تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإنْ أقُلْ: ما عشتُهُ إلاّ بأحضانِ القصيدِ فلا أُغالي

وطني الذي يبقى نشيداً من طيوفٍ هائماً مُتماوجاً

تتبادلُ الأدوارَ فيه الذكرياتُ أليمُها وحميمُها

راضٍ انا إنْ كنتَ قد أحزنتَني لكنَّما

نجمٌ تباعدَ فوقَ ما هو فيهِ من بُعْدٍ رِضايَ اذا حزنْتَ

ومِثْلَهُ يمضي الى إخفاقهِ قُدُماً مآلي

ولقد سَبرْتُ جوانحي فرأيتُها

لا تستريحُ لِما يُريحُ

وإنما للطَرْقِ في صَعْبِ المَنالِ

ومَدائحي فرأيتُها مأخوذةً بالنخلِ

يطوي الأفقَ في أبد البهاءِ

وتُربةٍ تاهتْ غِلالاً في غِلالِ

فلأيِّ مَسعىً حَلَّ ذِكْرُكَ صاحبي؟

هل لإلتقاطي من ضياعٍ باذخٍ

ام مِن جَوىً في النفْسِ يبحثُ دون جدوى عن مِثالِ؟

اللاّطِمونَ عليكَ هُمْ مَن يلطمونكَ كُلَّ حينٍ بالرَّزايا

مَنْ انا حتى أُبيِّنَ ما تَرى؟

تَفَهاً أقولُ برُغْمِ أني مَنْ يُهابُ

حَبَتْنيَ الدنيا لسانَ الأوَّلينَ

ومنهُ تَوريةَ الإجابةِ في سؤالِ

لاميّتي

لاميّةٌ أُخرى هنا ما آنَستْ

(في الأرض منأىً)

عَلَّها ,

ورأيتُ رؤيا كالمواسم في شَذاها

كالدُوار

فما لروعتها ومالي؟

هي فِتنةٌ , أدري

ومازالَ الرنينُ مُحَلِّقاً

والريح تمضي بيْ على جنح الشَرارِ ,

تبَِعتُ شَوطي للذُرى

مأوايَ لا مأوىً لهُ

حتى ولا أرضٌ سوى الحربِ السِّجالِ

وهي العَوانُ قطْعْتُها حُلُماً تفايضَ عابراً مُدُناً وأسواراً

وقد كنتُ الكريمَ جمعْتُ في المنفى

جميعَ التائهينَ

وكلَّ غيماتِ السماءِ

وكلَّ غاباتِ البُكاءِ

وكلَّ لحنٍ دافقٍ

وعقَدْتُ مؤتمرَ الجَمالِ

ما سِرُّ رَونقِها؟

تقابلَ ماءُهُ ونجيعُهُ

فتَوائما قمَرَينِ في أبهى الخِصالِ

ماءٌ الى شَفةِ الصدى المُرتَدِّ من عُمق الصحارى ذابلاً

ودمٌ الى نُسْغِ الحياةِ

يُشِنُّ نوراً باهراً

يطأُ المسافةَ

كوكباً فوقَ الرمالِ

او إنْ سألتَ فَرُبَّما

هو عاشقانِ تَفَرَّقا بيَ لحظةَ التقيا

فَصُرْتُ الشاهدَ الرائي على ظُلْمِ الوِصالِ!

ليُقال َ: أحلاها البُعادُ!

وليتهُ كانَ البُعادَ

فإنهُ قَلَقٌ تفَرَّعَ عن جنونٍ

واندهاشٍ وارتعاشٍ وإعتلالِ

ما دارَ في خَلَدي بأنْ أبقى المُشرَّدَ

في عراقِكَ يا عراقُ وفي بلادِ الله طُرَّاً

كي أناديَ: يا فناءُ أَعِنْ دمي ,

فأنا فنيتُ لغايةٍ أخرى

جعلتُ الشِعرَ خاتمةَ الأضاحي

وإستوى ألَمي على عرشِ الثناءِ

بحيثُ تبسمُ لي أساريرُ المُحالِ

ما عدتُ أحفلُ بالأسامي

سَمِّها

لاميّةَ المَنفى

أو المَشفى

فكلُّ التَسمياتِ سُدىً

سوى لفظِ الجَلالِ!

************

أتدلّى مِن كنوزي

*************

يا دموعي الخُضْرَ

هل انتِ التي زانتْ نواحَ العاشقينْ؟

فارتضاني مُقلةً دمعُ المَجرّاتِ جميعاً

والدُّنى والعالَمِينْ؟

*****

هكذا يُغري الترابُ الذكرياتْ

عبَرَتْ روحٌ سَنىً في سِكَّتي

فتذَكَّرتُ زماناً مع حُلْمِ الطفلِ

بالمَكتَبِ والبدلةِ والجرسونِ يأتي بالدَّواةْ!

*****

نحو غَورِ الظُلْمةِ العَجماءِ تهوي شُهُبُ

غالباً ما تتثَنّى الخمرُ عندي شمعةً مُؤْنِسَةً

حيثُ كوبُ الشاي لا يقوى على المَكْثِ

فيرتدُّ أسىً او خيبةً

أو قُلْ: عَلاهُ الغَضَبُ!

*****

لا أُبالي بالصباحاتِ اذا جاءتْ حزيناتٍ

وإنْ ناداني أسْرُ

طالما أنهضُ في منتصَفِ الليلِ من الحُلْمِ

وقد عَضَّ دمي المسفوحَ نِمْرُ!

*****

لَكَم احتَجْتُ لرأي البُسطاءْ

ولَكَمْ أحسَسْتُ باليأسِ

فقَلَّبتُ حزيناً كُتُبَ السِّحْرِ

وشيئاً من تعاليمَ بها يَنصَحُ

بعضُ الأولياءْ

*****

ظُلْمةٌ لكنما تَزخرُ بالألوانِ كُلاًّ

إنْ تباغِتْها بشيءٍ من إنارهْ

تلكمُ الروحُ

فما بالُكَ بالنورِ الذي يمنَحُهُ الشعرُ؟

وقد يكفيكَ أحياناً من الحُبِّ الذي خَلَّفْتَ تِذكارٌ

وقد تكفي إشارهْ.

*****

إنْ تُرِدْ مجداً حقيقيَّاً كمَغْنَمْ

فلتُغادِرْ أيها الإنسانُ نفسَكْ

تاركاً للغدِ أمسَكْ

او لِتأْثَمْ!

ليس نُصْحاً ما تفَوَّهتُ بهِ

لكنما الآلامُ تُرْغِمْ.

*****

مِن سياقاتٍ هي الإمكانُ

تَلقى قلْبَكَ المُتْعَبَ يختارُ سياقَهْ

إنما الأصعبُ في كلِّ السياقاتِ .... الصداقهْ!

*****

صرخةُ الأُمِّ

ويتلوها صراخُ الكائن الأَوْهَنِ مولوداً

وصرخاتُ الطريقِ الصعبِ

والرعدُ وموجُ البحرِ

والدمعةُ والقُبلَةُ والضحكةُ والأحلامُ كُلاًّ

إنما صوتٌ بِصوتْ

ولذا قد جعلوا الحكمةَ في الصمتِ

وليس الصمتُ هذا غيرَ مَوتْ

*****

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير