[هارب من التاريخ (قصة قصيرة)]
ـ[سامح بسيوني]ــــــــ[25 - 06 - 2007, 01:23 م]ـ
أنا مؤرخ أتملق المخطوطات بعد خمود فكري .. نحن فى سنة 5000م حيث متابعتي لصعودات التاريخ مستمرة، منذ حارب الإنسان بالحجر وحتى تحول الحجر إلى صاروخ برأس نووية .. الرأس الإنسانية طفح فكرها الدامي فسالت أودية الحروب الخرابية في كل أنواع الكون الفاني ..
المخطوطة الأولى (ترجع إلى عام 3145م):
((الأهرامات الثلاثة (خوفو) و (خفرع) و (منكاورع) فى شجار كابوسي!! ..
(خوفو): يتفاخر بكبر حجمه ..
(منكاورع): يبكي صغر حجمه، ويستصرخ العدل ..
(خفرع): يترضى عن وسطية حجمه وموضعه، ويغيظ الآخرين ..
يتعالى الزعيق حتى يشقه صوت عاتي:
ـ شششششششششش .. أزعجتموني!! ..
تطلع الثلاثة إلى (أبي الهول) في غضبته غيرالمسبوقة .. جمدهم الصمت ليواصل كلامه:
ـ أنا الكبير دونكم .. تعكرون مزاجي؟!! .. ألا يكفي تشويهكم لمنظري المعظم؟!! ..
الثلاثة بصوت واحد:
ـ نحن السابقون عليك ..
ـ أنا الأكبر والأقوى ..
الثلاثة يصرخون:
ـ لن يحسم الأمر سوى القتال .......
ـ فليكن قتال!! ..
تتحرك قدما الأسد تركل كل هرم .. لكن القمم الثلاثة المدببة أشهرت نحوه لتنغرس في جسده الصلبي ..
ضجيج المعركة أكله الضجيج النووي بين الخلق فلم يسمع أحد .. لكن العيون رأت بعدها ـ في لقطة عابرة ـ أكوام التراب الكثيفة العالية تذروها الرياح الثقيلة في صحراء (الجيزة)!!!! .. ))
المخطوطة الثانية (ترجع إلى عام 4233م):
((أعلنت وكالات الأنباء عن ظهور ديناصور ضخم في وسط المدينة مما أرعب السكان وأثار الذعر الفوضوي .. تركوا بيونهم وافترشوا الشوارع والحقول حيث البيوت هرستها الأقدام الديناصورية العملاقة ..
يومان مرا والقتلى يتزايدون، والمدينة تحولت إلى عجين أنقاضي ..
في اليوم الثالث أعلنت وكالات الأنباء عن القبض على الديناصور بشرك حديدي عملاق وإيداعه حديقة الحيوان!!!! ..
تدافع الناس الناجين وأهل المدن المجاورة إلى الحديقة للتفرج عليه!! ..
وقفوا أمام قضبان القفص العملاق .. رأوه يحملق فيهم بطعم التقزز!! ..
ـ لست بفرجة .. أنا كائن حي لي حقوق ..
صراخ الناس المترهل خمش أركان الفضاء .. الشجعان منهم سألوه:
ـ كيف تتحدث بلغة الإنسان؟!!
ـ هي لغتي أنا .. أنتم الذين تتحدثونها!! ..
تدريجياً اندمج مع الناس في حديث مريب .. سألوه عن كل لا شئ!! ..
سرعان ماصاحبهم!! .. راح يبادلهم النكات والقفشات!! ..
اضطرت السلطات ـ تحت ضغط الأهالي ـ إلى فك حبسه ليلعب معه الصبية في الطرقات!!))
روحي تكاد تنزلق من فمي من عنف ضحكي المتواصل!! .. رحت ألعن أوراق التاريخ .. بعثرت المخطوطات في كل هواء .. جريت منها بعيداً .. بعيييييييداً!!!! ..
...
رجعت إلى خيمتي فشهقت زوجتي من قناعي الذي ألبسه مكان رأسي!! ..
ظنتني أداعبها فخلعته عني عنوة .. نمت شهقتها إلى صرخة ساحقة ..
فوق الكتفين صدمها الخواء التام .. راحت تبحث عن رأسي في كل مكان وزمان!!!! ..
سامح بسيوني
عضو منتدى إطلالة الأدبي السكندري
ـ[غير مسجل]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 05:12 م]ـ
قصة مميزة ذات طابع بنائي حديث اعتمد آلية الوصف
القصة ذات بعد رمزي أيضًا:
الديناصور في قصتك يطلق سراحه!
وأعرف ديناصورات أعدمت شنقًا، كانت تستحق الشنق بسبب ما خلفته من دمار، ولكن الحشرات التي شنقتها ظلت تنخر كالسوس حتى ضاعفت الدمار!
(روحي تكاد تنزلق من فمي)، (عجين أنقاضي) تعابير مميزة
خاتمة جميلة
خطأ نحوي: (تدافع الناس الناجون)
ـ[سامح بسيوني]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 07:09 م]ـ
شكرأً معطراً للصديقة العزيزة جهاد ..
سعيد بتعليقك المتميز، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك دائماً.