تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أميرتي: أيُّ سِحْرٍ فيكِ يجذبني؟

ـ[العايد]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 09:28 م]ـ

قد عادَ لي الشِعْرُ فيّاضاً بواديه= يُحْيي مَوَاتاً من التَهيام ناسيهِ

أميرتي أيُّ سِحْرٍ فيكِ يَجْذِبُني = إذ صِرْتُ كالطيرِ يشدو في مغانيهِ

رقيقةٌ مثلُ قَطْرِ الماءِ مُنْسَكِباً = من الغمام تهادى في سواقيهِ

نديّةٌ مثلُ رَوْضِ الحَزْنِ بَاكَرَهُ = وَبْلُ السحابِ هَتُوْناً ليسَ يُؤذيهِ

زكيّةٌ مثلُ أنفاسِ الرُبى انبعثتْ = فوّاحةَ الطيبِ مَرُّ الريحِ يُذكيهِ

ذكيّةٌ لو رأى شَنٌّ نَبَاهَتَها = لَمَا اصطفى غيرَها خِلاً يُصافيهِ

رشيقةُ القَدِّ عينُ اللهِ تكلؤها = مِنْ شَرِّ حاسدِهَا السوْأى مَراميهِ

هيفاءُ حَوراءُ نجلاءُ العيونِ بها = منْ سِحْرِ هاروتَ ما يَهْزا براقيهِ

رخيمةُ الصوتِ يحكي في عُذوبتِهِ = مِزمارَ داودَ صدّاحاً بناديهِ

وَرْقاءُ ساجعةٌ لحناً على فننٍ = أذنُ الأصمِّ تجافى عن تَناغيهِ

آهٍ على المُزْنِ تَهْمِي فوقَ ماحلةٍ = والحُسْنِ لاحَ لأعمى كيف يُغريهِ

آهٍ على الحبِّ ما هَبَّتْ نسائمُهُ = إلا على طَلَلٍ تُعْمِيْ سَوَافيهِ

لا تعذليهِ على صَمْتٍ ينوءُ به = فليس يعرفُ ما يُخفي فَيُبْدِيْهِ

ترسو المراكبُ في الشطآنِ آمنةً = لكنّ مركبَهُ قد ضلَّ هاديهِ

أميرتي لم أزلْ في حيرتي ثَمِلاً = يَلفُّني من لهيبِ الشكِ داجيهِ

إذا حَضَرْتِ خَفُوقُ القلبِ يفضحني = يكادُ يقفزُ قلبي من مراسيهِ

وإنْ تغيَّبْتِ يبقى الصدرُ مُكتئباً = لا تستطيعُ الرواسي حَمْلَ ما فيهِ

حارَ اللبيبُ: أداءُ العشقِ داهمني = والرأسُ قد شابَ قاصيه ودانيه!

وأسوأ الناسِ حالاً مَنْ تقاذَفُهُ = أمواجُ حَيْرَتِهِ في لُجَّةِ التِيْهِ

أميرتي البَذرُ في سَبْخاءَ مضيعةٌ = حصادُهٌ الفقرُ والبُؤسى تَوَالِيهِ

ـ[الباز]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 10:07 م]ـ

ذكيّةٌ لو رأى شَنٌّ نَبَاهَتَها

لَمَا اصطفى غيرَها خِلاً يُصافيهِ

هيفاءُ حَوراءُ نجلاءُ العيونِ بها

منْ سِحْرِ هاروتَ ما يَهْزا براقيهِ

بل بذرت من البذور أروعها فأينعت فلا و ياسمينا

قصيدة رائعة ..

طرزتها بأسلوب رائع و زينتها بما اقتبسته من أمثال

تقبل مروري

ـ[العايد]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 10:20 م]ـ

ذكيّةٌ لو رأى شَنٌّ نَبَاهَتَها

لَمَا اصطفى غيرَها خِلاً يُصافيهِ

هيفاءُ حَوراءُ نجلاءُ العيونِ بها

منْ سِحْرِ هاروتَ ما يَهْزا براقيهِ

بل بذرت من البذور أروعها فأينعت فلا و ياسمينا

قصيدة رائعة ..

طرزتها بأسلوب رائع و زينتها بما اقتبسته من أمثال

تقبل مروري

لكنها لن تحظى بما حظيت به قصيدتك الرائعة: (أطعمته قلبي وأسقيته دمي).

شرفني بلا شك مرورك وتعليقك وسبقك.

تحياتي لأحبتي أهل الجزائر.

ـ[ربا 198]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 11:07 م]ـ

[ color="darkred"]

بل بذرت من البذور أروعها فأينعت فلا و ياسمينا

أينعت فُلّاً وياسمينا لأنّه بذرها في الفصيح أخي الكريم

بوركتما

ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 11:12 م]ـ

لقد لامست أبياتكم في تلطف ... شغاف فؤادي والذي فطر الحبا ..

ـ[العايد]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 09:51 ص]ـ

أينعت فُلّاً وياسمينا لأنّه بذرها في الفصيح أخي الكريم

بوركتما

سبق أن قلتُ:

وَمَنْ ينتخبْ سهلاً خصيباً لِزرعِهِ = ينلْ وافرَ الأثمارِ من طيّبِ البَذرِ

نعم (الفصيح) سهل خصب يثمر فيه كل بذر طيّب.

لك تحياتي.

ـ[جلمود]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 12:54 م]ـ

بارك الله في شاعرنا!

قصيدة غناء، يشدو بها الطير في مغانيه، وللرياض منها حظ غير قليل، تطفو بها الأمواج حينا وحينا تغرق، ترسو القلوب إلى مرافئها، ولسهمها فيك تأثير! فبارك الله في باريها!

قد عادَ لي الشِعْرُ فيّاضاً بواديه ... يُحْيي مَوَاتاً من التَهيام ناسيهِ

ربما يظن الشادي أن هذا البيت هو مطلع القصيد،

ولكن اللبيب بالإشارة يفهم!

فقبل هذا البيت نقرأ أبياتا في هجران الشعر لشاعرنا ونأيه عنه، وجفافا في مرابعه، لعل مرجعه فراقا بين صاحبه وأميرته، ولا أظن شاعرنا إلا معديا عليه في هذا البين.

وإذا أنعمنا النظر نستطيع أن نقرأ أبياتا أخر، حدثنا فيها الشاعر عن عودة المياه لسواقيها، وعتابٍ بين الأحبة على ما فات من زمن، فلقد رضيت عنه أميرته أو ربما أرضاها أو لعله استرضاها.

اختزل شاعرنا هذه الأبيات وتلك في كلمة واحدة شحذها وشحنها بدلالات تشي بالأصل عيانا بيانا لطالبها، ألا وهي (عاد)!

ولكننا نعيب على شاعرنا ـ حسب رؤيتنا ـ استخدامه لكلمة (مواتا)، لاسيما وقد جعل جارتها كلمة (التهيام).

فالتهيام في لغة العرب مصدر على وزن تَفعال، وهو وزن صرفي نادر، ربما لا تتعدى الأفعال التي جاءت عليه أصابع اليدين، والوزن تفعال وزن له معانيه الغنية التي تكاد تنحصر ــ عند سيبويه ـ في تكثير الفعل.

أما التهيام في لغة العشاق فهو الجنون في العشق، والسير في البيداء دون زاد ومتاع، فالتهيام هو حال مجنون ليلى.

وإذا استخدم شاعرنا تلك الكلمة (التهيام) بمعناها المعجمي ومعناها الصرفي ــ فهل يصح إذن أن يقول إن هذا التهيام كان مواتا فأحياه! لعمري! لو كان هياما وليس تهياما ما خبئت جذوته! فما بالنا وهو تهيام وليس هيام.

وإذ صار الأمر كذلك بالنسبة إلى موات التهيام ـ فكذلك الأمر في نسيانه، فكيف يتسنى لمن هام على وجهه تهياما أن ينسى تهيامه وسبب نعيمه وشقائه!

وللحديث عودة!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير