تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصة قصيرة ........ " طابور الموت " أرجو المرور]

ـ[المتأدبة الصغيرة]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 09:24 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

معلماتي و أساتذتي ربما حان الوقت لأن أريكم ما كتبت ولكنني بداية أحب أن أجعل عذري مقدما للأخطاء النحوية إن وجدت _ أعتقد وجودها _ وربما لا تكون القصة بلغة رصينة كالتي تملكونها ..... ولكنني أتمنى مروركم وآرائكم.

ملاحظة:

القصة حقيقية بتصرف .... وقعت عند الهجرة .... وقد ترون و أرى بأن ليس الإبداع بتدوين المآسي بل الكتابة تذوق وفن وجمال ...... ولكن اعذروني فلربما كان سبب الكتابة كي لا ننسى .......... قد أطلت معذرة وإلى النص.

طابور الموت

أخذ الشبان الثلاثة ينظرون للأمام ويراقبون الطريق الذي سلكه العدو حين قدم لقريتهم ليخبروا أهل القرية هل إذا ما كان عليهم المضي بهجرتهم وعدم أخذ أي قسط من الراحة المسلوبة. كان أحد الشبان على وشك الصراخ والنداء على أهل القرية من مكانه حين رأى شيئا أو بالأحرى جسدا يتقدم باتجاههم، فسرعان ما حدق ثلاثتهم وسددوا نظرهم على ذلك الشيء الغريب الذي كان على وشك الاقتراب منهم، فأدركوا حينها أنه لم يكن من الأعداء فمشيته مترجلا ووقوفه بين الخطوة والأخرى وردائه أكدا ذلك، وحينها طفق الخوف يتسلل لقلوب الشبان ولكنهم اتفقوا

للمضي ورؤية ذلك الشيء وحين اقتربوا صعقوا لهول ما رؤوا ووقفوا برهة من الزمن يحدقون هل ما إذا كان ذلك الجسد إنسانا حيا أم تراه جثة لقتيل قد خرجت من حكاياتهم لتتجسد أمامهم، قطع شكهم صوت الجسد المرتجف المتعب " أنا العم أحمد " لم يصدقوا وصرخوا " العم أحمد "، فقد كان حتى اللحظة من عداد المفقودين .. ، ساعدوه على الاتكاء على صخرة كانوا بقربها وقطع أحدهم قطعة من قميصه وبدأ يزيل مخاليط الرمال والغبار والدماء التي غطت وجه الكهل، ووضعوها مكان النزيف لعله يتوقف وقد كان معهم ماء فأشربوه النهل والعلل ليرتوي، وكان أملهم أن يتحدث ولو بكلمة تداوي فضولهم وتشفي غليلهم، فأرخى العم جسمه و أردف يقول "ماتوا ........ نعم ماتوا جميعا " قاطعه أحدهم " من تقصد " ......... حينها لم يكن العم قادرا على التعبير حتى ملامحه لم تطاوعه برسم أي علامة يفهم منها المغزى من كلامه وجسده المتعب ارتخى بدون إرادة منه لكنه كابد عضلة لسانه وقال " نعم .... حين أخذ الأعداء سبعتنا _ نحن الذين احتجزنا وانسقنا لمركزهم _ كنا حينها نجهل السبب ولم نكن ندرك معنى لكلمة عدو ولم نفكر بما حصل لنا فقد كنا نجهل ما تحجبه أستار غيب تلك اللحظة عنا، إلى أن جاء أمر فتحرك بنا الجنود و أوقفونا بطابور بدايته ونهايته وميمنته وميسرته من الجند و نحن بينهم وقد كنت الخامس من بين الرفاق .... أصدر الأمر بالسير، ولعلنا فهمنا ذلك من الإشارة وبدأنا نمشي في ذلك الطابور حفاة جوعى وعطشى متعبين من ليلة قضيناها في مركزهم وقوفا على الأقدام .... كنا بالحق منهكين أقدامنا مكبلة بسلسلة تربطنا جميعا، نقع حينا ونتمايل حينا أخرى، حتى إننا لم نتجرأ بالسؤال عن المقصد ...... لكن أم محمد الحامل بتوأم كانت تتألم وتصرخ وتستنجد كانت أطرافنا تنظر إليها بألم ربما يضاعف الألم الذي تشعر به فربما إحساس العجز يفوق إحساس الوضع الذي أخال أن الأمر كان كذلك ...... حتى دموعنا انتفضت لذلك وتحررت من سجنها بداخل عيوننا " حينها انتفضت دموع العم أخرى و أصدر أصواتا توصف بالنواح، فاضطرب الشبان ولم يكونوا قادرين أمام هول الموقف بالضحك عندما يرون شكل أم محمد عندما تكون حامل كعادتها بتوأم ..... ، لعلهم أدركوا المأساة فبكوا هم أيضا و أحسوا بأن لحظات السخرية تنهال عليهم ألما وضيقا و حزنا عليها والتوأم الذي خفي مصيره ........ حينها أخذ العم أحمد نفسا عميقا وتابع " تابعنا المسير .... ولم تكن حالتنا نحن الرجال الستة أحسن حالا من أم محمد فقد خلت أن أجسادنا على وشك الشكوى والصياح ........ فأمرنا بالتوقف وفكت قيودنا ولكنتا أمرنا بالحفاظ على نظام الطابور، كان توقفنا عند أرض الخرب المهجورة بجوار البئر ..... فأعصبت أعيننا و أمرنا أخرى بالبقاء في الطابور كنا مذهولين لم نكن ندرك شيئا والخوف حينها قد أحكم السيطرة علينا " لم يستغرب الشبان ذلك فبمجرد التفكير بتلك المنطقة يتملكهم الخوف .......

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير