تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إلا الرسول صلى الله عليه وسلم]

ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 02:57 م]ـ

قمْ سَائلِ الحقَّ: ما بالُ الضلالاَتِ=أرْجَفْنَ حولهُ هَاتِيكَ الإشاعَاتِ؟

و ماله لم يزلْ مثلَ السناءِ له ُ =رغم القُلاةِ شموخٌ في السَّماواتِ

أبقَى على الزمَنِ المعتلِّ في ألَقٍ=و أبهَرُ النورِ مصباحُ المناراتِ

ما بالهُ ليسَ يُعيِي صدقَه كذبٌ =و ليسَ يمحُوهُ أصحابُ الفَريَّاتِ؟

و ماله مُشرِقاً تبدُو بشاشتُه =والباطلُ الفجُّ آسٍ في المعَرَّاتِ؟

و قلْ لمنْ دلَّسُوا في الغَربِ أو مرقُوا =شرِّ البريَّة، مفتاحِ البليَّاتِ

إلا الرَّسُولُ ومن ْ علَّتْ برفْعتِهِ =بلابلُ الوحيِ آيَات ٍ، فآياتِ

أين النبيُّ، و أين الشامتُون بهِ =أَين الطهَارةُ من أهْلِ النجاساتِ

ما أقبحَ الجهلَ كم يُزرِي بصاحِبهِ =ما أسوَأ الحُمقَ كم يجني علَى الذاتِ!

ما أجحَدَ النَّاسَ إذْ تخلو قلُوبهُم =من اليقينِ فتهْوي للبلاهَاتِ!

قل للذِين تولَّوا كِبْرَ فاحشةٍ=تَبْلَى لها السبعُ من فرطِ الإساءاتِ

ما زال طيشكمُ طيشًا، وجهلُكم ُ=كالجهل، حتى نزلتُم إلى درْكِ البهيماتِ

فلم تزالُوا من العادين لا خلُقٌ،=و لا حيَاءٌ، و لا عقلٌ بمِصفَاةِ

ولا احترَامَ لذِي دينٍ وذي أدبٍ، =و لاَ جَلالَ لأحيَاء، و أموَاتِ

الناكِرُونَ لذاتِ الله لا عجَبٌ =أن ينكِرُوا بعدَهُ كلَّ الرسَالاَتِ

حريةُ الرأيِ دعوى تطلبُونَ بها=هتْكَ المحَارم من خَلفِ الشعَاراتِ

أحللْتمُ بعدَها ما كَانَ محتَرمًا =ودُستُمُ بعدَها كلَّ القداسَات

حريةُ الرأيِ ليسَتْ غيرَ أغنيةٍ،=عَاطيْتُمُ معَها كأسَ الإباحَاتِ

وقد رقَصْتم على ترديدِها سَفَهًا =وخُضْتُمُ في المخَازي، والقَذَارَاتِ

عِيبُوا الضِّياءَ إذا شِئتم، و بهجتَهُ،=عِيبُوا الصبَاحَ وضَوءَ الفجرِ إذ يَاتيِ

عيبُوا النجُومَ، وشمسَ الأفقِ بارزةً،=ونسمَةً في الضحَى ألقَتْ صلاَواتِ

عيبُوا الجبَالَ إذا مَا لاحَ شامخُها،=و البحرَ، و النهرَ يلغُو بين جَنَّاتِ

أو اهزؤُوا من نَمِيرِ الماءِ منطلقاً =في صفْحةِ المرْجِ، و انحُوا بالملامَات

عيبُوا الطفولةَ، إنْ شئتم، و زهرتَها، =و لوِّثوا الطهرَ في تلك البراءَاتِ

و أوسِعُوا قمرَ الأنوارِ مَنقَصةً، =و ناصِبوا النورَ ألوانَ المذَمَّاتِ

و طاردُوا الغيمةَ البيضاءَ ما عرَضَت،=وشادِيَ الطيِر ما غنىَّ بواحَاتِ

عادُوا الجَمالَ كما شِئتم، وقد عَميَتْ =منكم عُيونٌ، و ضاعَت في المتاهَاتِ

وسرِّحُوا ريشةً عمياءَ ترسمُهُ =رَسْمَ المجانينِ تاهَتْ في الفلاَواتِ

إلا الرسولُ، و من كَانتْ قداستُه=فوقَ القداسَاتِ يا أهلَ العَداواتِ

فِدَاه كلُّ بني الدنيا، وما جمَعَتْ =أرضٌ، و ما قد حوَتْهُ من ملذَّاتِ

حاشَاكَ يا سيدِي من كُل شَائنةٍ،=حاشَاك من مُشبِهٍ تلكَ الرسُوماَتِ

حاشَاكَ من مَوضِع يوماً لمتَّهَم =وأنتَ، وحدَك أهلٌ للشفاعَاتِ

فِدَاكَ نفسِي، ومالي من مُناجَزَةٍ =فدَاك روحِي، و عِرضِي في المفَادَاةِ

فِداكَ ما حمَلَت أنثَى، و ما وضَعَت، =و ما أظلَّتْ سمَاءٌ مِنْ نفيسَاتِ

لا نَامَ جَفنٌ، ولا قرَّتْ جوانحُنا=وفيكَ هَرَّتْ خنازِيرٌ بريشَاتِ

و لا أمِنَّا إذَا مَا نسمةٌ لمسَتْ=خدَّيكَ يا سيِّدي، يا كلَّ غايَاتي

أنتَ الجمالُ، و أنتَ الحسنُ مجتمِعٌ، =أنتَ الملاحَة ُمِن فَوقِ الملاحَاتِ

فيضُ المودَّةِ في لطفٍ، و في حدَبٍ، =بحرُ المحبة ِ، في لينٍ وإخبَاتِ

بابُ المسرَّة للمَحزون ِ، مدَّخَرٌ =للمُعسِرين، و نصر ٌ في الملمَّاتِ

سَوَّاك ربُّكَ من قبلِ الخلائقِ في =مُستَكمَلِ الخلق يا خيرَ البريَّاتِ

وقد أَجلَّك في قَولٍ، و في عمَل =يا سَيدَ الخلقِ، يا تَاجَ المقَاماتِ

أنت المنَزَّه ُعن جُورٍ و عن خَطَلٍٍ، =و نحنُ أهلُ الخطايا، و الجنايَاتِ

وأنتَ من أنتَ، في عِلم وفي رَشَدٍ =ونحنُ، لا أنتَ، نرعَى في الغِوايَاتِ

ياسينُ فضلُكَ عمَّ العالمين َفما=تنساهُ إلا الدَّنايا في الخليقَاتِ

هديةُ الله للإنسانِ ترشِدُهُ =بعدَ الضلاَل إلى نُورِ الهدَايَاتِ

وهَدْيُهُ، أنقذَ الإنسانَ من سفَهٍ =وطهَّر النفسَ من كُفْرٍ و إعنَاتِ

للهِ جَوهرُكَ المكنونُ كم ذَهَلَتْ =عنهُ الصدُور، فلجَّت في الخصُومَاتِ

وأعلنَت حربها في الغربِ جاهِلةً =و لو دَرَتْ جُرمَهَا ناحَت بأصْوَاتِ

يا مُصطَفَى، جلَّ مَنْ أولاك عصمَتَهُ =وصانَ روحَكَ في تلكَ العَليَّاتِ

شفاعةً، يا أميرَ الحوضِ، أنتَ لنَا =غوثُ النجَاةِ لدَى يومِ المنَاداةِ

لا تهجُرَنَّا بِأقوامٍ مدنَّسَةٍ =حامَت كما البُومِ في شرِّ الصحيفَاتِ

و أرسلَت نعَقَاتٍ في المدَى فضَحَتْ =حِقدَ الغُرابِ علَى ضَوء الصَّباحَات

هِيْ أمَّتي سَتُعِيدُ الشمسَ بَاسمَةً =عَنْ ثغْرِ أحمدَ في أرضِ الرسَالاَتِ

وتملأُ الكونَ بالتسلِيم متَّصِلا ً =و بالصلاةِ على بدْرِ الثنَّيَّاتِ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير