[جريمة في قلب عاشق]
ـ[طيف الحياة]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 05:54 م]ـ
[جريمة في قلب عاشق]
اسمي اللّيث، في قلبي الصغير أحمل حبا كبيرا، لفتاة لولا أن السجود لغير الله تعالى محرم لسجدت لها، إنها كانت تدعى، صارت تدعى، وستدوم تدعى في مذكراتي التي آخذها معي إلى قبري: غزل ...
ها حكايتي بين أيديكم، وأنت ها هنا الحكام والمنفذون ...
كنت قد أعطيتها من صغرها-منذ كانت في التاسعة- كل ما في قلبي، أعطيتها عشقي وفؤادي، روحي ودمي، حبي وتحناني، حسرتي وألمي، كمدي وغيظي، نفسي ووهجي، سلمتها كل أسراري وتركت لها كلماتي، ولكني لا أعطيها رضا قلبي حين رفضتني ...
بلغت حينها ثلاثة عشر عاما حين قلت لها كلمة حب، كانت صغيرة بعض الشيء ولكني أردت حينها أن أربيها على حبي، فتكبر وقلبها معلق بي، ولكني خدعت، خدعتني فقط حين صارت في العشرين من عمرها، ما بخلت يوما عليها، في تاريخ 16 - 4 من كل عام أهديها هديتي، إنه يوم ميلادها، وفي تاريخ 9 - 8 من كل عام أقدم لها حبي إنه يوم ميلادي من جديد حين التقيتها، إنها فاتنة في رسم عيناها ترى الكحل زينها، في بسمة شفتيها ترى لون الزهور يتغنى، شعرها الأسود المجعد الذي تتغنى به شعراء البداوة، قوامها، صوتها الذي حين أسمعه تتراقص مشاعري، تتهافت دقات قلبي، أحبها لا أدري ماذا يحل بي إذا رحلت عني،،،ولكن كيدهنّ عظيم، بل أعظم، إنها من جنسهنّ ...
حين تقدمت لخطبتها لم أتوقع أن تقف وتطلب مني الرحيل، إنها لا تريدني، إنها ترفضني ... يا الله لم؟ قالت لي حين أصريت على عدم الرحيل قبل معرفة السبب: أنت فقير معدم، بيتك ليس ملكا، وعملك غير مريح ولا مكسب، ثم أنك تزداد في عيني قلة كلما لهثت ورائي، لذا فحافظ على كرامتك ...
ما شعرت إلا بدموعي تسيل انهمارا،،،عدت للبيت مكسور الخاطر، أحمل لها معاني كثيرة: حب، كره، عتب، لوم، مهزأة، كرامة، أنانية ... كل ذلك تجاهها صارت نفسي تردده، استلقيت على سريري لعل أن النوم يدنو مني، ولكنه يجافيني، إنه قدر مذل، قدر أحمق الخطى، داس قدري هامتي، لازلت أريدها، ولكن كيف؟ وبأي ثمن؟ صارت الدنيا تدور وأوهام عمري أمام رؤياي تتلاشى، كل الذي حلمت به يوما صار ينصهر، أجري وراءه ألملمه التقط منه شيئا فيذهب الآخر، أمسك فكرة تولي عبرة، ألحق خاطرة تهرب مذكرة، أدور حول عمري، فأرى أمواج صرخاتي تلفني تخنقني كلماتها، تأسرني صورتها، ترضخني حيا ميتا لا أعي على نفسي ذكرياتي وإياها ...
نهضت عن فراشي، وبدأت أتخبط في غياهب آلمتني، أتعبتني سئمت حياتي، ما عدت أريد عمري، ما عدت أتحمل قلبي في صدري، ولكني أتحمل ذلك لأني سميتها قلبي، جهنم حياتي صارت ولكني أحاول أن لا تكن كذلك، ليس خوفا على نفسي بل لأني سميتها حياتي، ... مرت فجوات الأيام والآلام، حاولت في فترة كبيرة من أيامي التي أعددتها سنون حاولت أن أضمد جراحي، وأنسى آلامي أدوس على معتقداتي وأوهامي وأفكاري،،، ولكنها لا تزال للآن سهم فوق كتفي، لا أريدها، بل أريدها، أحبها، بل أكرهها
ولكن لم تركتني، إنها تدرك حبي لها، وتدرك عشقي المغرم بها، إن الأمر ليس لفقر ولا لبيت ...
وقفت أمام باب بيتها، من بعيد رأيت سيارة لم أر مثلها تتجه نحوي، فهربت واختبأت ما بين الشجر داخل البيت، ظهر منها شاب، إنه حقا وسيم، اتجه نحو الباب الآخر للسيارة وفتحه لتصاب عيني بالذهول بالاحتراق بالأسى بالاكتواء، إنها ... غزل ...
عرفت لاحقا أنه خطيبها ... ولكن لن أدع هذا يحصل أبدا، أبدا لن أدعه يحصل ...
انتظرت بعض ساعة وأنا ماكث أمام البيت حتى خرج، ظهرت له وقلت: لم تختطفها من بين يدي؟ إنها لي لا يمكن لأحد أخذها مني، نظر إليّ وقال: إذن، أنت هو، اذهب يا هذا بعيدا، اذهب والعب مع أصحابك في الخرابة ...
هزأني ثم انصرف، ذهب بسيارته، إذن فهو من يريدها، لن أتركها له ما حييت،،،
أخذت قراري وانتظرت الليل داخل بيتها بين الشجر الكثيف، وحين هبت عاصفة الانتقام، دخلت غرفتها من الشباك الذي لم يحكم الإغلاق، أمسكت المسند ووضعته على فمها وانفها وصرت أتشاهد عليها، فهي لا تقدر أن تلفظ الشهادتين لأنها ارتحلت ...
صرخت، إنها ميتة، قتلتها يداي، أيها الناس، أنا القاتل، أين أهل البيت، أنا من قتلها ...
فتح الباب ودخل والدها مذعورا، صرخ بي وقال: ماذا فعلت يا أبله؟. مددت عنقي إليه وقلت: ها هي عنقي اقتلني التحق بها، فإن أنا ما عشت معها حياتي، لا بدّ لي أن أعيش معها مماتي ...