وحرصت "إسرائيل" على المحافظة على النسبة 72% يهوداً و28% فلسطينيين حتى مطلع التسعينيات، حيث أصبح السكان اليهود 330 ألف نسمة في القسم الغربي إلى 160 ألف مستوطن في 28 مستوطنة في القسم الشرقي أي ما مجموعه 490 ألف يهودي مقابل 210 آلاف مواطن فلسطيني في القسم الشرقي، بالإضافة إلى 50 ألف مقدس يقيمون خارج حدود البلدية الحالية أي ما مجموعه 260 ألف نسمة إذ تغيرت النسبة التقليدية إلى ارتفاع عدد المواطنين الفلسطينيين مقابل اليهود في المدينة 67% لليهود مقابل 33% من الفلسطينيين.
أما في القسم الغربي من المدينة، فلابد من التذكير المستمر بأن حوالي 80 ألف مقدسي أجبروا على النزوح ومغادرة القدس العربية عام 1948، واشتملت الممتلكات من أراض وعقارات على 40% ممتلكات فردية فلسطينية و34% ممتلكات للأوقاف الاسلامية، والكنائس المسيحية والمباني الحكومية، و26% ممتلكات يهودية، واستمرت السياسة الإسرائيلية في منع أي فلسطيني من الإقامة في القدس الغربية من عام 1948 وحتى يومنا هذا.
ثالثاً: مؤامرة الحفريات في القدس الشريف
قام الصهاينة بسلسلة من الحفريات والاعتداءات على المدينة المقدسة ومسجدها العريق المسجد الأقصى تمثل في مجملها اعتداء صارخاً على هوية المدينة ومستقبلها، وسنسجل في هذا الصدد ما يلي:
هدم اليهود حي المغاربة نهائياً بعد حرب 1967 مباشرة، وقد استمرت هذه الحفريات سنة كاملة وصل عمقها إلى 14 متراً.
حريق المسجد الأقصى عام 1969: وجرت الحفريات على امتداد 80 متراً حول السور.
ما بين 1970 ـ 1972: بدأ شق الأنفاق تحت المسجد الأقصى.
1973: اقتربت الحفريات من الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
1974: توسعت الحفريات تحت الجدار الغربي.
1975 ـ 1976: أزال اليهود مقبرة للمسلمين تضم رفات الصحابيين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضى الله عنهما.
1977: وصلت الحفريات تحت مسجد النساء داخل المسجد الأقصى.
حفريات جديدة قرب حائط البراق وتم شق نفق واسع طويل.
1986: الحفريات تنتشر فى كل مكان وتم اجلاء اعداد كبيرة من السكان من القدس القديمة.
المرحلة الاخيرة والخطيرة تستهدف تفريغ الاتربة والصخور من تحت المسجد الاقصى ومسجد الصخرة وتعريضهما للانهيار، وهى التى بدأت منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 وحتى اليوم مستغلة غطاء التسوية البائس.
1996/ 9/24: سلطات الاحتلال تعيد فتح النفق الخطير عشية ما يسمى بعيد الغفران اليهودي.
28 أيلول (سبتمبر) 2000: شارون يدنس حرمة المسجد الأقصى بزيارة استفزازية مما يترتب عليه انتفاضة الأقصى المباركة، انتفاضة شعب فلسطين التي مازالت مستمرة حتى اليوم 2003 وراح في سبيلها قرابة الألفي شهيد و40 ألف جريح.
وبعد ..
تلك هي القدس، الرمز، والعنوان الثابت لانتفاضة فلسطين المتجددة، وهي، كانت وستظل، المحرك الديني والوطني والقومي، للصراع، إنها المعنى الكبير الكامن خلف روحية النضال في هذه الأرض المقدسة، إننا في الختام نود التأكيد على أن المعنى المستقى من قوله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم) صدق الله العظيم "الإسراء ـ 1" هو أن إسلام المسلم، يرتهن بمدى تمسكه بالقدس والأقصى، فالربط بين المسجدين الحرام بمكة والأقصى بالقدس ليس ربطاً تاريخياً أو ماضوياً، ولكنه ربط مستقبلي، ربط تكليف، وهو ربط وإلزام للمسلم أن يجاهد حتى يتحرر الأقصى تماماً مثلما المسجد الحرام محرر، وإذا كان أحدهما في الأسر، فإن إحدى ركائز إسلام المسلم تصبح مهترئة وتحتاج إلى تصحيح، والتصحيح هنا هو تحرير هذا الأسير.
إن الأمر يصل لدى بعض العلماء على حد جعل ركن الحج في الإسلام غير مكتمل إلا بالحج إلى المسجد الأقصى، وأن الحج إلى بيت الله الحرام فقط لايكفي، ولابد من الحج إلى الأقصى، ولكن الحج إليه في هذه الظروف صعب، ويتطلب ليس تأشيرة دخول من سفارة العدو الصهيوني في القاهرة أو الأردن ـ مثلاً، ولكنه يحتاج إلى تأمين طريق الوصول إليه بتحريره وتحرير فلسطين من رجس ودنس الصهاينة.
إن القدس، والأقصى، أمانة في أعناقنا جميعاً، وعلينا أن نؤديها، أمانة سيحاسبنا الله عليها يوم القيامة، ومن هنا يصبح دعم مقاومة شعبنا في فلسطين، ذلك الشعب العظيم المرابط في أرض الإسراء، فرض عين على كل عربي ومسلم، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، إذا كانوا يريدون إسلاماً صحيحاً، وعروبة صحيحة معافاة من أدران الهوان والضعف.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:29 ص]ـ
كنز ثمين لا يقدر بثمن:
http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/2/usultafsir/12.htm