[حين يمطر الحزن]
ـ[ابن القيم اسحاق]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 04:09 م]ـ
[حين يمطر الحزن]
قَبْلَ أَيَامِ طِوالِ وَكَكُلِ صَبَاحٍ كَانَ المَكَانُ يَتَغَنْىبأفراحي
لَكِنْ مَا فاجَأَنَا بِهِ الزَّمَان لَمْ يَكُنْ بِالْحُسْبَانْ تَقَلُبَ
حَالي
كَسَرْتُ قَلَمي وَمَزَقْتُ قِرْطاسي تَرَكْتُ دُموعي تَكْتُبُ أَحْزانى
تَرَكْتُ دُموعي تَرْسُمُ أحْزاني وَرَسَمْتُهُ بِطَبْشورٍ على جِدارِ داري
رَوَيْتُ أَحْزاني بِأَشْعاري لَحَنْتُ لِلْحُزْنِ قَصَائِدَ تَغَنَّى بها فُؤادي
مَرَرْتَ عَلى دَارِ الحُزْنِ فَمَكِثْتُ بِهَا
مِنْ دونِ أي سُؤالٍ تَعَرَفْتُ على أَهْلِها
كَيْفَ لا؟؟؟
وَأنا وَالدَموعُ تُصاحِبُنا مِنْ أجْلِها
كُنت أُرَدِّدُ دائِما
أَيا حُزْنُ اِبْتَعِدْ عَني وَدَعْ جُرْحي يَزِلْ مِني
وَأَنا بِكَ غَيْرَ العَذابِ لا أَجْني
تَعِبْتُ بِكَثْرِةِ التَمَنِّي وَأَنْتَ لَسْتَ بِحائِلٍ عَني
فَنَفْسي تُكَلِمُني أَلَا يَكْفيكَ بُكاءاً؟؟
ها أَنْتَ تُرْهِقُني وتُتْعِبُني ما بالُكَ لا تَتْرُكُني مِثْلَ الآخَرينَ
دَعْني أَفْرَحْ اتْرُكْني اَمْرَحْ
قُلْتُ كَيْفَ؟؟
وَالفَرَحُ لا يَبِيني فَدُموعي حينَ تَلْتَقي بِهْ
تَنَفُِّرُهُ مِني وتَطْرُدُهُ عَني؟
وَتَقولُ لَهُ
أنا وأنتَ رَفيقانِ مُتفارِقانِ ومُفْتَرِقانِ كُلٌ على حِدا
ها أنا في الهَمِّ وحدي
أَغوصُ في مَوْجٍ كَئيبٍ قَدْ يَبْدو لِلْناظرينَ رَهيبُ
فانا أبكي بِلا دُموعِ وحِينَ أُقَرِّرْ الذَهابَ فَإِني بِهِ بِلا رُجوعِ
أَبْكِمِتْني الأحْزانُ
ما أَصْعَبَ هَذهِ الحَياةُ وَكَأَني أَتَكَلَمُ بِلا صَوْتِ
وَبَابُ الأَمَلِ الذي أُبْصِرُهُ على بُعْدِ أمْيالِ يُقولُ لي
لا تَخَفْ أيُّها البَاكي فَالْمَوْتُ لايَزُرْكَ اللَّيْلَةَ
اسْعَدْ؟؟ تَبَسَمْتُ مُنادِيا
أَأَسْتَطيعُ حَقاً وَلي وَحْدي أَنْ أَسْتَكْمِلَ الطَريقَ
بِلا غَايَةٍ تُبَرِرُ عَيْشي
وَلا بِشَريكْ يُساعِدُني وَيُسْعِدُني
وَلا حَتى بِصَدِيقٍ يُسانِدُني حِينَ ألْقى الضيقِ
فَتَلَفُّتَ التاريخُ لي مُسْتَصْرِخاً
هاأَنا أَرَاكَ تَرى النُّورَ ظَلامْ وَتَرى السَّعادَةَ أَوْهَامْ
قُلْتُ ما الحَلْ؟؟؟
فَلَمْ يَرُدْ عَني حينَها، أَدْرَكْتُ بَعْدَها، أَنَّ الحَلَّّ بِيَديِّ الرَحْمانِ
لَمْ أَكُنْ أَدْري حَقيقَةَ سَقَطَتْ هَكَذا
نَعَمْ؟؟
أَدْرَكْتُ تَعْريفَهَا بَعْدَما تَفَحَصْتُ طَيَّاتِها
أَتَعْلَمْ أَنَّ الحُزْنَ عَتَبَةُ السَّعادَةَ
وَبَيْنَ أني اِلْتَفَتُّ يَميناً وشِمالاً على واقِعِ الأصْواتِ سَمِعْتُ تَمْتَماتٍ لَمْ أَدْري كَيْفَ
تَسَلَّلَتْ لِلْقَلْبِ
تُحَدِثُني بِحَنينٍ
خُذِ الحَياةَ يَا بُنَيَّ كَمَا جَاءَتْكَ مُتَبَسِماً
فِي كَفِّها فَرَحٌ وَالأخَرْ بِدونِهِ يَشْتَرِطُ التَرَحُ
بقلم: ابن القيم إسحاق قنونة
ـ[ابن القيم اسحاق]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 04:32 م]ـ
وكانها لم تعجبكم، اين الأساتذة الكرام ... ؟؟!!
ـ[الغريب]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ...
لست بوارد النقد و هناك أحق به مني .. و لكن بداية ..
حاطرتك هذه المشبعة بالحزن حتى التخمة, كحال الأيام ذاتها .. ربما تريح الكاتب كأن تسري بعض الهم عند بوحه, و للوهلة الأولى يبدو للقارئ جليا وزن أتراح الدنيا من خلال بعض المعاني " أحزاني " مرتين " الأحزان " و (هذا قد يضعف نقاط الخاطرة و يشوبها بعض الملل) " الهموم و الأتراح الدموع و كسرالقلم و تمزيق القرطاس و غيرها "
و أحسب أن العبء عظيم و الأمل ضيق و ضئيل لمّا مررتَ عليه مرور الكرام كحال المسلّم للأمر الواقع لا من خلال الإصرار و التصميم على مجالدة الدنيا و البحث عن السعادة ..
و لكن حين تمطرنا الدنيا بالحزن كأنها فعلا تتآمر علينا .. صدقت ...
ورد هنالك خطأ إملائي " الرحمان" و صوابه " الرحمن "
بَعْدَها، أَنَّ الحَلَّّ بِيَديِّ الرَحْمانِ
أذهب الله عنك الهم و الحزن أخي اسحق, و دائما الأمر بيد الرحمن .. و دائما أمره لعباده كله خير ..
بوركت
ـ[ابن القيم اسحاق]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 11:03 م]ـ
اشكرك أخي القيمة على ملاحظاتك ونقدك الصائب ...