[رسالة شوق]
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 10:46 ص]ـ
[رسالة شوق]
يا ضِدَّنا لِمْ يَعْتَرِيكَ عُرَامُ؟ (1) = وكأنَّنَا فَحْمٌ، وأنتَ رُخَامُ!
وكأنَّمَا أنتَ الإمَامُ بذي الدُّنا= أو قَسُّها، أو أنَّكَ الحَاخَامُ!
أَقْصِرْ، فإنِّي ما رأيتُ ضَغِينَةً= إلاَّ وفيها للحقودِ ضِرَامُ
النَّاسُ حُبُّ واشْتيَاقٌ كلُّهُم= إنْ كانَ (سامٌ) جدَّهُمْ أَوْ (حَامُ)
الشَّوقُ خَمْسَةُ أسْطُرٍ في خَافِقِي= ضَاقَتْ بِنَسْجِ حُروُفِهَا الأقْلامُ
- سَطْرٌ: لأمي- يا لَقلبي- غارِقٌ= بدمُوعِهَا يبْكِي، ولاتَ فِطَامُ
أمِّي، ومَدْرَسَةُ الحياةِ كتابُها= تحْنُوْ، فيَخبُتُ في الفؤادِ سَقامُ
في راحتَيْها كَمْ صنعْتُ سفينةً= أبحرتُ فِيها، والصِّبَا أوْهَامُ
في راحتيها رَتَّبَتْ ليْ أَنْجُمِي= فنَمَا بأسودَ خافقيْ الإلهامُ
-ثانِي سُطورُ الشَّوقِ أكتبُ نَصَّها= دَنِفَاً- وعُذراً- فالحديثُ غَرامُ
لحبيبةٍ يحيي الوُرودَ عَبيرُهَا= فيموتُ شوقاً- في الكلامِ- كَلامُ
تتبادُلُ الأطْيَارُ هَمْسَ حَدِيثِنَا= فينُمُّنَا بينَ الغُصونِ حَمَامُ
نَرْعَى نجوماً في السماءِ خيامُهَا= والحبُّ فوقَ العاشقين خِيَامُ
-والثَّالِثُ: الأقْصَى على جُدْرَانِهِ = كمْ هَزَّنا من جانبيهِ سَلامُ
يا ليتَ شِعري هلْ أنامُ بروضِهِ= فتلفُني في حضْنِها الأنْسَامُ؟
وأَعيْشُ في الأقْصَى أقبلُ أرضَهُ= وأعافُهَا وتعافُني الآلامُ
وألملمُ الآهاتِ بينَ ضلوعِه= وأضمُّ من صَلُّوا بهِ أو صَامُوا
- والرَّابعُ المخفيُّ بين أَجِندَتِي= بطلُ الوَغَى، والسَّيِّدُ الضِّرْغَامُ
ضاقتْ بهِ أرضٌ فَصاحَ مُزمجراً= حتى اهترتْ من عزمِهِ الأجْسَامُ
لمْ يخشَ إلا اللهَ .. يخطِبُ مجدَهُ= حتَّى ولو قيل الجزا: (إعْدَامُ)
- والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا= فلِأنَّ مِسْكَ العَاشِقينَ خِتامُ
يا قدسُ كمْ أشعَلتِ قلبيَ، لوعةً= وا حرَّ قلبٍ في هَواكِ يَهامُ
لا تحزنِي فيهودُ تلبَسُ عارَهَا= وسليلُهمْ بيدِ الفداءِ يُضامُ
حَطُّوا حمَالَ حديدِهَمْ، لَمْ يَعرفُوا= كمْ حطَّ فوق ترابِكِ الأطغَامُ؟! (2)
فمَضُوا حفاةً لا حديدَ يضمُّهُمْ= وبقيتِ سيفاً والرُّؤوسُ حُطَامُ
قُصِّي ثيابَ الحزنِ فوقَ رُؤوسِهِمْ= خسئَتْ يهودُ، وشعبُها الأقزامُ
مرَّتْ على هاماتِ صخْرِك أرجلٌ= فتَفَطَّرَتْ في قَصدِكِ الأقدَامُ
كمْ كانَ أثقلَكِ الزمانُ بعابِرٍ= حتى أتََتْكِ بنصرِهَا الأيامُ
شُدِّي على حمِمِ الظلامِ عَصائباً= وتحزَّمِي فالحقُّ ليسَ ينامُ
يا قدسُ يا أمَّ الثَّقافةِ أبشرِيْ= فالأرضُ صِدْقٌ، والعداةُ مَنامُ
تعِبَ الفؤادُ من البِعادِ وقبلَكُم= قدْ أوسعتْهُ- سِهامَها- الأعوامُ
كُنَّا على سُحُبِ الشَّآمِ نزورُهَا= فتَضُمَّنا وكأنَّنَا أيتامُ
"ثمَّ انقضَتْ تلكَ السُّنونُ وأهلُها= فكأنَّها وكأنَّهم أحلامُ" (3)
21/ 5/2009
(1) العُرام: الشدة بالرجل، والمعنى هنا التباهي بالنفس.
(2) الطغام: الوغد، وهو يتطغم على الناس أي يتجاهل عليهم.
(3) البيت لأبي تمام.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 11:20 ص]ـ
ألفنا ابتكار الأفكار عندك أخي الحبيب رائد عبد اللطيف ..
قصيدة جميلة تنضم لأخواتها في مدونتك ..
نلمح من خلالها التألم والحسرة على ماآلت به أوضاعنا ..
ونلمح الأمل يتغلل من خلال سطورها لاستعادة مجد أسير.
كانت قراءة بل قل جولة سريعة على أبياتها. فلربما أعود لأطيل المكوث هنا.
دوما ننتظر إبداعك أيها الشاعر الراقي.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 10:17 م]ـ
ألفنا ابتكار الأفكار عندك أخي الحبيب رائد عبد اللطيف ..
قصيدة جميلة تنضم لأخواتها في مدونتك ..
نلمح من خلالها التألم والحسرة على ماآلت به أوضاعنا ..
ونلمح الأمل يتغلل من خلال سطورها لاستعادة مجد أسير.
كانت قراءة بل قل جولة سريعة على أبياتها. فلربما أعود لأطيل المكوث هنا.
دوما ننتظر إبداعك أيها الشاعر الراقي.
العزيز أحمد الغنام:
مرحبا بك، وشكرا على المرور، وبارك الله فيك، وأدام لك هذا الحس والذوق المرهف ..