تعالى لبني إسرائيل ..

[عَسَى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)] (القرآن المجيد: الإسراء)

ولكن لم أذكر تلك الآية الكريمة الأولى سوى أن أدلل على واقع التجارب الدامية والمريرة التي مر بها ويمر بها دين الله الحق (الدين الإسلامي) ـ حتى الآن ـ على أيدي بني إسرائيل .. والمسيحية المغيبة فكريا وعقليا حتى الوقت الحاضر .. !!!

وإلى حديث آخر إن شاء الله تعالى ..

موقع الكاتب على الإنترنت: http://www.truth-4u.com/

****************

• هوامش المقالة:

[1] كما قال الرسول (ص) ..

[ .. عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ وَنُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَنِ عَهْدًا .. ]

رواه عمرو بن عاصم عن كعب .. " سنن الدارمي " .. حديث رقم 3193 (موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية: الإصدار الأول 1, 1 / شركة صخر لبرامج الحاسب).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير