تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جلسة سمر مع حارس الدجى]

ـ[أبو خزرج]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 07:21 م]ـ

[جلسة سمر مع حارس الدجى]

قِفاني على باب الدجى ودعاني

أخطّ عليه اسمي بأحمرَ قانِ

وأتلو مزاميرًا إذا انداح رجْعُها

بمحرابه لم يهدإِ الثقلانِ

أهزّ بها قلب الفضاء فتلتوي

زواياه في رَجْفٍ وفي خفَقان ِ

نجوماً وأفلاكاً دهتهنّ سكرةٌ

رمتهنّ في ضربٍ من الهذيان ِ

شواردَ لا يشعرنَ ما الله صانعٌ

بهنّ ولا يحَْلمنَ بالدوَران ِ

يفدّي لهنّ المشتري قهقهاته

وترقص أقمارٌ له بتفانِ

عُطاردُ في أطرافهنّ مُطارَدٌ

تلاحقه الجوزاءُ يا فتَيانِ

ثلاثُ مسناتٍ عجافٌ عواقرٌ

يناشدنه وصلاً وليس بِدانِ

وفي زحلٍ جيشٌ من الصخْرِ صاخبٌ

تراكمَ حتى حشده ُ جبَلانِ

يودّانِ لو تبدو من الأرض نعسة ٌ

ليبتدرا بالرجم والثورانِ

**

ألفّ على جذعي عباءة ناسكٍ

وأمعن في غيب الدجى بجناني

وتأتي شياطين الأسى تستفزني

ملفعةً بالزيت والقطرانِ

فأسحب سيفا من ردائيَ مُصلتا

يبددهم شُعثاً بكل مكانِ

وأجلس وحدي: حارسُ الليل حارسي

يُسطّر ما نهذي به الملَكانِ

**

أنا يا نديمي مولع بغريمةٍ

تكسر رمحي عندها وسناني

إذا مسحتْ وجه الأصيل بشالها

تورّدَ من وجدٍ بها الشفقانِ

إذا غضبتْ واستأسدتْ فهي شعلةٌ

من النار أبغي ضمها بحنانِ

لأنهل من خلجانها في جحيمها

وأخلد فيها ألفَ ألفِ زمانِ

وإن فغمتني فجأة بابتسامها

تحيّر لا يدري الجوابَ لساني

أدافع عنها الجنَّ كيلا تنالها

بسحرٍ، وتَرقي حسنَها الشفتانِ

وأحمل منها في الفؤاد ضغينة

لهذا الذي أبديه من هذيانِ

**

معلقتي تنثال والليل ضاربٌ

عليّ بأوتاد له وِجرانِِ

وهاجستي بالشعر ولهى عنيدةٌ

تطير وما ملت من الطيرانِ

أنا يا نديم الليل لست مقامراً

ولا خضت في بحر الهوى برهانِ

ولم ترمني قوس الردى بسهامها

ولا جال بي في النائبات حصاني

وردتُ حياض الحبّ زرقا مياهه

ونزّهت في هذا الربيع حِصاني

وبتّ على وجهي سنابل شعرها

وعينايَ كالمخمور مغمضتانِ

أصوغ بكفّيّ استدارةَ ثغرها

ومن شفتيها خاتما بِبَناني

ولكنني أخشى من الدهر وثبة

إذا وثبَتْ هُدّتْ لها الكتفانِ

تفيض لأنفاس الوصال مدامعي

فكيف إذا داعي الفراق دعاني

**

الأحد 1/ 5/1430

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 12:43 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز ...

القصيدة جميلة وخصوصا المقطع الأول " مقطع الكواكب "

اعجبني كثيرا ...

وأرجو ان تسمح لي أن أقول رأي في بعض الأبيات ...

بمحرابه لم يهدإِ الثقلانِ

أظنه أقواء ... لم يهدإ الثقلانُ

ثلاثُ مسناتٍ عجافٌ عواقرٌ

الصفة تتبع الموصوف

فهي عجافٍ عواقرٍ

يُسطّر ما نهذي به الملَكانِ

لم أفهم قصورا ً مني، ليتك تشرح.

تورّدَ من وجدٍ بها الشفقانِ

إقواءٌ آخر

بها الشفقانُ

وإن فغمتني فجأة بابتسامها

هناك كلمة أوقع

ولم ترمني قوس الردى بسهامها

ولا جال بي في النائبات حصاني

وردتُ حياض الحبّ زرقا مياهه

ونزّهت في هذا الربيع حِصاني

نفس القافية في بيتين متتاليين، وهذا معيب على الشاعر وغريب أن تخفى عليك هذه النقطة فشعرك جميل ...

وبتّ على وجهي سنابل شعرها

وعينايَ كالمخمور مغمضتانِ

الهاء عائدة على من في كلمة شعرها، فأنت في الأبيات السابقة لم تتحدث عن المحبوبة أو عن فتاة.

وكذلك في البيتين التاليين نفس السؤال.

هُدّتْ لها الكتفانِ

اقواء آخر ...

تفيض لأنفاس الوصال مدامعي

فكيف إذا داعي الفراق دعاني

جميل جدا هذا البيت:)

وفي النهاية ... كلامي خطأ يحتمل الصوب

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

والسلام عليكم

ـ[أبو خزرج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 07:08 م]ـ

مرحبا بك أخي الكريم وأشكرك لملحوظاتك ولي عليها بعض التعقب.

تقول:

أظنه أقواء ... لم يهدإ الثقلانُ

المثنى يرفع بالألف، ونونه مكسورة يا أخي

وفي نقدك لثلاث نساء، كان اعتقادي أن الموصوف هو كلمة ثلاث وليس كلمة نساء، وذلك لأن ثلاث مضافة إلى غير معرفة، ومع ذلك فالنحاة على أن ما بعد ثلاث تمييز لها والوصف يلحق بنساء فيكون مجرورا على ما ذكرته أخي الكريم.

وأما شطر ما نهذي به الملكان، أي أن الملكان (رقيب وعتيد) يسطران ما يهذي به الشاعر وحارس الليل.

وأما تكرار الكلمتين في البيتين المتتاليتين (وليس القافية نفسها) فهو جاء على السليقة، ولم أكن ملتفتا إليه، ولم أحبب أن أعدله من باب التكلف. ولهذا نظائر في شعر العرب الأقحاح يقول الحطيئة:

ألا طرقتنا بعدما هجدوا هند

و قد سرن غورا واستبان لنا نجد

ألا حبذا هند وأرض بها هند

وهند أتى من دونها النأي والبعد

وأما قولك (تورّدَ من وجدٍ بها الشفقانِ)

فعلى أي أساس يكون الشفقانِ شفقانُ؟ هل يرفع المثنى بالضمة؟

وأما قولك: (وإن فغمتني فجأة بابتسامها)

هناك كلمة أوقع.

فنعم أوافقك الرأي:)

وأما قولك:

وبتّ على وجهي سنابل شعرها

وعينايَ كالمخمور مغمضتانِ

الهاء عائدة على من في كلمة شعرها، فأنت في الأبيات السابقة لم تتحدث عن المحبوبة أو عن فتاة.

فقولك غير صحيح، الأبيات السابقة فيها الحديث عن المحبوبة وهي الغريمة، ولا حاجة إلى إعادة ضمير على مذكور سابق إذا كان معلوما.

وتقول إن هدت لها الكتفان فيها إقواء، وهو فرع عن وهمك في أن المثنى يرفع بالضمة، وأن نونه ترفع بها.

وأشكرك على إعجابك بالقصيدة، غير أنني أتمنى عليك لو تستوثق أكثر من معلوماتك في النحو وتطبيقاتها على ما تعرفه عن عيوب القافية.

ولك فائق تقديري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير