[جراح العيد]
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[06 - 08 - 2007, 01:11 م]ـ
في إعدام صدام
ما بالهُ لا ينحَني لكبَيرِ؟
ما بالُه كالطودِ ذو تأثيرِ؟
ما بالُه، و الموتُ ينْكُتُ نحرَهُ
لم يرتجفْ، لم يختلفْ كصغيرِ؟
يخطُو كأنه عابدُ ُ في كهفه
وَارَاهُ من ظلماتهِ بستُورِ
و رَنا إليه الدهرُ في جَلَواتِهِ،
فانجابَ عنْ لغزٍ بلاَ تفسِيرِ
من كانَ كيفَ هوَى و أينَ مكانُه
هلْ غابَ ضوؤُه أمْ سعَى للنورِ؟؟
أصفَا سماءً، و انجلَتْ كدَراتُهُ؟
أم ذاكَ وجهُ المعتَقِ المغفُورِ؟
ما بالُ تاريخٍ مضَى لم يكْوِه ِ
بلظَاهُ حتى آبَ بالتوقِيرِ
و إذا سناً قد لاحَ بين ثيَابِه
وَ الفجْرُ يبسِم ُ فوقَهُ بسُرور ِ
ساقُوهُ، فارتاعَتْ زبانية ُ الردَى
و مشَى إلى المقدُورِ دونَ نفُورِ
أنِفاً كما الأسدِ الهصورِ، وحولَهُ
بعضُ الثعَالبِ جُلِّيتْ لنفِيرِ
طفقت تحوم، و للقلوب وجيفها
من هَولِ ذاكَ الشامخ المحذُورِ
أرْخَتْ على تلك الوجوه لثامَها
و تستَّرَتْ من جُرمِها المشهُورِ
و مضتْ بقلب قد تجرّدَ للهوى
صَلَفا ً تكيدُ لربها بجَريرِ
أنىَّ أطاقَ لجَالدِيه رُعُونةً
أمْ كيفَ لانَ لغادرٍ خنزيرِ؟
كيفَ انتهىَ كالمستطيبِ للحظةٍ
سلَّتْ عَلىَ الجنَباتِ كلَّ شُرُورِ
بل لو صَلَى بوشُ ُ بها وبنارها
أعطى الفؤادَ قوادمَ العصفُورِ
ما للمشيَّع في البكورِ على القذَى
والموتُ يرصُدُه بِشَرِّ حَفِيرِ
هلْ مارسَ الحبلَ المدلىَّ أم درَى
أنَّ الترابَ أعَزُّ للمأسُورِ
أم أيقظَتهُ الحورُ مِنْ غفَواته ِ
فانْدَاحَ يتبَعُ هدْهَدَاتِ الحُورِ
وغدَا عَليهِ من الجلالِ سحائِبٌ
وعليهِ وجهُ الفاتحِ المنصورِ
ولديه كلُّ بني الخيانة، و الخنى
وضرٌ من الدنيا، وكلُّ كبيرِ
و عصائبُ البغيِ التي قد أزبَدَتْ
من حوله بالسبِّ، والتعْييرِ
لولا زمانُ ُ بالرجولةِ هازئُ ُ
لم تُلفَ حولَ عرينِه المحظُورِ
برزتْ إليه من الجحُور، وربما
وُلِدَتْ من العتَمَاتِ، والديجور ِ
و على المطايَا الآسنَاتِ تمرغَتْ
حتى سمَتْ للحكم و التدبيرِ
وطغَتْ فكانت للأجانب قبضةً
تهوي على الأقداسِ بالتدميرِ
طفِقَتْ تمدُّ ذَوي العداوةِ كفَها
و تشدُّ أزرَ الغاصبِ المغرورِ
وتُرِي بني الإسلامِ منها غضبةً
صَفَويةً، دمَويَّة َ التفكيرِ
أمِنَ التشيعِ أن تكونَ رخيصةً
أو أنْ تبيعَ العرضَ كلَّ مُغِيرِ
أم أنَّ آلَ البيتِ أهلُ محبَّةٍ
جاؤُوا منَ " الكُنقَرْسِِ" للتبشِير
بذلَتْ لهم بغداد َ وهيَ أثيرةٌ
ثم انتهتْ لمليكِها الموتُورِ
يا عيدُ مالَكَ لم تعُدْ بمزيَّةٍ
بلْ عدْتَ بالأقذَاء دون نذِير ِ
مهلا ًفما أوليتَنا بمسَرّةٍ
لما أتيتَ، ولا بفضلِ حُبورِ
جدَّدتَ أحزانَ البلادِ وربما
نكَأَتْ غداتُكَ جُرحَ كلِّ غيورِ
وفضحْتَ عاراً للحكومَاتِ التي
سكتَتْ على الإذلالِ، والتحقيرِ
رضيَتْ بحظِّ المترَفِين، وسَرَّها
شعبٌ يُباعُ بمنصِبٍ، و سريرِ
ما ضرَّ لو تابَ الرئيسُ و لم تنلْ
منه النوائبُ و العِدَى بنقِيرِ؟
و أقامَ عدلَ المنصفينَ و لم يخَفْ
مِنْ بعدُ أمريكا ولا ابنَ شميرِ
ما ضَرَّ حكامَ العُروبةِ لو رَعَوا
حقَّ الشعوبِ و أذعنُوا لضميرِ؟
حتَّام تحرسُنا الأعاجم دونهَم
وتسوسُنا بالقتلِ، و التهجِيرِ؟
و إلام َ أعياد البلادِ حيَاتهُا
و العيدُ فينا صلبُ كلِّ أمِيرِ
10. 01 2007