[,،,،,،حين يسمو القرآن بأهله،,،,،,]
ـ[أم خالد أروى]ــــــــ[03 - 07 - 2009, 01:32 ص]ـ
حين يظفر المرء بوافر علم من علوم الدين فهذا شرف وأي شرف وحين يضيف إليه علماً من علوم الدنيا ليسّير علوم الدنيا وفق النهج الإسلامي فهذا عين النجاح ونبراس الفلاح.
محمد حفظ القرآن وتخرج من مدارسه متفوقاً بل كان من الأوائل على مستوى منطقته , فتلقفه المجتمع الموبوء_مع الأسف_ بصدامات عنيفة وسيل من التحبيط والإذلال , (فماذا عساك أن تكون إذ أنت خريج تحفيظ وإن تفوقت أو تميزت فلن تكون يوما ما مهندساً أو طبياً أو بارعاً أو طياراً راس مالك أن تتخصص في أصول الدين أو الشريعة ـ وما أحوجنا إليهما ـ ولن يفتح لك مجال آخر)
هذا ما لفظته ألسنة بعضهم وتفوهت به من عبارات تحمل مضامين التقليل من شأن القرآن وأهله والتخصصات الشرعية أحياناً وقد توحي أحياناً ببعض التأثر بالثقافة الغربية والإعجاب بها واعتبار ما عداها تأخراً.
وما فقِهَ أولئك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
وقد ظن أولئك أن الحضارة لن تبنى إلا على أنماط الغرب و أفكارهم ونسوا أو تناسوا أن الحضارة الأولى إنما نشأت على هدي القرآن حين انتهجته دستورا لها وما قامت الدول ولا شُيّد البنيان وقتئذٍ إلا على المنهج النبوي القرآني وما الحضارة الغربية التي انخدع جُلّ أبناء قومي بها إلا مستقاةٌ من حاضرة الإسلام ومستمدة من منهاجه وليس هذا مجال حصرها أو إيضاحها المهم هنا في الموضوع أن مجتمعنا _وللأسف _ يرى ببعد تغريبي فاسد أن المرء المسقيم المحافظ على ثوابت دينه ومسلّماته الذي يسير بالقرآن وينتهج السنة هو رجعي أو متأخر ولا يصلح إلا في مجالات الفتيا أو القضاء أو الإمامة في الصلاة _وما أشرف تلك المهن _ إن أفلح فيها وأرضى بها أذواقهم وحقق مراميهم وأباح وأراح!
محمد نسف تلك الأقاويل وراء ظهره ومضى ليواصل المسير ويشق طريقه للمستقبل بنظرة ملؤها الفأل والأمل وقبل ذلك كله حسن ظن بربه.
وأود أن أشير إلى أن الكثير من الذين تعثروا في مجتمعنا أو قل نتاجهم وضعف هم ضحايا التحبيط والإسفاف أو هم ضحايا مستشارين لم يُحْسَن اختيارهم والأخذ برأيهم , وقلة منهم من يسير خلف سراب وأوهام وينتظر الدنيا كي تأتيه.
فحري بالمرء أن ينتقي مستشاريه ويلتزم النهج السوي وإن خالفه في مسيره الكثير فالعبرة ليست بالكثرة بل العبرة بسمو الهدف وصلاح المضامين وقبل ذلك كله حسن النية والمقصد.
محمد حمل كتاب الله في صدره وسار مستنيرا بنوره ليواصل دراساته العليا في اللغات والترجمة إلى أرض لا يحبها ولم يكن يبحث عنها أو يسعى للوصول إليها
لكنه القدر!
شاء البارئ أن يظهر للمعادي والمثبط أن الله ناصر جنده ومعز أوليائه.
شاء البارئ أن يسير الركب بالقرآن إلى أرض عطشى تنتظر السقاء وتتلهف لسماعه بل وما أكثر ما بلغنا عنهم من مواقف تثبت أن لا نجاة ولا فلاح إلا بهذا الكتاب العزيز.
وما أعجب ما بلغنا من شأنهم مع القران ومع أهل الإسلام عامة!
صدق من لم ينطق عن الهوى _ صلى الله عليه وسلم _
(يرفع الله بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)
فلنرشف من كتاب الله ونستنشق عبيره لننتفع بالقرآن ونعلو به شامخين و لنربى بالقران طبيباً بارعاً ومهندساً حاذقاً وطياراً ماهراً وعالماً فذاً , ليقوّموا عماد الأمة ويشيدوا بنيانها الذي لن يتقنه سواهم.
ولن ننسى كلمات القائد المبارك التي سُطرت بمداد من نور يوم توليه السلطة حين قال: (أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القران دستوري) هنيئاً لك أيها الهمام بالقرآن وأهل القرآن ولن يخيب _ بإذن الله _ من سار بالقرآن واستنار.
ولن يفتأ القران يربي لنا ويخرج لنا الأفذاذ الذين تربعوا على مائدة القران سواء تخرجوا من مدارسه أو حلقاته ليخرجوا إلى مجتمعهم مواطنين صالحين ومصلحين وليعيدوا للأمة مجدها الزاهر وتاريخها المشرق , في ظل النهج القرآني.
سلمت أيها المبارك – محمد- وعدت إلى وطنك المعطاء حاملاً الخير والعطاء.
بانتظار النُقّاد .. !!
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 05:53 م]ـ
أحسنت أختي
عمل منهجي جميل، لغة جيدة، معاني سامية، دلالات عميقة
أثابك الله على ما كتبت:
وكفك لا تكتب بها غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه