تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حين يذهب القمر ..]

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 05:23 ص]ـ

مناجاة ...

((أنا راحله أيها القمر وأنت ستبقى إلى حين)

نظرت إليه كعادتي كل مساء .....

أتأملُ روعته و جماله .... أتأملُ تلك الخيوط الفضية الرائعة التي يبعث بها إلى الكون ... و كأنه يقول:

إنني أتيت لأزيل وحشة هذا الليل المعتم على العشاق

أيها القمر ..

كم هو جميلٌ هذا الشعاع الذي تبعثه ... ليوقظ في نفسي الأحلام بعد أن قتلتها مصائب الأيام ... و يبعث في قلبي الأمل بعد أن أهلكهُ الألم ...

أيها القمر ..

لن أنسى أبداً تلك اللحظات التي قضيتها معك ... و أنت تمسح آلامي .....

و لن أنسى كم وقفتُ لأشكو إليك غدر الأصحاب ... و ظلم الأعادي ...

و كم بكيتُ أمامك على فراقِ الأحبة ...

لن أنسى كم كنت أشكو إليك أشخاصاً لا تعرف قلوبهم الحب أو الرحمة .... أشخاصاً قضوا الحياة تطاحناً و خصاماً ....

و أنا أتساءل .... ألم ينظروا يوماً إليك؟

ألم يروا هذا الأدب الجمّ؟

ألم يروا أنك تبدأ الظهور شيئا فشيئا و كأنك تستأذن للبقاء معنا ... و بعدها تُحيل العتمة نوراً يبهج نفوسنا ..

ثم ترحل مُستأذناً كما أتيت ...

أيها الصديق الوفيّ ...

هذه المرة حديثي غير كل حديث .... و ألمي غير كل ألم ..

كيف أصف لك ما جرى ...

دموعي تسبق كلماتي ...

دموعي على عشق مضى وحب هوى ...

....

أيها القمر ..

ها أنا أشعر بخيوط ضوئك تكاد تتلاشى معلنةً وقت الرحيل ...

و لكن ...

سأنتظر قدومك ...

كعادتي كل مساء ... بشوقٍ كبير.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 06:19 ص]ـ

مناجاة ...

((أنا راحلة أيها القمر، وأنت ستبقى إلى حين)

نظرت إليه كعادتي كل مساء أتأملُ روعته و جماله. أتأملُ تلك الخيوط الفضية

الرائعة التي يبعث بها إلى الكون، وكأنه يقول: إنني أتيت لأزيل وحشة هذا الليل المعتم على العشاق.

أيها القمر،

كم هو جميلٌ هذا الشعاع الذي تبعثه؛ ليوقظ في نفسي الأحلام بعد أن قتلتها مصائب الأيام، ويبعث في قلبي الأمل بعد أن أهلكهُ الألم!

أيها القمر،

لن أنسى أبدًا تلك اللحظات التي قضيتها معك وأنت تمسح آلامي، ولن أنسى كم وقفتُ لأشكو إليك غدر الأصحاب و ظلم الأعادي.

وكم بكيتُ أمامك على فراقِ الأحبة!

لن أنسى كم كنت أشكو إليك أشخاصًا لا تعرف قلوبهم الحب أوالرحمة أشخاصًا قضوا الحياة تطاحنًا و خصامًا.

وأنا أتساءل: ألم ينظروا يومًا إليك؟ َ!

ألم يروا هذا الأدب الجمّ؟!

ألم يروا أنك تبدأ الظهور شيئا فشيئا وكأنك تستأذن للبقاء معنا، وبعدها تُحيل العتمة نورًا يبهج نفوسنا، ثم ترحل مُستأذنًا كما أتيت.

أيها الصديق الوفيّ،

هذه المرة حديثي غير كل حديث وألمي غير كل ألم.

كيف أصف لك ما جرى؟!

دموعي تسبق كلماتي.

دموعي على عشق مضى وحب هوى.

أيها القمر،

ها أنا أشعر بخيوط ضوئك تكاد تتلاشى معلنةً وقت الرحيل، ولكن سأنتظر قدومك كعادتي كل مساء بشوقٍ كبير.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وليدة لحظة وأديبة ساعة،

الخاطرة جميلة تخطف الألباب بهمسها، وسر جمالها هو ذاك النور الذي يشع من القمر، وتلك النفس الحالمة والمتكئة على نور القمر. سبحان الله!

ومواضع الجمال في الخاطرة كثيرة منها:

- النداء: أيها القمر - أيها الصديق الوفي.

- التساؤل: ألم ينظروا؟ - ألم يروا؟

-التشخيص: حيث جعلت القمر رجلا جميلا يتكلم ويسمع، ثم جعلته مؤدبا مستأذنا، ثم يعود القمر إلى أصله حيث يغيب كأن لم يكن، وتبقين أنت.

- المجاز: كان المجاز رائعة في قولك:

أشعر بخيوط ضوئك تكاد تتلاشى معلنةً وقت الرحيل

حيث جعلت الضوء يعلن كأنه رجل.

ولدي ملحوظات يسيرة أرجو أن أخذتِ بها أن تتطوري، وتساعدي نفسك على الارتقاء،ويهمني أن أكون مخلصا في ذكرها لك، حتى تعرفي مواضع الفراغ لديك لتكمليه في قابل أيامك، وهي:

أولها: انظري الآن إلى الاقتباس، واكتشفي ماذا تغير؟! ودققي النظر.

ثانيا: وصف نور القمر بالخيوط الفضية وصف غيره أحسن منه، وأنت قادرة بعمق تفكيرك أن تدركي سر الجمال وغيره في هذا التعبير.

ثالثا: أشعر أن الفكرة غير واضحة، فمثلا:

في البداية يظهر القمر على أنه ذاك المخلوق الجميل، ثم يتحول القمر إلى شخص تتكلمين معه، وتشتكين له، ويسمعك، ثم يتحول القمر الإنسان إلى القمر الحقيقي ذي النور الجميل، وبعدها يغيب مودعا، وأخشى أن يتطور معك الأمر حتى يصل إلى التناقض في الكتابة، وهذا يقع فيه الكثير، فكوني يقظة.

الصورة التي عليها اعتمدت الخاطرة هو ظهور القمر ونوره وجماله وغيابه، ولقد كان بإمكانك أن تدعمي الخاطرة بأكثر من صورة؛ ليكون أكثر إشراقا وجمالا. ألا تتفقين معي أن كثرة الصور في مكانها الصحيح يساعد الخاطرة الحرة على التألق؟! فلو أعدت النظر لما ذكرتُه لك ستجدين ما وجدتُه.

قلتِ:

ثم ترحل مُستأذنًا كما أتيت

كيف يستأذن القمر، ثم يرحل؟!:).

وتجنبي التكرار كما وقعتِ به في قولك: (ألم يروا ... ألم يروا) فإنه يعد من العيب، وأنت تكادين تتجاوزين مراحلَ كثيرة في الكتابة الحرة (الخاطرة).

وكوني حذرة في قابل أيامك من أشياء كثيرة:

- النداء هو شيء جميل قديم، والإبداع في استخدامه يلزم مهارة في العرض.

- التساؤل هو كذلك من الأساليب الجميلة، الإبداع في عرضه يلزم أسلوبا مغايرا لما عرفه الناس حتى يقع موقعا جذابا.

- ابتعدي عن الأسلوب الإنشائي العادي، وحاولي التفكير بالصور الجميلة تدعمين بها فكرة أيا كانت.

أخيرا، هذه الملحوظات لا تقلل من قيمة النص الأدبي الذي حكته بجمال وروعة، ولكنها مجرد آراء ترجو من الله أن تساهم في إضافات لك، وأرجو ألا أكون قد أسأت لك في شيء، وأنا أعتذر لك مقدما إن شعرتِ أنني أخطأت.

سدد الله خطاك، وأجرى الإبداع على قلمك كما تشائين:).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير