تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عذرا ... عمرو بن كلثوم (أول مشاركاتي)]

ـ[العروبة]ــــــــ[22 - 07 - 2007, 07:50 م]ـ

عندما أقرأ شعراً عربياً قديماً ... أصاب بخيبة أمل لما آل إليه حالنا ... قصائدهم تنبض بالرجولة الحقيقية .. كلماتهم قوية كقوة عزمهم ... صورهم عميقة كعمق فكرهم .. وأشعر بأننا أقزام أمام عمالقة .. أو أطفال يحاولون محاكاة الكبار .. وأقول في نفسي: أين هي الرجولة التي لمستها في معلقة عمرو بن كلثوم؟؟؟ هل ماتت بموته؟؟؟ أم أن تغير المفاهيم طالها كما طال غيرها فلم نعد نفهما كما فهمها من كان قبلنا!! أم أن أرضنا العربية ما زالت وستبقى تنبت الأبطال وإن خبا نورهم ............ ربما ....

أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا

بأنا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا

أنظرنا الآن يابن كلثوم ... نخبرك نحن اليقين ... إن كانت راياتكم قد ارتوت بدم أعدائكم ..

فنحن اليوم ارتوت أرضنا بدماء المستضعفين ... دماؤنا أبخس الدماء .. وأرواحنا

أرخص الأرواح ... كم من دم طاهر أريق هنا وهناك ... كم من نفس بريئة سلبت

منها الروح بلا جرم ... فقط لأنها دماء عربية نقية لا مكان لها في زمن يحكمه الأقوى ... واعلم يابن كلثوم أن راياتكم البيضاء قد رفعناها كما كنتم تفعلون .... رفعتموها شجاعة وإقداما ورفعناها استسلاما وضعفا.

ورثنا المجد قد علمت معد نطاعن دونه حتى يبينا

نطاعن ما تراخى الناس عنا ونضرب بالسيوف إذا غشينا

ورثتمونا مجدكم الموروث فأضعناه ... عجزنا عن حمله فتركناه ... لا حاجة لنا اليوم به

أرتضينا بالدون ... فسرنا من دون إلى دون ... كنتم أسيادا في زمانكم ... وصرنا عبيدا في زماننا ... تقاتلون دون مجدكم ... وتضربون بسيوفكم من يغشاكم ... ونحن اليوم عجزنا أن نقاتل دون دمائنا ... وأرواحنا ... وأرضنا .. أسرانا لا حقوق لهم ... وقتلانا لا بواكي عليهم ..

بأي مشيئة عمرو بن هند؟ ترى أنا نكون الأرذلينا

تهددنا وتوعدنا! رويدا متى كنا لأمك مقتوينا

عجبا يابن كلثوم ... ترفض أن يرى خصمك أنك الأرذل ... فلا تقبل تهديداً ... ولا ترضخ لوعيد .. أين نحن الآن من الانتصار للكرامة؟ ... أين نحن الآن من رد الإهانة؟ ... ما بالنا اليوم نقبل التهديد كأنه تمجيد!! .. ما بال العربي الكريم ينحني أمام الأعجمي اللئيم!! ... عجبا ... أصبحت يد المغتصب تقبل كأنه المتفضل علينا .. أو (كأننا لأمه مقتوينا) ..

وقد علم القبائل دون فخر إذا قبب بأبطحها بنينا

بأنا العاصمون إذا أطعنا وأنا الغارمون إذا عصينا

ونحن اليوم يعلم العالم أجمع (دون فخر) بأننا لا حول لنا ولا قوة (إلا بالله) ولا رأي لنا ولا سطوة .. كنتم تعصمون من أطاعكم .. ونحن اليوم نطيع من يعصمنا (ولا عاصم لنا إلا الله)

كنتم تغرمون من يعصيكم .. ونحن اليوم نغرم عن يد صاغرين .. اليوم نُعصى ولا نعصي ..

وأنا المنعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا أتينا

وأنا التاركون لما سخطنا وأنا الآخذون لما هوينا

ونحن المنعمون (بسخاء) على رغباتنا فأمتي اليوم تعبد رغباتها ... ونحن المهلكون (بلا حساب) لأموالنا فأمتي اليوم سكرى بالمادة ... ونحن التاركون (بلا خوف) لديننا فأمتي اليوم لا وقت لها لفهم دينها .... ونحن الآخذون (بلا استحياء) لأهوائنا فأمتي اليوم تسير كالأعمى وراء الهوى ..

وأنا الحاكمون بما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا

ونشرب إن وردنا الماء صفونا ويشرب غيرنا كدرا وطينا

آآآآه يا أمتي المحكومة بما (أرادوا) ... كنت المتبوعة فأصبحت التابعة ... تركت المقدمة لغيرك ... فأصبحت في المؤخرة لا يلتفت إليك أحد ... ولا يعترف بمجدك بلد ... شربت الماء صفوا لما نزلت بحيث شئت ... وشربتيه الآن كدرا وطينا (حتى ارتويت) لما نزلوا هم بحيث شاؤوا ...

ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا

إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا

امتلأ البر بأمجادكم ... وزخر البحرببطولاتكم .. فضاق عنكم بركم وبحركم .. وملأناه نحن بغثاء كغثاء السيل .. فضاقت بنا الدنيا بما رحبت ... تخر الجبابر لرضيعكم إكبارا ومهابة ..

واليوم لا مهابة حتى لكهولنا ... ذبحوهم كما تذبح النعاج ... عجزت تجاعيد وجوههم .. وبياض شعورهم ... وانحناء ظهورهم ... أن ترفع عنهم يد البطش ...

عذرا ........... يابن كلثوم

تغير وجه الأرض

لما تغيرت المبادئ

كنتم رجالا في زمن أنصاف الرجال

ونحن الآن أشباه الرجال

وتبقى يا وطني العربي رغم المعاناة .. عزيزا بعقيدتك الغراء .. شامخا برجالك الأتقياء .. قويا بأبنائك الأوفياء

وتبقين يا أمتي رغما عن الجميع

(خير أ مة أخرجت للناس)

وستعودين إلى ماضيك المجيد

بعز عزيز أو بذل ذليل

(أقول لأمتي – والليل داجٍ - ((بكفك)) – لو تأملت – الشروق)

بقلم: العروبة

(أتمنى أن أقرأ نقدا بناءً (سلبا أو إيجابا) لأسير في طريقي بخطىً ثابتة)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير