[رؤيا]
ـ[محمدعبدالله]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 03:03 م]ـ
[رؤيا]
مرت من هنا حيث نقف سفينة ضخمة كأنها قطعة قدت من جبل
تمخر عباب الماء فى ثقة بألوان زاهية تداعبها نسمات ريح
كأنما تعزف لها لحن الغروب فتستميلها يمنة ويسارا فى
حنو ومودة على استحياء كأنما تراقصها رقصة الوداع
والقوم على متنها منتشون ما بين رائح وغاد
تلفهم بهجة الصيف وأعطافه وكلما بدا لهم فى البعد شبح
تلقف الفضول أبصارهم لمتابعته حتى يجلى ضوء الشمس
بعض حناياه فما هو إلا سفينة أخرى فى الجوار قد تحمل ما
يحملون وتقصد ما يقصدون أو عكس ما يقصدون لا يهم.
المهم أنه فى لجة البحر ما بين حين وحين ما يذيب غربة
المكان والزمان لاسيما فيما يتبادلونه من نواقير التحية
واشارات الإبحار ما جرى الإلف به من طقوس تبدو
وكأنما أقيم حفل إغريقى فوق صفحة الماه - ما دعا أهل
الأعماق أن يقفزوا إلى السطح لحضوره على إختلاف
مقاصدهم
فمنهم من جاء يصيب مغنما ولشر ما إنشقت له الأمواج
من مغنم
ومنهم من جاء يلهو ويلعب ويقفز فى الهواء طربا ثم يغوص
ومنهم من سار وراء زعانف الأذيال حتى وجد نفسه هناك
على السطح وفى قلب الأحداث
وقد أبت السماء إلا أن ترسل ضيوفها من النوارس يطفن قربا
بالمكان ويرسلن صفيرهن صداحا ذى رجع آت من ارتطامه
بصفحة المياه التى لا تكاد تستقر الهوينا بعض حين حتى تعود
ثورتها هديرا متلاطما يفوح من أعماقها خطر غادر
بينما يكسو أهدابها زبد خادع ثلجى البياض لامع البريق
قد يأخذ من ريشة المبدعين مأخذا أو يلهب قريحة الأدباء
أو يثير شيطان الشعر لدى الشعراء
لكنما الواقع يلتهب بحقيقة لا يخففها جمال الصورة
ولكل منا أن يعيش واقعه بكل ما فيه وأن يحاول أن يقفز على
قبحه فيحجز مقعدا فى الركب بين المستمتعين
فقط لا بد لنا أن يكون لنا دور فى الرحلة
ومن المؤكد انه ليس كدور النوارس التى تحوم محلقة فى
أعاليها حول الأحداث
لتكتفى بالمشاهدة والصفير
محمد عبد الله
ـ[محمدعبدالله]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 10:46 ص]ـ
أما من معقب أيها الكرام؟
ألا من زاثر يرمي ولو بحصاه فى هذه البحيرة
حتى أرى دوائر الماء؟
محمد عبد الله